البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

د.محمد صالح يكتب   2019-05-03T08:43:22+02:00

سلوكيات مرفوضة فى شهر رمضان

د. محمد أحمد صالح

 

من فضائل شهر رمضان أنه شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات، وهو شهر العتق من النار , وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين .

وهو شهر الصبر، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها، ولهذا كان الصوم نصف الصبر، وجزاء الصبر الجنة . وهو شهر الدعاء , وهو شهر الجود والإحسان؛ ولذا كان صلى الله عليه وسلم -كما ثبت في الصحيح- أجود ما يكون في شهر رمضان. وهو شهر فيه ليلة القدر، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهر، والمحروم من حُرِم خيرها .

وبدلاً من أن ننتبه لهذه الفضائل التى لا تحصى والمزايا العظيمة لهذا الشهر المبارك ، وبدلاً من أن نقدر هذا الشهر الفضيل حق قدره، وأن نغتنم أيامه ولياليه، عسى أن نفوز برضوان الله، فيغفر الله الذنوب وييسر لنا الأمور ويكتب لنا السعادة في الدنيا والآخرة . نجد أن العكس من ذلك تماماً هو الذى يحدث من جانب نسبة ليست بالقليلة من المصريين .

ففى الوقت الذى تؤكد فيه المظاهر التى تحدث فى هذا الشهر أننا شعب غنى , نجد أننا شعب مفلس فى أخلاقياته , والدليل هو ما نراه من استعدادات ضخمة تسبق الشهر الكريم ووضع جداول لمشاهدة المسلسلات والبرامج التافهة على شاشات مختلف الفضئايات المصرية والعربية ويكفى للتدليل على أننا لم نتعامل مع هذا الشهر الفضيل بما ينبغى , نجد أن الكثير من الناس مشغولون بمتابعة مباريات الدورى العام لكرة القدم وكذلك مباريات الدوريات الأوروبية وغيرها من البطولات .

فى هذا السياق نشير إلى الحجم الكبير للإعلانات السافرة التى تذاع عبر مختلف القنوات , وتحمل ايحاءات جنسية فجة , أو الفاظا خادشة للحياء والأداب العامة , والتى تغرس فى نفوس أبناءنا الصغار بعض العادات والسلوكيات الخطيرة والتى تكون لها تداعيات كارثية عليهم بصفة خاصة وعلى المجتمع بصفة عامة فى الحاضر والمستقبل .

 

من ناحية آخرى , أشير إلى أنه من بين الظواهر التى تستفزنى بشدة خلال هذا الشهر الفضيل , ما يحدث داخل بعض النوادى الرياضية الكبرى حيث يتم اذاعة الأغانى الهابطة عن طريق أجهزة ال ( دى جى ) أثناء صلاتى العشاء والتراويح .

ومن بين الأمور المحزنة أيضاً وجود مشاجرات وخناقات لا حصر لها بين الكثير من الناس فى الشوارع لأتفه الأسباب . ومن الغريب أن كل طرف   يقول إنه صائم مع أن الصيام فى جوهره ومضمونه وأهدافه السامية أبعد ما يكون عن هذه السلوكيات الغريبة .

وبالطبع ما دمنا نتحدث عن السلوكيات الخاطئة فى شهر رمضان الفضيل , فلا يمكننا أن نغفل الحديث عما يسمى ب ( العزومات ) والتى تعد نموذجاً خاطئاً لسلوكيات الغالبية العظمى من المصريين , حيث نجد أن كميات الطعام التى يتم إعدادها كبيرة جداً ولا تتناسب مطلقاً مع أعداد المعزومين , وهو الأمر الذى يؤدى إلى إهدار كميات طائلة من الاطعمة بدون فائدة وكلها أمور تتنافى مع مبادىء وتعاليم الإسلام والظروف الصعبة التى تواجهها الغالبية العظمى من المصريين البسطاء .

وفى النهاية أطالب كل المصريين بالعودة إلى أخلاقيات شهر رمضان التى تربينا عليها , وأن ننشغل بالعبادات وليس بالمسلسلات والمباريات , وأن نعود لأخلاقياتنا الحميدة التى ضاعت . فهل نقيق من غفوتنا قبل فوات الأوان ؟!!! .


مقالات مشتركة