جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   2019-06-01T02:43:37+02:00

قريبا.. مصر خارج الدول العشر الأكثر إصابة بـ«السكر»

متابعات

أضحى مرض السكر من الأمراض الأكثر شيوعا فى مصر حاليا.. هذا ما كشفته المبادرة التاريخية «100 مليون صحة» للكشف عن الأمراض غير السارية «الضغط والسمنة والسكر»، حيث رسمت تلك المبادرة خريطة جديدة وقاعدة معلومات افتقدناها نهائيا لحصر أعداد المصابين والحاملين لبعض الأمراض ومنها السكر، إذ من المنتظر أن تخرج مصر قريبا من تصنيف ترتيب الدول العشر الأوائل للمرض خلال بضع سنوات قادمة.

 

الدكتور محمد صلاح الدين زعتر، رئيس الهيئة العامة للمعاهد والمستشفيات التعليمية بوزارة الصحة، يقول إن مرض السكر فى مصر هو من الأمراض الأكثر انتشارا فى البلاد حاليا، سواء بين الأطفال والكبار، ويؤدى إلى الكثير من الأمراض الأخرى ومضاعفاتها، ومنها أمراض القلب والعيون والكلى وغيرها، فقد كنا نحو 8 ملايين مصاب قبل مبادرة «100 مليون صحة»، بينما بعد انتهاء المبادرة ظهرت أرقام أخرى أكثر من هذا الرقم، ويتم الحصر النهائى لها بعد نهاية كل المراحل خلال العام الحالي، لتتضح المعلومات كاملة عن نسبة المصابين فى مصر، والتى قد تصل إلى نحو 20 %، وهذا مؤشر خطير وكبير جدا، فالمرض صار يمثل تحديا كبيرا للتصدى له، مثلما نجحنا فى القضاء على فيروس «سي»، والتى كانت مصر تحتل النسبة الأولى فى العالم بأعداد المصابين به، ليصبح السكر هو «الكابوس» الثاني، الذى نحتاج إلى اليقظة وإنهاء معاناة الملايين منه، والتخفيف من حدة مضاعفاته المستمرة والمتلاحقة.

 

ويضيف زعتر أن هذا المرض يأتى نتيجة عوامل وراثية، وسوء العادات الغذائية عند جموع المصريين، سواء أطفالا أو كبارا، فسوء التغذية والإسراف فى الوجبات السريعة، دون ممارسة جزء بسيط من الرياضة، يؤدى إلى ظهور السكر دون أن يعرف المريض أنه حامل للمرض، وهذا مكمن الخطورة، ويكون معرضا بعد ذلك للعديد من الأمراض الأخري، فالكشف المبكر عن السكر والحد من ظهوره، هو دور مهم لابد أن تتبناه الدولة فى المرحلة القادمة، من خلال التوعية الإعلامية، والخريطة الصحية التى أوضحت الأعداد ونسبة الإصابة للحاملين للمرض، فهذا سيوفر الكثير من المليارات التى تصرفها الدولة على الكثير من الأمراض الأخرى الناتجة عن مضاعفات مرض السكر ، كما يجب تبنى إنشاء مراكز متخصصة ومعاهد جديدة للسكر، للمتابعة وعلاج المصابين، بالإضافة إلى التطور الكبير حاليا فى الأدوية والأنسولين، ومحاولات زرع الخلايا الجذعية فى البنكرياس لإفراز مادة الأنسولين فى الجسم.

 

وفى السياق نفسه، يقول الدكتور هشام الحفناوي، عميد معهد السكر، إن مصر حاليا بها نسبة إصابة تصل إلى نحو 8.2 مليون مواطنين مصابين بالسكر، وهذا الرقم سيقل تدريجيا بعد مبادرة «100 مليون صحة «، والتى كشفت الكثير من الجوانب ورسمت قاعدة معلومات وبيانات للحاملين للمرض من خلال الاكتشاف المبكر، الذى سيؤدى إلى تقليل نسبة أعداد المصابين. حيث تحتل مصر حاليا الترتيب الثامن عالميا، مؤكدا أن مصر بفضل هذه المبادرة التاريخية والتى تبناها الرئيس، وتعد هدية للشعب المصري، سوف تجعلها تخرج من ترتيب الدول العشر الأوائل خلال بضع سنوات قادمة، رغم أن المنظمة العالمية للسكر كانت تتوقع فى عام 2045 وصول مصر إلى أكثر من 16 مليون مصاب بالسكر، لكن مبادرة الأمراض غير السارية، حطمت كل هذه الإحصائيات، فإجراء الفحوصات لأغلب المصريين، وليس العينات العشوائية سوف يحدث نقلة نوعية للتصدى لداء السكر.

 

وأضاف عميد معهد السكر أن أكثر من نصف الحاملين للسكر كانوا لا يعلمون به، بينما اليوم انتهى «كابوس» مرض السكر، فالخوف ليس من السكر، بينما كان من مضاعفاته الشديدة للكثير من الأمراض، فمثلا 75% من حالات «البتر» كانت بسبب مضاعفات هذا المرض، مشيرا إلى أنهم بدأوا فى وضع الخطط العلاجية من خلال تدريب الأطباء فى 302 مركز إحالة على مستوى الجمهورية، لتدريبهم على قياس السكر ضمن مبادرة «100 مليون صحة»، ويتم تحويل المصابين لمراكز الإحالة مع متابعتهم وعمل سجل إلكترونى لكل مريض لتسهيل متابعته، كما أنه تم توقيع بروتوكولات علاج مع جميع أطباء علاج مرض السكر بجميع المحافظات، لأهمية الكشف عن المضاعفات، وإعطاء عوامل الأمان لمريض السكر للتعايش معه دون أى قلق.


مقالات مشتركة