جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

دنيا ودين   2017-11-11T12:57:35+02:00

علي جمعة: ترك العمل وتعطيل الإنتاج بسبب اقتراب الساعة «عصيان لله»

ايمان محمد
قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر، إنه لا ينبغي أن يترتب على الإيمان بالساعة وبقربها ترك أعمالنا التي أقامنا الله فيها في الدين، فإن ذلك عصيان لله، وهروب من المسئولية.

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حذرنا من ذلك فقال : «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل» [رواه أحمد في مسنده، وعبد بن حميد في مسنده، والبخاري في الأدب المفرد].

وأضاف أنه على الرغم من تأكده أن عمله هذا لا فائدة حسية منه؛ لأن الكون كله سوف يدمر وليست بما فيه تلك الفسيلة التي تحتاج إلى زمن طويل للإنبات بالرغم من ذلك هو مطالب بأداء عمله، منوهًا بأن المؤمن لا يعطل الإنتاج، ولا يتوقف عن العمل لعمارة الأرض وصالحها، ولا ينتظر مجيء المهدي عليه السلام، ولا سيدنا عيسى عليه السلام، ولا أي شيء حتى يطيع الله ويطبق أوامره فيما قدر عليه، فالله أمره بعبادته، فيعبده حتى آخر لحظة في حياته، والله أمره بتزكية نفسه، فيزكي نفسه ويهذبها ما دام حيا، والله أمره بعمارة الكون وإتقان العمل الذي أقامه فيه، فليؤد عمله، ويتقنه لله حتى آخر لحظة في حياته.

وتابع: هذا هو المؤمن الذي يَعلم ويتعلم ويُعلم ويعتقد ويعمل ويبني الحضارة، إنه المؤمن الذي أراده الله، وأرسل من أجله الرسل، وأنزل له الشرائع، وجعل اليوم الآخر للإحسان إليه، كما أنه لمعاقبة العصاة كذلك، لافتًا إلى أننا تعلمنا في النصوص التي أوردنا في موضوع علامات الساعة وأشراطها، الملاحظة، فإن كل أمر عظيم تسبقه علامات في الغالب، وتعلمنا منها التخيل الخلاق، الذي يترتب عليه السؤال المفيد، كما حدث لأصحاب النبي -صلى اله عليه وسلم- وهم يستمعون لتلك العلامات، فقارنوا بين حالهم والحال في ذلك الزمن.

واستطرد: فمنهم من سأل : وأين العرب يومئذ يا رسول الله ؟ ومنهم من سأل : كيف نصلي في أيام بقاء الدجال في أيامه التي تختلف فيها نواميس الكون فيكون اليوم بمقدار سنة. ومن سأل النبي - صلى اله عليه وسلم- كيف النجاة، وإلى أرض تنصحني بها يا رسول الله في اقتراب الفتن ؟، أسئلة كثيرة دلت على يقينهم بالأحداث، ودلت على خيالهم الخلاق الذي يؤصل لحلول في الأزمات، فهم يعلمون أنهم الأمر سيكون أزمة ففكروا في الحلول وإقامة الدين وعمارة الأرض رغم كل هذه الأزمات التي أخبرهم بها المصطفى - صلى اله عليه وسلم-.

وأفاد قائلًا: ولعلنا بعرضنا لعلامات الساعة نساهم في تكوين عقلية المؤمن السليمة، ونفسيته المستقرة، مما يترتب عليه السلوك الحضاري القويم، فلا ينبغي أن نقف عند القصص والأخبار للتسلية والاندهاش فحسب، بل ينبغي أن نؤخذ العبرة، ونضع خطط الإصلاح للنفس والمجتمع، ونلجأ إلى الله، ونسأله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وهذا ما أراده الله من قص القصص في كتابه المجيد، قال تعالى : (لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِى الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) فالقصص للتفكر والتدبر، قال تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وآله وسلم : (فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) .


مقالات مشتركة