جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   22/12/2016

السيسي: الشعب المصري عظيم ولديه قدرات لا حدود لها.. قرار ترشحي لولاية ثانية يتوقف على المصريين.. ترامب سيضفي شرعية أكبر على الحملة الأمنية ضد الإرهاب

كتب..شريف حمدي

 

 على عكس العديد من قادة دول العالم، ابتهج الرئيس عبد الفتاح السيسي بانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ففي الوقت الذي أخذت بعض حكومات الدول العديد من المآخذ الخطيرة على حملة المطور العقاري الرئاسية، كان الرئيس السيسي أول زعيم يهنئه على فوزه، وفقا لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.

 

وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته على موقعها، يوم الاثنين الماضي، عن الرئيس السيسي، إن «كيمياء» من نوع خاص نشأت بين الزعيمين، اللذين يشتركان في الشعبوية التي يتمتعون بها، والنظرة إلى روسيا، حيث يرونها قوة جيوسياسية حميدة وحليف قوي جدير بالقرب منه، الأمر الذي أثار تعجب وسائل الإعلام المصرية.

 

وتضيف: "الرئيس السيسي يرى في نظيره الجديد تشابها كون موقفهما من تهديدات الإسلام السياسي والجهادية موحدا".

 

وفي مقابلة أجرتها «فايننشال تايمز» مع الرئيس في القصر الجمهوري في القاهرة، أعرب السيسي، والذي وصفته الصحيفة بـ«الرجل القوي»، عن تفاؤله بشأن انتخاب ترامب، رئيسا للولايات المتحدة، ودوره المنتظر في مكافحة الإرهاب بـ«مزيد من العزم والجدية»، حسب تعبير الرئيس.

 

 

 

وعن التعاون المتوقع بين موسكو وواشنطن، قال السيسي إن ذلك سيكون نعمة للاستقرار في الشرق الأوسط الذي يعاني من الصراع.

 

وتقول الصحيفة البريطانية، إن الإرهاب من وجهة نظر السيسي يمتد إلى ما وراء الجهاديين في «داعش» الذين يقودون أعمال عنف في سيناء وصلت إلى قلب القاهرة، حيث تم تفجير الكنيسة القبطية يوم 11 ديسمبر، ما أسفر عن مقتل 27 من الأقباط.

 

وبشكل حاسم، يشمل تعريفه جماعة الإخوان، الحركة السياسية التي أطيح بها من السلطة في مصر عام 2013.

 

ووفقا لنص الحوار المنشور على موقعها، فإن السيسي يرى أن ترامب بمقدوره أن يضفي شرعية على الحملة الأمنية ضد الإرهاب في مصر ويدعم نظامه في وقت تتزايد فيه الضغوط الاقتصادية.

 

ولكن بعدما يقرب من ست سنوات من الثورة التي أسرت مخيلة العالم، وزادت الآمال في التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط، بعد تحرر أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان مرة أخرى من قبضة الدولة الاستبدادية، تواجه مصر اجتماعيا العديد من المشاكل الاقتصادية والسياسية اليوم، والتي هي أعمق من تلك التي أشعلت انتفاضة 2011 ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

 

وتتابع الصحيفة البريطانية عن الرئيس السيسي أنه انتخب في يونيو عام 2014، وسط موجة من خيبة الأمل أصابت المصريين بعد عام واحد من حكم جماعة الإخوان، التي أثبتت انقسامها وأنها غير كفء لإدارة مصر.

 

وتشير إلى أن في هذا التوقيت علق المصريون آمالا على السيسي الذي قدم نفسه على أنه والد كل المصريين.

 

وتؤكد الصحيفة البريطانية أن السيسي واثقا في قوته لإنقاذ مصر من الكارثة التي وقعت فيها عقب ثورة 2011، حيث قال إن «الأمة المصرية عظيمة، ولديها قدرة لا حدود لها للتفاهم والتضحية».

 

وأضاف السيسي، وفقا لنص الحوار المنشور على «فايننشال تايمز»، أنه «لمدة 30 شهرا، قد بذلت محاولات لإسقاط هذا البلد، ولكن ما أثار استغراب كثيرين، فإن المصريين يتحلون بمرونة فائقة، و وعي تام ودعم كبير لبلدهم».

 

وأوضح الرئيس أن «هذه المرونة، تم اختبارها من قبل في دعم قدرة النظام على إصلاح الاقتصاد وأثبتوا أنهم قادرون على العمل، ولكن هذا النجاح في الواقع يتطلب جهدا صعبا لتحقيقه».

 

ويواصل تقرير الصحيفة البريطانية سرده للواقع في مصر، لافتا إلى أنه منذ أكتوبر الماضي، ضربت مصر أزمة على مستوى العملة الأجنبية وارتفع الدولار في السوق السوداء.

 

وفي المقابل، نفذت الحكومة إجراءات صارمة أجلتها الإدارات السابقة.

 

وفرضت ضريبة القيمة المضافة، وتوج زيادات الرواتب في القطاع العام، خفض دعم الوقود، ما أدى إلى ضرورة خفض قيمة الجنيه المصري بحيث قيمته إلى النصف مقابل الدولار.

 

وتستطرد الصحيفة أن السيسي تمكن من تنفيذ أجرأ إصلاحات تشهدها مصر منذ عام 1980؛ حيث تمكن من إقناع صندوق النقد الدولي للاتفاق على برنامج قرض طال تأجيله تصل قيمته 12 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، ويهدف إلى استعادة المالية العامة إلى نحو متساو، وإحياء اهتمام المستثمرين الأجانب.

 

وتشير الصحيفة إلى أن الأثر الفوري للتدابير الاقتصادية التي فرضت في مصر، تمثلت في ارتفاع معدل التضخم السنوي الذي بلغ ما يقرب من 20 في المائة في نوفمبر الماضي.

 

وردا على ذلك، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن «الحكومة تساعد أفقر شرائح المجتمع المصري من خلال برنامج الصدقات النقدية وبرنامج الغذاء المدعوم، وكان ذلك يكلف البلاد بنودا مالية بمليارات الجنيهات، في المقابل تكلف واردات السلع الفاخرة مليارات الدولارات، وفي ظل هذا كان الدعم يصل إلى غير مستحقيه، ولكن الحكومة نفذت تدابير سلامة لجعل الدعم المؤكد يصل إلى المستفيدين المستحقين فعلا».

 

وطرحت «فايننشال تايمز» آراء رجال أعمال في القاهرة، الذين أكدوا أن الاقتصاد لا يمكن دفعه قدما دون القطاع الخاص في الوقت الذي يعتمد فيه الرئيس السيسي على الجيش لإدارة المشاريع الوطنية التي يرى فيها تعزيزا للروح المعنوية، مثل توسيع قناة السويس وبناء العاصمة الجديدة.

 

وعن ذلك، يقول الرئيس ردا على التساؤل الذي طرحته الصحيفة، إن "الجيش المصري لا يدخر جهدا لمساعدة البلاد"، لافتا إلى أن حسابات الاقتصاد العسكري تبلغ نسبة من 1.5 في المائة إلى 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

 

وأوضح أن «الأعمال العسكرية التي ينفذها الجيش إنما هي لضمان الاكتفاء الذاتي وتخفيف الأعباء على السوق، وليس للتنافس مع القطاع الخاص».

 

وأشار السيسي إلى أن هناك دورا آخر يلعبه الجيش وهو «الإدارة والإشراف» لضمان «الكفاءة والالتزام والتقيد بالمواعيد وعدم السماح بوجود تلاعب أو شبهات فساد» في العقود التي يتم تنفيذها من قبل الشركات الخاصة والعامة.

 

وتشير الصحيفة إلى قول مسئولين بأن الرئيس السيسي لم يجد أي خيار سوى الاعتماد على الجيش لتلبية توقعات الناس ومعالجة الانهيار الذي أصاب سوق الاستثمار بعد الثورة، لافتة إلى أن الخوف من المنافسة من مؤسسة قوية وغير خاضعة للمساءلة، دافع لتشجيع مشاركة القطاع الخاص.

 

وتقول إن البرلمان وافق مؤخرا على قانون لتشديد الرقابة على المجتمع المدني، وكان نص القانون أشد قسوة من ذلك المقترح من قبل الحكومة.

 

وأضافت أن الرئيس السيسي وصف مطالبات منظمات حقوق الإنسان بتعديل أوضاع عشرات الآلاف من السجناء السياسيين بأنها «سخيفة»، مشيرا إلى أن أرقام من يقبعون في السجون المصرية تقتصر على عدة مئات من الموقوفين وفق أحكام قضائية، مؤكدا أنه تم الإفراج عن أكثر من 80 معتقلا من الشباب مؤخرا.

 

وقال الرئيس: «في وضع صعب مثل الذي في بلدنا مصر، قد يكون هناك بعض الأخطاء، والتي لا تترك دون تصحيح وفي أقرب وقت ممكن».

 

ووفقا لتقرير «فايننشال تايمز»، فقد رفض السيسي وجهة النظر الداعية إلى أن الفترة التي تشهدها مصر حاليا هي أسوأ من عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، قائلا: «بناء الحب بين المصريين، هي موجة من احترام الآخر تبدأ في القاهرة وتنتشر في جميع أنحاء الجمهورية».

 

وأضاف السيسي أن رئاسة مصر عبء، وهو أمر لا يدركه كثيرون ممن يتوقعون أنه يحاول البقاء بعد انتهاء فترة ولايته عام 2018، قائلا إنه لن يكشف ما إذا كان سيرشح نفسه لفترة ولاية ثانية أم لا، متابعا أن قراره سيعتمد في جزء كبير على ما إذا كان المصريون على استعداد لتحمل المشاق والتضحيات معه أم لا.

 

 

 


مقالات مشتركة