جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   2017-09-13T19:02:33+03:00

الدول الداعية لمكافحة الإرهاب "تسلخ" قطر فى الجامعة العربية

طارق رمضان

وقع خلاف حاد بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" وقطر، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذى عقد اليوم فى الجامعة العربية، حيث تطاولت قطر على دول الرباعى العربى خلال الاجتماع وتحدثت بمهاترات حول الأزمة معها وتعمدت أن تصف الأزمة بـ "الحصار"..مما دفع ممثلى الدول الأربع بالتصميم على الرد على قطر، وقاموا بـ"سلخ" قطر خلال الإجتماع.

 

وفجر الحديث خلال اجتماع وزراء الخارجية أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتى عندما أكد خلال كلمته بالاجتماع وقوف الإمارات إلى جانب مصر قيادة وحكومة وشعبا فى حربها ضد الإرهاب الغاشم، وشدد على تصميم بلاده على مواصلة التصدي لسياسات دولة قطر والضغط من أجل استجابتها لمطالب دول المقاطعة..وبعدها طلب سلطان المريخى وزير الدولة للشئون الخارجية القطرى الذى رأس وفد الدوحة فى الاجتماع، الرد على كلمة قرقاش.

 

إلا أن رئيس الاجتماع وزير الدولة للشئون الخارجية والتعاون الدولى الجيبوتى محمود على يوسف، طلب منه الانتظار إلى آخر الجلسة، لأن اسمه غير مسجل فى قائمة كلمات الوزراء المشاركين، وانفعل الوزير القطرى خلال الاجتماع وأصر على الرد قائلا: "هذا ما يصير"، ورد عليه الوزير الجيبوتى: "هون على نفسك، اسمك غير مسجل، انتظر إلى انتهاء المسجلين من إلقاء كلماتهم، سأعطيك الكلمة بعد انتهائهم".

 

كما أكد السفير أحمد قطان سفير السعودية في مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية الذى رأس وفد السعودية فى الاجتماع خلال كلمة المملكة، على أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين ضد قطر هي إجراءات سيادية تمت بناء على السياسات الحالية للحكومة القطرية المستمرة منذ فترة طويلة ومنها دعم الإرهاب واستضافتها للمتورطين بالإرهاب على أراضيها.

 

وقال "قطان" إن المطالب الـ 13 أدت لتسليط الضوء على عدم التزام قطر بتعهداتها السابقة مثل اتفاقي الرياض عام ٢٠١٣ و٢٠١٤ التي لم تلتزم بهما قطر مما فرض علينا اتخاذ هذه الإجراءات لمصلحة قطر ومصلحة شعوب المنطقة، وتساءل: "كم دولة قطعت علاقتها بقطر وسحبت سفراءها وخفضت تمثيلها الدبلوماسي؟".

 

وأضاف أن قطر وأدت أول أمل لانفراج أزمتها مع الدول العربية بعد الاتصال الهاتفي الذي قام به أمير قطر تميم بن حمد بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث حرفت قطر حقيقة الاتصال الذي جرى بمبادرة من أمير دولة قطر، وأوضح أن ذلك عزز حقيقة عدم رغبة قطر في الحوار، مطالبا قطر بأن تعود إلى الحضن الخليجى الدافئ بدلا من حضن إيران البارد.

 

وقال إن علاقة قطر بإيران شأن سيادي لكن سيكون نتيجته الخراب والدمار فالجميع يعلم دور ايران في الخليج ولايوجد دولة استفادت من الاقتراب من إيران وستثبت الأيام القادمة عدم صحة هذا التوجه وأجزم أن الشعب القطري لايؤيد هذا التوجه.

 

وحينما انتهى الوزراء ورؤساء الوفود من كلماتهم الرسمية المتفق عليها التى دارت حول التعاون العربى ووضع المنطقة وفق جدول الأعمال المتفق عليه والذى لم يتضمن بحث أزمة دول الرباعى العربى مع قطر، أعطى الوزير الجيبوتى رئيس الاجتماع الكلمة لسلطان المريخى رئيس وفد قطر بالاجتماع، للرد على قرقاش كما طلب منذ البداية وكذلك للرد على قطان، واستفز المريخى ممثلى الدول الأربع برده، حيث قال فى كلمات باردة: "أن قطر سعت للحوار، وقائمة مطالب الدول الأربع غير قابلة للتنفيذ من الدوحة أو دولة الوساطة "الكويت" لأنها تجسد مساسا بسياسة الدوحة.

 

موضحا أن بلاده تريد الحوار وتلتزم به، نافيا دعمها للإرهاب..وانتقد المريخى محاولة السعودية لتغيير النظام القطرى ودعم عبد الله آل ثانى حفيد مؤسس قطر، وإعداده بديلا لتميم بن حمد، وقال ساخرًا: "صار المحور الآن تغيير النظام..بدلا من دعمنا للإرهاب..أين الجامعة العربية من هذا؟!"..واستفز المريخى مشاعر جميع الحضور وخاصة السعودية عندما قال: "أقسم بالله إيران أثبتت أنها دولة شريفة عن آخرين..ولقد عرفنا النوايا من بداية الأزمة معنا".

 

وبعد حديث الوزير القطرى، طلب الوزير الجيبوتى رئيس الإجتماع إنهاء الجلسة أمام وسائل الإعلام، مما أثار غضب سامح شكرى وزير الخارجية وأحمد قطان رئيس الوفد السعودى فى الإجتماع وكذلك وزيرى الإمارات والبحرين..وقال شكرى إن ما أثاره الوزير القطرى غير وارد فى بنود جدول الأعمال وما قاله مجرد مهاترات، ليرد الوزير القطرى بأن قرقاش هو من أثار ذلك، فقال قرقاش إن ما قاله عن قطر ضمن كلمة رسمية وبلاده تعانى من تدخل الدوحة فى شئونها الداخلية وعدمها للإرهاب فى المنطقة.

 

كما أصر قطان على الرد أيضا على ما وصفه بـ "مهاترات" الوزير القطرى..وحاول وزير الخارجية العراقى المشارك فى الاجتماع باحتواء الموقف واستخدام "العقل العربى" فى الجلسات المغلقة حتى لا يثار أمام وسائل الإعلام.

 

إلا أن شكرى وقطان وقرقاش أصروا على الحديث أمام وسائل الإعلام وانطلق شكرى فى كلمة انفعالية قائلا: "إننا نعلم جيدا ما تفعله قطر داخل مصر وسنستمر فى الدفاع عن شعبنا وحق شهدائنا لن يضيع ومصر مستمرة في حقوقها السيادة، ومصر صاحبة ٧ آلاف سنة حضارة ونحن دولة ذات سيادة سنستمر في الحفاظ على حقوقنا السيادية".

 

وفتح الوزير الجيبوتى رئيس الإجتماع الرد على الوزير القطرى أمام وسائل الإعلام، ورد قطان على الوزير القطرى بعد رد شكرى، وقال:" كيف يقول إن إيران شريفة إيران حرقت سفارتنا لديها هنيئا لكم بإيران وإن شاء الله عن قريب ستندمون على ذلك".

 

كما كان رد قرقاش أيضا وأكد أن قطر تدعم الإرهاب بكافة صورة، وأيده الوزير البحرينى المشارك..وبعد ذلك طلب الوزير القطرى مرة أخرى الحديث وحاول استفزاز دول الرباعى العربى والدفاع عن بلاده، وحاول قطان مقاطعته فقال له الوزير القطرى: "عندما اتحدث أنت تنصت"، ليرد قطان: "لا أنت الذى ينصت".

 

ووجه قطان حديثه معاتبا الوزير الجيبوتى وقال له: "لم يكن مدرجا أن تتحدث قطر، ولكنكم أعطيتم الكلمة لها بعيدا عما متفق عليه" ليوجه حديثه إلى الوزير القطرى ويقول: "السعودية قادرة على فعل أى شيء"، وبعد ذلك أنهى الوزير الجيبوتى رئيس الإجتماع الجلسة بعد سلسلة المشاحنات تلك.


مقالات مشتركة