«زي النهارده».. محمد على باشا حاكمًا لمصر 13 مايو 1805

تعتبر الفترة الزمنية الفاصلة بين جلاء الفرنسيين عن مصر إلى أن تولي محمد على باشا الحكم من أسوأ الفترات التي مرت بها مصر، حيث شهدت صراعاً على السلطة، وقد دفع شعب مصر ثمن هذا الصراع غالياً طيلة أربع سنوات كاملة انتهت «زي النهارده» في ١٣مايو ١٨٠٥م، إذ صعد محمد على إلى سدة الحكم.

ولذلك فقد أنفق محمد على الكثير من الوقت والجهد لحسم هذا الصراع لصالحه ولصالح استقرار الأوضاع في مصر،ليتفرغ لإنجازمشروع النهضة الكبير،فلاحق المماليك واستأصل شأفتهم في فصل دموي ختامي عرف باسم مذبحة القلعة،كما قاوم الأطماع الإنجليزية في مصر التي تزايدت مع جلاء الفرنسيين، ولم يكن محمد على سوي ذلك الجندي الألباني الذي جاء إلى مصرضمن فرقةمن فرق الجيش العثماني، ثم أصبح قائداً لهذه الفرقة ولم يكن يبلغ عددها سوي أربعةآلاف جندي ومحمدعلي مولودسنة ١٧٦٩م.

وهذا التاريخ مازال محل جدل بين المؤرخين وكان قد ولد في «قولة» وهي من ثغور مقدونيا وكان أبوه هو إبراهيم أغا رئيس الحرس في هذه البلدة، وكان لإبراهيم سبعة عشر ولداً لم يعش منهم سوي محمد على ومات أبوه، ومن بعده أمه، وكان عمره آنذاك أربعة عشر عاماً فكفله عمه طوسون ثم مات فكفله صديق والده حاكم «قولة» «الشوربجي» فأدرجه في سلك الجندية، وزوجه بامرأة غنية كانت طالع السعد عليه وأنجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل إلى أن جاء إلى مصر،وشهدت تلك الفترة تعاقب الحكام على مصر، من خسرو باشا إلى طاهر باشا إلى على الجزايرلي باشا إلى خورشيد باشا الذي عزله الشعب ليأتي بمحمد على باشا.