الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية       وزارة المالية : الدولة ليس من دورها إدارة الأصول العقارية       أخبار سارة للموظفين.. المالية تعلن تبكير صرف مرتبات شهر يوليو 2024       بالأرقام الرسمية .. إصدار 32.5 مليون قرار علاج على نفقة الدولة       وزارة العمل تُحذر المواطنين بعدم التعامل مع الشركات والصفحات وأرقام الهواتف الوهمية       إطلاق دورى رياضى لأبناء الأسر في قرى ( حياة كريمة ) تحت شعار ( أنت اقوى من المخدرات )       أخبار سارة : مصر تستهدف إنتاج 800 ألف أوقية ذهب عام 2030  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   2019-05-02T08:34:47+02:00

جمال عبدالرحيم يكتب : الإرهاب في 65 سنة ( 2)

جمال عبدالرحيم

ربما لايعرف البعص ان سيد قطب يعد الأب الروحي للحركات الجهادية والسلفية والجهادية.. ربما لايعلم البعض ان سيد قطب هو مفتي الحركات الجهادية والسلفية والجهادية.

ويمكن القول ان غالبية الحركات والتيارات الجهادية تأثرت بكتابات وافكار سيد قطب.. تأثرا بكتابه "معالم في الطريق" بل واتخذوه دستورا لهم ويطبقون افكاره علي أرض الواقع.

انا شخصيا أري ان ما حدث من عمليات عنف علي مدي ال65 سنة الماضية كان تأثرا بكتابات سيد قطب.. اري ان ما يحدث حاليا في مصر من عمليات عنف تأثرا ايضا بافكار وكتابات سيد قطب.

اثق تماما ان كتابات وافكار سيد قطب وراء ما يحدث حاليا من عمليات عنف بسيناء او مدن القناة رغم اعدامه منذ 54 سنة!!

 

ابن قرية (موشا) بأسيوط

 

اسمه بالكامل سيد قطب ابراهيم حسين الشاذلي.. ولد في قرية "موشا" بمحافظة اسيوط في 9 أكتوبر عام ..1906 تخرج من كلية دار العلوم عام ..1933 عمل بوزارة المعارف عقب تخرجه مباشرة وسافر إلي الولايات المتحدة الأمريكية لمدة عامين.. انضم الي حزب الوفد عدة سنوات وتركه اثر خلاف عام 1942 رغم علاقته الطيبة ببعض اعضاء الوفد مثل عباس العقاد.

انضم الي جماعة الإخوان المسلمين عام 1950 وتوطدت علاقته بالجماعة وساهم في تأسيس الهيئة التأسيسية للجماعة.. وكان قطب المدني الوحيد الذي كان يحضر اجتماعات مجلس الثورة التي قام بها الضباط الاحرار بقيادة محمد نجيب ولكنه سرعان ما اختلف معهم مما اضطره الي الانفصال عنهم.

اعتقل قطب بعد حادثة المنصة عام 1954 ضمن عدد كبير من اعضاء وقيادات جماعة الإخوان المسلمين وحكم عليه بالسجن 15 سنة وتم الافراج عنه بعفو صحي في مايو عام 1964 بعد تدخل من الرئيس العراقي في ذلك الوقت عبدالسلام عارف لدي جمال عبدالناصر.

في 30 يولية عام 1965 تم القبض علي اخيه محمد قطب فبعث سيد قطب برسالة احتجاج الي المباحث العامة فقبض عليه هو الاخر في 9 أغسطس 1965 وتم تقديمه مع عدد كبير من الاخوان للمحاكمة وحكم عليه وعلي 7 اخرين من قيادات الإخوان بالاعدام بتهم التحريض علي حرق معامل حلوان لاسقاط الحكومة كما حدث في حريق القاهرة.

رفض سيد قطب ان يتقدم بتظلم علي الحكم الصادر ضده بالاعدام مقابل العفو عنه وقال عبارته الشهيرة.. ان السبابة التي ترتفع لهامات السماء موحده بالله عز وجل لتأبي ان تكتب برقية تأييد لطاغية ولنظام مخالف لمنهج الله الذي شرعه لعباده.

 

اعدام قطب وبداية الظواهري

 

تعتبر حادثة القبض علي سيد قطب والحكم باعدامه في 29 اغسطس عام 1966 وراء تشكيل النواة الاولي لفكر ايمن الظواهري وهو مازال طالبا بالمرحلة الثانوية بمدرسة المعادي.. قرأ كتاباته وتأثر بها وصاغ من مبادئها فكرة ووسائل التغيير التي انتهجها خاصة كتاب "في ظلال القرآن" الذي تناول فيه تفسير القرآن الكريم من خلال خواطر استشعرها اثناء سجنه وكذلك كتاب "معالم في الطريق".. اعجب الظواهري بافكار قطب الخاصة بقضية التوحيد في الاسلام واعدائه هي في الاصل معركة عقائدية حول قضية التوحيد او حول لمن يكون الحكم والسلطان.. لمنهج الله وشرعه أو للمناهج الارضية والمبادئ المادية او المدعي الوساطه بين الخالق وخلقه؟

تلاقت افكار الظواهري مع افكار زملاء له بمدرسة المعادي الثانوية واسسوا تنظيما سريا في نهاية عام .1966

كان لهزيمة يونيه 1967 دور كبير في تعزيز اقتناع اعضاء التنظيم بضرورة العمل من أجل التغيير وشاركوا في المظاهرات التي كانت تجتاح الجامعات والمناطق العمالية في ذلك الوقت تنديدا بالهزيمة وتمكنوا من ضم وتجنيد عناصر جديدة الي تنظيمهم السري.

 

قطب والظواهري

 

سيد قطب كان أهم الشخصيات التي تأثر بها أيمن الظواهري بل ان مؤلفاته صاغ منها فكره ووسائل التغيير التي انتهجها منذ تشكيله أول نواة للحركة الجهادية وهو لا يزال طالبا بالمرحلة الثانوية.

يري الظواهري ان سيد قطب كان يؤكد علي مدي أهمية قضية التوحيد في الاسلام وان المعركة بين الاسلام وأعدائه هي في الأصل معركة عقائدية حول قضية التوحيد أو حول لمن يكون الحكم والسلطان لمنهج الله ولشرعه أو للمناهج الأرضية والمبادئ المادية أو لمدعي الوساطة بين الخالق وخلقه.

ويضيف: "وكان لهذا التأكيد أثره الواضح في معركة الحركة الاسلامية لأعدائها وتحديها لهم وإدراكها ان العدو الداخلي لا يقل خطورة عن العدو الخارجي بل انه الأداة التي يستخدمها العدو الخارجي والستار الذي يحتمي وراءه في شن حربه علي الاسلام.. وكانت المجموعة الملتفة حول سيد قطب قد قررت أن توجه ضرباتها ضد الحكومة القائمة باعتبارها نظاما معاديا للاسلام خارجا عن منهج الله رافضا للتحاكم إلي شرعه.. وكان تخطيط هذه المجموعة بسيطا فلم يكن يهدف لتغيير النظام ولا لإحداث فراغ به ولكنه كان يهدف فقط لتوجيه ضربات وقائية أو دفاعية أو انتقامية إذا خطط النظام لحملة تنكيل جديدة ضد المسلمين".

ويستطرد الظواهري قائلاً: "ولكن المعني في هذا التخطيط كان أكبر من قوته المادية. فقد كان يعني بوضوح ان الحركة الاسلامية قد بدأت فرض حربها ضد النظام باعتباره عدوا للاسلام بعد ان كانت أدبياتها ومبادئها من قبل والتي لا يزال بعضهم يرددها حتي اليوم تؤكد علي ان عدو الاسلام هو العدو الخارجي فقط.. ورغم ان مجموعة سيد قطب تم البطش بها والتنكيل بأفرادها علي أيدي الحكم الناصري إلا ان ذلك كان أعجز من أن يحد من تأثير هذه المجموعة المتعاظم في أوساط الشباب المسلم".

ويضيف الظواهري: "فلقد كانت ومازالت دعوة سيد قطب إلي إخلاص التوحيد لله والتسليم الكامل لحاكمية الله ولسيادة المنهج الرباني شرارة البدء في اشتعال الثورة الاسلامية ضد أعداء الاسلام في الداخل والخارج والتي مازالت فصولها الدامية تتجدد يوما بعد يوم.. تلك الثورة التي تزداد كل يوم ثباتا في العقيدة ووضوحا في المنهج وإدراكا لطبيعة الصراع وخبرة بمشاكل الطريق. طريق الأنبياء والمرسلين واتباعهم إلي أن يرث الله سبحانه وتعالي الأرض ومن عليها.. ذلك الطريق الذي كان للأستاذ سيد قطب دور كبير في توجيه الشباب المسلم اليه في النصف الثاني من القرن العشرين في مصر خاصة والمنطقة العربية عامة".

ويقول الظواهري: "انه بإعدام سيد قطب اكتسبت كلماته بعدا لم يكتسبه كثير من كلمات غيره. فقد أصبحت هذه الكلمات التي سطرت بدماء صاحبها في نظر الشباب المسلم معالم طريق مجيد طويل واتضح للشباب المسلم مدي فزع الحكم الناصري وحلفائه الشيوعيين من دعوة سيد قطب إلي التوحيد".

ويضيف: "وأصبح سيد قطب نموذجا للصدق في القول وقدوة للثبات علي الحق. فقد نطق بالحق في وجه الطاغية ودفع حياته ثمنا لذلك وزاد من قيمة كلماته موقفه العظيم عندما رفض التقدم بطلب للعفو من جمال عبدالناصر وقال كلمته المشهورة "ان أصبع السبابة التي تشهد لله بالتوحيد في كل صلاة تأبي أن تكتب استرحاما لظالم".. وظن الحكم الناصري ان الحركة الاسلامية قد تلقت ضربة قاضية بقتل سيد قطب ورفاقه واعتقال الآلاف من الحركة الاسلامية ولكن الهدوء الظاهري علي السطح كان يخفي تحته تفاعلا فوارا مع أفكار سيد قطب ودعوته وبداية تشكل


مقالات مشتركة