![](https://www.soutalmalaien.com/uploads/1696273235_688722a0201621b77af2.png)
سيرة حافلة عاشها عباس محمود العقاد يصعب عرضها في مساحة كهذه، ومهما يكن من أمر فإن لقب العقاد جاء من طبيعة عمل والده محمود أفندى إبراهيم مصطفى العقاد الذي كان يعمل في عقادة الحرير وهو في الأصل من دمياط التي انتقل منها إلى المحلة الكبرى إلى أن عمل صرافا في إسنا وهناك تزوج من امرأة كردية الأصل وأنجبا عباس محمود العقاد «زي النهارده» في ٢٨ يونيو ١٨٨٩.
وفى أسوان تلقى العقاد (الطفل) تعليمه الابتدائى وحصل منها على الشهادة الابتدائية وهو في الرابعة عشرة من عمره.وفى أثناء دراسته كان يتردد مع أبيه على مجلس الشيخ أحمد الجداوى، وهو من علماء الأزهر الذين لزموا جمال الدين الأفغانى، وكان مجلسه مجلس أدب وعلم، فأحب الفتى الصغير القراءة والاطلاع.
لم يكمل العقاد تعليمه بعد حصوله على الشهادة الابتدائية، بل عمل موظفًا في الحكومة بمدينة قنا ١٩٠٥م ثم نُقِلَ إلى الزقازيق سنة ١٩٠٧م وعمل في القسم المالى بمديرية الشرقية، وفى هذه السنة توفى أبوه، فانتقل إلى القاهرة واستقر بهاعمل العقاد أيضا موظفا بالسكة الحديد على التلغراف ثم كاتبا في الحكومة ولكنه كان صدامى الطبع مع رؤسائه بل وكان يهجوهم في قصائده ولم يتحمل روتين الوظيفة فاستقال ثم عمل في ديوان الأوقاف في قسم التحرير الذي كان يترأسه آنذاك الكاتب محمد المويلحى، وكان هذا يتفق مع ميول العقاد لكنه سرعان ما نفض عن نفسه قيود الوظيفة وعمل بالصحافة.
وكانت أولى الصحف التي عمل بها هي جريدة «الدستور» مع أحمد وجدى شقيق فريد وجدى صاحب الجريدة، وكان يتولى العقاد ترجمة كل البرقيات التي ترد من وكالات الأنباء وسرعان ما اختلف مع صاحب الجريدة فتركها متنقلا بين الصحف، فعمل في جريدة الأهرام عقب ثورة ١٩١٩م ثم عمل مع عبدالقادر حمزة في جريدة البلاغ ثم جريدة «الجهاد» التي كان يصدرها توفيق دياب ثم انتقل العقاد ومحمود عزمى إلى جريدة «رزواليوسف».