جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

عربى وعالمى   2019-03-04T10:53:14+02:00

"جارديان" عن "سياحة الجنس" في الفلبين: جيل من الأطفال مجهولي النسب

وكالات

أعدت صحيفة "جارديان" البريطانية، الأحد، تحقيقا استقصائيا، عن "سياحة الجنس" أو "سياحة الدعارة" في الفلبين، وجيل الأطفال الذين خلفهم آبائهم الذين جاءوا للفبلين وأقاموا علاقات مع الفتيات والسيدات في الأحياء الفقيرة.

 

الصحيفة البريطانية ذكرت أنه في الأحياء الفقيرة في مدينة أنجيليس في الفلبين، تحكي وجوه الأطفال عن قصص نسبهم المجهول، إذ منهم أصحاب البشرة الفاتحة والسمراء ومنهم من يطغي على ملامحه السمات الصينية والقوقازية، لأن آبائهم سائحون جنسيون.

 

مصير جيل ثالث بأكمله من الأطفال تخلى عنهم آباؤهم يعيشون واقعا بائسا في أحد أفقر الأحياء وسط الأمراض والقمامة، سلطت "جارديان" الضوء عليه، مشيرة إلى أن أغلب ساكنيه يعملون في تجارة الجنس غير القانونية، بمن فيهم النساء الأكبر سنا، لكسب ما يمكنهن من التمشيط من خلال أكوام الزبدة، والبحث عن البلاستيك والمعادن التي يمكن بيعها. والرجال الذين يعيشون هنا هم إما عمال بناء يبنون الفنادق التي تدعم صناعة السياحة الجنسية، أو سائقين، أو حراس أمن.

 

مدينة أنجيليس، التي تقع على بعد 85 كلم شمال غرب مانيلا، ذكرت "جارديان" أنها المكان الوحيد في آسيا الشهير بالسياحة الجنسية وواحدة من مراكزها. وهناك مجموعات على موقع "فيس بوك" ومواقع مخصصة تأتي بالرجال إلى أنجيليس، وتقدم لهم النساء ليقضوا بصحبتهن المدة التي يرغبون بها، وعندما تحمل هؤلاء النساء لا تقع أي مسؤولية على هؤلاء الرجال، ما يجبرهن ترك أبنائهن بسبب الفقر.

 

وعلى المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي التي تلبي احتياجاتهم، يناقش الرجال الذين يزورون مدينة أنجيليس تجاربهم ويتبادلون النصائح.

 

ووفقا للصحيفة، أطلق المستعمرون الإسبان على هذا المكان اسم Pueblo de los Angeles أو "Town of the Angels" أو "مدينة الملائكة". وخلال حرب فيتنام، كانت موطن قاعدة كلارك الجوية، ثم أكبر منشأة عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة. وبقيت القاعدة مفتوحة حتى عام 1991، قبل غلقها بسبب بركان في جبل بيناتوبو. وهي الآن مطار تجاري ومركز تجاري، مع مراكز الاتصال والفنادق والمطاعم.

 

ووفقا لوزارة السياحة الفلبينية المحلية، يأتي أكثر من 4.7 مليون أجنبي إلى الفلبين كل عام، و1.2 مليون منهم رجال يأتون لممارسة الجنس، ومعظمهم من كوريا والولايات المتحدة والصين واستراليا، والمملكة المتحدة هي التاسعة في القائمة.

 

وفي عام 2011، قال سفير الولايات المتحدة في الفلبين، هاري توماس، في مؤتمر إن 40% من السياح الذكور زاروا البلاد لممارسة الجنس بمفردهم. لكن هذا التصريح أغضب المسؤولين الفلبينيين، ثم ذهب السفير إلى الاعتذار لوزير الخارجية. لكن لا الجميع في مدينة أنجليس يعلمون أنه كان على حق.

 

وذكرت "جارديان" أن النساء في الفلبين يعانين ارتفاع تكلفة اختبار الحمض النووي، أو حتى تكلفة عملية الإجهاض.

 

وتعاني الفلبين من جيل ثالث بأكمله مجهول النسب، وليس لديهم أي دليل على نسبهم. وتشير "جارديان" إلى أن قوانين بعض الدول الأوروبية مثل المملكة المتحدة ينص على أن الأطفال المولودين في الخارج لأب بريطاني يمكن أن يصبحوا مواطنين "شريطة أن يكون هناك دليل مرضٍ على الأبوة". وهذا يعني شهادات الميلاد، واختبارات الحمض النووي أو "أي دليل آخر ... تعتبرها وزير الداخلية ذات صلة".

 

كما أن المملكة المتحدة طرف في الاتفاقيات الدولية التي تعني أن قضايا إثبات نسب الطفل يمكن إنفاذها من قبل الأمهات الفلبينيات ضد الآباء في بريطانيا - من الناحية النظرية. لكن في الواقع، هذا أمر خيالي، إذ ستحتاج الأمهات إلى أمر محكمة في بريطانيا أو الفلبين، كما أن توظيف محام بريطاني للترافع في القضية سيكون مستحيلاً، بالإضافة إلى أن اتخاذ إجراءات في الفلبين يعني دائماً دفع رشوة

مقالات مشتركة