البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

د.محمد صالح يكتب   2019-03-16T14:40:21+02:00

حادث نيوزلندا .. وظاهرة ( الأسلاموفوبيا ) فى العالم

د. محمد أحمد صالح

فجر الحادث المأساوى الأليم الذى وقع يوم الجمعة الماضى فى نيوزلندا موجات غضب عارمة ، حيث حدث هجوم على مسجدين في نيوزلندا، وقام مسلحون بإطلاق النار على المصلين بمنطقة كرايس تشيرتش ما أسفر عن مقتل 40 شخصا إلى جانب 20 جريحا ، ثم أعلنت الشرطة النيوزلندية ارتفاع حصيلة القتلى إلى 49، وقالت الشرطة إنها اعتقلت أربعة أشخاص مشتبه بهم، وهم ثلاثة رجال وامرأة.

ونشر مرتكب الجريمة بيانا على الإنترنت بعد دقائق من ارتكابها، يؤكد أنه عضو في جماعة تهدف لمنع تدفق غزو المسلمين إلي القارة الأوروبية، نظرا لكونهم أكثر تهديدا للمجتمعات الغربية، حيث تصل لحد الإبادة الجماعية للبيض.

وقد حمل البيان حمل طابعا عنصريا، حيث برر الإرهابي جريمته، أنه نفذها انتقاما لأجداده من المسلمين العرب عبر التاريخ، عوضا عن ضحايا الحوادث الإرهابية بالدول الأوروبية.

وأعلن الإرهابي عن عدم ندمه علي تلك الجريمة، كاشفا عن رغبته في قتل أكبر عدد من المسلمين المهاجرين لبلاده

 وقد أعجبنى البيان الذى أصدرته رئاسة الجمهورية عقب الحادث وأشار فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أن هذا الهجوم الإرهابي الآثم، الذي استهدف بوحشية مصلين آمنين في بيوت الله، فأسقط العشرات منهم ما بين شهيدا ومصابا، ليهز ضمير الإنسانية بأسرها ويضعها أمام مسئولياتها الأساسية المتمثلة في ضرورة تضافر جميع الجهود الدولية من أجل المواجهة الحاسمة للإرهاب والعنف والتطرف الفكري، وبذل الجهد الصادق من أجل تعزيز وترسيخ قيم التعايش السلمي والتسامح وقبول الآخر .  

ويخطىء من يتصور أن هذه الحادثة المفجعة هى الأولى من نوعها  فى إطار حلقات الإساءة للإسلام وانتشار ظاهرة " الإسلاموفوبيا " فى الكثير من دول وقارات العالم  ، فقد سبقتها العديد من الوقائع فى أوروبا منها ما حدث منذ ثلاثة أعوام فى ألمانيا حينما قامت  مجموعة من 1000 رجل  ومظهرهم يشير إلى أنهم ”من أصول عربية أو شمال أفريقيا  بعملية تحرش جماعي على عشرات النساء في مدينة كولن الألمانية أثناء إحتفالات ليلة رأس السنة  ، وقد ذكرت وسائل الإعلام الألمانية أن على الأقل هناك 80 ضحية للاعتداءات، من بينهم 35 من النساء اللواتي تم الاعتداء عليهن جنسياً.

هذه الوقائع تكشف أن  هناك حملة تكتيكية ممنهجة تقوم بها أجهزة أمنية ومخابراتية لتوصيل رسالة للرأى العام العالمى بأن المسلمين عامة والمهاجرين  بصفة خاصة أشخاص همجيون ووحشيون ومغتصبون وأن وجودهم وتكاثر أعدادهم يعد نذير خطر على الدول التى يهاجرون اليها أو يقيمون فيها .

وفى تصورى الخاص أن هذه الوقائع تم التخطيط لها بعناية ، وأن هناك خطة محكمة وممنهجة لإقناع عدد من شعوب العالم بأنه لا مكان لأمثال هؤلاء اللاجئين وأنه لن يكون هناك أمن أو أمان فى ظل وجود مثل هذه الشخصيات .

الغريب أن هذا يحدث فى الوقت الذى تستمر فيه الكثير من القيادات والمسئولين فى أوروبا  وغيرها فى التأكيد بشكل يومى أنهم مع احترام مواثيق حقوق الإنسان الدولية وأنهم متضامنون انسانيا مع هؤلاء المهاجرين الذين فروا من الجحيم فى بلادهم وأنهم سيقومون بإحتضانهم والتعامل معهم بشكل انسانى وآدمى وسيقدمون لهم كل أوجه العون والمساعدة .

ولعل اكبر دليل على صحة ما أقول أن هناك حملات بدأت بالفعل خلال الفترة الماضية برفض إستقبال اللاجئين وطرد الموجودين منهم, كما أن بعض المحلات تقوم برفض البيع لهم أو التعامل معهم من الأساس حيث ينظرون اليهم على أنهم إرهابيون ويهددون الإستقرار الأمنى وسيقومون بالإعتداء عليهم وعلى عائلاتهم ونساءهم .

وكما قلت فإن هذا الأمر لم ولا يحدث اعتباطاً أو بالصدفة كما يتوهم البعض ، بل هى خطة تكتيكية ممنهجة الهدف منها إيجاد حاجز نفسى بين مواطنيهم وبين هؤلاء اللاجئين وأتصور أن هذه الخطة نجحت بنسبة كبيرة حتى الآن .

وفى النهاية أقول : إن هذه الأوضاع والأحداث تستدعى من السفارات والقنصليات العربية والإسلامية والمراكز الإسلامية فى أوروبا القيام بدور فى مثل هذه القضايا دفاعا عن الإسلام ومواجهة حملات التشويه المنظمة ضده , وفى رأيى الخاص أن هناك أدوارا مهمة يمكن أن تقوم بها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى وغيرها فى هذا الشأن .


مقالات مشتركة