جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   2019-06-07T05:25:20+02:00

محيى الدين: 4 مصطلحات اقتصادية تفقد معناها مع سوء الاستخدام

صوت الملايين

هل تحتاج المصطلحات والتعبيرات الاقتصادية إلى إعادة تعريف وتحديد بمرور السنوات وتغير المعطيات وكثرة التجارب والخبرات البشرية والعلمية والاكاديمية وهل تفقد بعض المصطلحات والتعبيرات فحواها مع كثرة ترديدها فى غير محلها؟. بالفعل هناك العديد من المصطلحات التى تظهر فى فترات معينة مصاحبة لظرف اقتصادى أو اجتماعى وينتشر استخدامها من قبل الخبراء، ولكن مع اتساع استخدامها من المتخصصين وغير المتخصصين تفقد معناها أو يختلف المقصود منها.

 

ويرصد الدكتور محمود محيى الدين النائب الأول لرئيس البنك الدولى 4 مصطلحات اقتصادية شهدت تحولا أو تغييرا فى معناها وذلك فى تقرير له، حيث يشير الى مقولة الفيلسوف الصينى كونفوشيوس التى مفادها أنه «عندما تفقد الكلمات معناها يفقد الناس حريتهم».

 

يقول الدكتور محمود محيى الدين ان المصطلح الأول ويعد من أشهر المصطلحات المستخدمة الان واتسع استخدامها بشكل كبير ربما افقدها معناها وهو مصطلح «التفكير خارج الصندوق»، وهى ترجمة لعبارة «thinking outside the box»، وتستخدم لإظهار الدعوة للابتكار والتجديد والتمرد على ما درج استخدامه من أساليب، ثم يُفاجأ المستمع بأن ما يذكره المتحدث بعد هذه العبارة لا يتجاوز كثيراً ما هو مألوف، وفى السياسات الاقتصادية قد ترى أنه لم يُحسن تنفيذ الإجراءات المتعارف عليها لعلاج مشكلة معينة، ولم توضع فى إطارها الزمنى المناسب، ولم يتم التنسيق بينها وبين غيرها من إجراءات، فالعيب إذن ليس فى الصندوق وما فيه.

 

والمصطلح أو العبارة الثانية التى تتردد كثيرا هى «تساقط ثمار النمو»، وهى ترجمة لتعبير «trickle down effect»، وقد ظنها البعض خطأً أنها استراتيجية اقتصادية تقوم على التركيز فى بعض المناطق والقطاعات فينتقل أثر النمو منها إلى سواها. وقد وصف الاقتصادى الشهير جون كينيث غالبريث هذه الجملة غير الموفقة بأنها كمن يوصى بإطعام حصان بأكثر مما يكفيه ليتساقط الطعام من حوله فتلتقطه الطيور الهائمة، فالنمو لا يسقط ثماراً على أحد تلقائياً، بل هى سياسات تصمَّم من البداية ، وإلا تركزت عائداته أبداً ولن تتساقط إلا على ذوى الحظ أو الحظوة.

 

وعن المصطلح الثالث يقول محيى الدين ان من بين ما يتردد من عبارات مصطلح «التقاط الثمار القريبة»، كترجمة لتعبير «low hanging fruit». وهى من التعبيرات التى قد تضلل أولويات العمل بجعلها منصبّة على أهداف قصيرة الأجل، على حساب الجهود الطموحة التى تسعى لتحقيق أهداف أطول أجلاً وأكثر نفعاً واستدامة.

 

والمصطلح أو التعبير الرابع هو «الحل المربح لكل الأطراف» وهى ترجمة لتعبير «win win solution».ولا يتحقق مثل هذا الحل إلا فى وضع لا يمكن أن تتحقق فيه زيادة منفعة طرف إلا بخسارة طرف آخر، أى أن التخلى عن هذا الوضع سيحول الأمر إلى ما يُطلق عليها مباراة صفرية النتائج، فمكسب طرف هو خسارة للطرف الآخر، ففى أحوال كثيرة قد يكون هناك طرف غائب لا يدخل فى اعتبار المتفاوضين أو أطراف الصفقات وقد يتحمل هذا الطرف تكاليف وأعباء دون نفع يُذكر.

 

ويقول محيى الدين ان مثل هذه التعبيرات المتواترة التى تتكرر على الألسنة فى مجالات الاقتصاد والاستثمار قد تترتب عليها أضرار جمّة إذا ما أُخرجت عن سياقها أو إذا ما اعتُبرت خطأً أنها من خلاصة الخبرات والتجارب المفيدة، أو إذا أُطلقت على سبيل التعميم، وفى أفضل الأحوال يمكن معاملتها معاملة الأمثال العامية التى ينبغى وضعها فى نصابها وألا تؤخذ مأخذ الجد إلا بعد اختبارها
مقالات مشتركة