البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

زى النهاردة   2019-01-01T22:37:46+02:00

"زي النهاردة".. سقوط غرناطة 2 يناير 1492

ريهام اسماعيل
دب الضعف والوهن في أوصال الدولة الإسلامية في الأندلس، وراح القشتاليون يتربصون بها، ولم يكد ينتصف القرن السابع الهجرى حتى كانت ولاية الأندلس الشرقية والوسطى في قبضة القشتاليين، فسقطت قرطبة، وبلنسية، وإشبيلية، وبطليوس، ولم يبق من دولة الإسلام سوى بضع ولايات صغيرة في الطرف الجنوبى من الأندلس، قامت فيها مملكة صغيرة عُرفت بمملكة غرناطة، التى قُدّر لها أن تحمل راية الإسلام لأكثر من قرنين حتى انقض عليها الملك فرديناند الخامس والملكة إيزابيلا وحاصرا بقواتهما غرناطة في ٣٠ أبريل ١٤٩١ حصارا شديدا، دام لتسعة أشهر وقطعا أى اتصال لها بالخارج، وحالا بينها وبين أى إمدادات من المغرب الأقصى.

وعانى أهالى غرناطة كثيرا جراء الحصار،وقامت القوات الإسبانية بتحطيم وحرق الحقول المجاورة للمدينة، ما تسبب في مجاعة رهيبة بين سكان غرناطة، فصمدت إلى حين، وحاول الفرسان المسلمون أن يدفعوا هجمة القشتاليين الشرسة لكن ذلك لم يغن من الأمر شيئا، فالأحوال تزداد سوءا، وانقطع الأمل في النجدة وظهرت أصوات بعض القادة تنصح بضرورة التسليم؛ حفاظا على الأرواح.

وكان «أبو عبدالله محمد»، سلطان غرناطة، وبعض وزرائه يتزعمون هذه الدعوة، وضاع في زحام تلك الدعوة المتخاذلة كل صوت يستصرخ البطولة ويعظّم قيمة التضحية، فاتفق القائمون على غرناطة على اختيار الوزير أبى القاسم عبد الملك للقيام بمهمة التفاوض مع الملكين، واستمرت المفاوضات لأسابيع وانتهى الفريقان إلى وضع معاهدة للتسليم، ووافق عليها الملكان في ٢٥ نوفمبر ١٤٩١، وكانت المفاوضات تجرى في سرية تفاديا لثورة أهالى غرناطة.

وما كادت تذاع أنباء الموافقة على تسليم غرناطة حتى عمّ الحزن والغضب بين الناس وسرت بينهم الدعوة إلى الدفاع عن المدينة، وخشى السلطان من تفاقم الأحوال وإفلات الأمر من بين يديه، فاتفق السلطان مع ملك قشتالة على تسليم المدينة قبل الموعد المحدد وتم تسليمها «زي النهاردة» في ٢ يناير ١٤٩٢ ليدخل الجيش القشتالى المدينة، ويتجه إلى قصر الحمراء، ويرفع فوق برج القصر الأعلى الصليب الفضى الكبير الذى كان يحمله الملك «فرديناند» خلال المعارك مع غرناطة.

وأعلن المنادي بصوت قوى من فوق البرج أنّ غرناطة أصبحت تابعة للملكين الكاثوليكيين. وباستيلاء القشتاليين على غرناطة طُويت آخر صفحة من تاريخ دولة المسلمين في الأندلس.

مقالات مشتركة