جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   2017-11-07T13:28:04+02:00

السيسي: مقاومة الإرهاب حق من حقوق الإنسان في مصر

أ ش أ

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الإرهاب ينتهك الانسانية ويعتدي عليها ويحطمها ، مشددا على أن مقاومة هذا الارهاب حق للانسانية جمعاء ، وأشار الى أنه سيضيف مقاومة الإرهاب كحق من حقوق الإنسان في مصر.

 

وقال الرئيس السيسي ـ في كلمة ألقاها أمام منتدى شباب العالم الذي إنطلقت فعالياته مساء اليوم بمدينة شرم الشيخ ـ " أرحب بضيوف المنتدى على أرض سيناء الغالية ، أرض السلام والمحبة ، أرض الأنبياء والحضارة ، وأود أن أسجل عظيم امتناني وبالغ سعادتي بهذا الجمع الفريد المتميز الذي إجتمع تلبية لشباب مصر المتحمس لصناعة المستقبل لوطنه والبشرية على أسس السلام والتنمية".

 

وأضاف " كما أسجل فخري وإعتزازي بشباب وطني الممتليء حماسا ، والذي يسعى بلا كلل أو ملل الى تحقيق إرداته وصناعة الغد الذي يتسق مع آماله وطموحاته ، وتتجاوز آماله حدود الوطن لتمثل البشرية جمعاء".

 

وتابع " فهؤلاء الشباب ، الذين حلموا أن نكون هنا في هذه القاعة كي نجتمع ونتحاور ونصيغ رؤى مشتركة نحو المستقبل ، إنما كان حلمهم حلم خير وأمل وإستقرار للبشرية كلها ، حلم يتجاوز الصراعات الضيقة والتمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو اللون ليحلق في رحاب الإنسان الذي خلقه الله لعمارة هذا الكون وزراعة الخير في جنباته وصناعة المستقبل والحضارة".

 

وقال الرئيس السيسي إن مصر الفرعونية حضارة والعربية إنتماء والأفريقية جذورا والمتوسطية ثقافة إنما تسعى بكل أبعادها الثقافية والحضارية الى أن تمارس دورها التاريخي في صياغة رؤية للسلام والإستقرار.

 

وأكد أن العالم اليوم أحوج ما يكون الى وقفة حقيقية لإعادة تقييم الأطروحات والنظريات والرؤى التي أدت الى نشوب الصراعات والحروب على كوكب الأرض ، وانتشر بين جنباته العنف والارهاب.

 

وأوضح الرئيس أنه يجب علينا جميعا الإضطلاع بمسؤلياتنا التاريخية من أجل صياغة رؤية للغد تتضمن أن يكون العالم آمنا ومستقرا يعيش أفراده في ظل سلام وحرية للمعتقد والرأي ، وبلا عنف أو تمييز ديني أو طائفي أو عرقي أو جنسي.

 

وإليكم نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ:

أصحاب الفخامة .. شباب العالم .. ضيوف مصر الكرام .. السيدات والسادة .. أرحب بكم على أرض سيناء الغالية ، أرض السلام والمحبة ، أرض الأنبياء والحضارة ، أود أن أسجل عظيم امتناني وبالغ سعادتي بهذا الجمع الفريد المتميز والذي إجتمع تلبية لشباب مصر المتحمس لصناعة المستقبل لوطنه والبشرية على أسس السلام والتنمية.

كما أسجل فخري وإعتزازي بشباب وطني الممتليء حماسا ، والذي يسعى بلا كلل أو ملل الى تحقيق إرادته وصناعة الغد الذي يتسق مع آماله وطموحاته ، وتتجاوز آماله حدود الوطن لتمثل البشرية جمعاء.

 

فهؤلاء الشباب الذين حلموا أن نكون هنا في هذه القاعة كي نجتمع ونتحاور ونصيغ رؤى مشتركة نحو المستقبل ، إنما كان حلمهم حلم خير وأمل واستقرار للبشرية كلها ، حلم يتجاوز الصراعات الضيقة والتمييز على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو اللون ليحلق في رحاب الإنسان الذي خلقه الله لعمارة هذا الكون وزراعة الخير في جنباته وصناعة المستقبل والحضارة.

 

السيدات والسادة : إن رؤية شبابنا هي رؤية حديثة لرؤية قديمة صاغها أجدادنا حين شرعوا لوضع اللبنة الأولى لحضارة الانسانية ، فقد زرعوا سنابل الخير في أرضنا الطيبة السمراء وأبدعوا في بناء المجد على ضفاف النيل الخالد ، ورسموا على جدران المعابد قصة التاريخ ذاته ، وأرشدوا الانسانية كلها لطريق الحضارة ، وهكذا ظل شباب مصر امتدادا لمشروع أجدادهم القائم على مبادىء الحضارة الانسانية المحبة للسلام والباحثة عن الاستقرار والأمن والصانعة للتنمية والابداع.

 

السيدات والسادة : إن شباب مصر العظيم استطاع أن يفرض إرادته ويحافظ على هويته وحضارته وإرثه الانساني ممن حاولوا طمس الهوية وهدم الحضارة وسلب إرث أجداده ، واستطاعوا الانتصار لإرادتهم في الحياة على إرادة عقيمة لجماعات راديكالية إتخدت من القتل والعنف سبيلا لها لفرض أفكارها المختلط بدماء الأبرياء ، ودافعوا بعزيمة لا تلين عن إرادتهم ، فلن يستطيع الإرهاب أن ينال من أحلامهم الواعدة حتى وإن قتل الأجساد الطاهرة.

 

وهكذا فان شباب مصر إمتداد طبيعي لأجدادهم الذين تصدوا لكل شر يواجه الإنسانية أو يسعى لتدمير الحضارات الإنسانية ، وبالتزامن مع معركتهم ضد الارهاب خاضوا معركة أخرى في البناء والتنمية.

 

فقد تسارعت خطاهم على إمتداد خريطة الوطن من أجل بناء الحلم الواعد وإحالته إلى واقع ملموس ، وراحوا يزرعون الأمل ويبنون المجد ويصنعون الحاضر والمستقبل.

 

السيدات والسادة .. لقد كان إنحيازي لشباب مصر في دعوتهم الى إنطلاق منتدى شباب العالم والذي نجتمع في نسخته الأولى اليوم هنا من أرض السلام نابعا من يقين راسخ وإيمان صادق بأن الحوار وتبادل الرؤى وخلق مساحات مشتركة بين الرأى والرأى الآخر هو السبيل الوحيد لمواجهة أي تحديات تواجهنا ، وأن تكون الدعوة للحوار نابعة من شباب مصر ، فذلك حكم التاريخ وشهادة الجغرافيا التي قدرت لمصر أن تكون متوسط العالم وملتقى الحضارات والأديان.

 

فعلى بعد كيلومترات بسيطة من مكان اجتماعنا هنا في سيناء كلم الله نبيه موسى ، ومن جوارنا مر السيد المسيح والسيدة العذراء في رحلتهم المقدسة ، وهنا الأزهر الشريف منارة الإسلام الوسطي.

 

فمصر الفرعونية حضارة والعربية إنتماء والأفريقية جذورا والمتوسطية ثقافة إنما تسعى بكل أبعادها الثقافية والحضارية الى أن تمارس دورها التاريخي في صياغة رؤية للسلام والإستقرار.

 

وأظنني محقا حين أؤكد لكم أن العالم اليوم أحوج ما يكون الى وقفة حقيقية لإعادة تقييم الأطروحات والنظريات والرؤى التي أدت الى أن نسكن كوكبا ألهبته الصراعات والحروب وإنتشر بين جنباته العنف والارهاب.

 

علينا جميعا الإضطلاع بمسؤولياتنا التاريخية اليوم من أجل صياغة رؤية للغد تتضمن أن يكون العالم آمنا ومستقرا ، يعيش أفراده في ظل سلام وحرية للمعتقد والرأي ، وبلا عنف أو تمييز ديني أو طائفي أو عرقي أو جنسي.

 

أبنائي وبناتي من شباب العالم ، شباب مصر العظيم ، أدعوكم في مستهل منتدى شباب العالم أن تكونوا على قدر ثقتنا بكم وطموحنا المبني على إيماننا بقدراتكم ، أدعوكم الى ممارسة فضيلة الحوار والتعايش على أسس موضوعية متجردة من الإنحياز أو التطرف لرأي على حساب الآخر.

 

أدعوكم إلى أن تتحاوروا على أساس إنساني منزه عن التمييز ، وتذكروا أن الله جل في علاه قد خلقنا جميعا إنسانا ، وكانت رحمته بنا حين جعلنا مختلفين، فالاختلاف رحمة ، وترك لنا حرية الإختيار ، وأوصانا بعمارة الأرض وإرساء السلام وزرع سنابل الخير.

 

وأقول لكم إن نظرة واحدة على هذه القاعة وتفحص ذلك التنوع الإنساني والثقافي والحضاري كفيل بأن يبعث فينا جميعا الأمل ويبث في الأنفس الثقة بأن البشرية لا زالت قادرة على الحوار وتحويل الحلم في السلام الى حقيقة ، الحلم في عالم بلا لاجئين تركوا أوطانهم قهرا وقسرا، أو مشردين وفقراء لا يملكون الحد الأدنى من سبل العيش الكريم ، أو انسان يعاني تمييزا سلبيا بسبب معتقده أو جنسه أو لونه ، الحلم من أجل عالم بلا متطرفين يسعون للخراب والتدمير ، الحلم من أجل عالم يتطور حضاريا ويتحاور ثقافيا ويتكامل إقتصاديا.

 

ومن هنا، من أرض السلام وأمامكم ، أعلن إنطلاق أعمال منتدى شباب العالم ، وفقكم الله ورعاكم جميعا إلى ما فيه الخير للبشرية.


مقالات مشتركة