البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

كتاب وآراء   2019-06-08T23:06:12+02:00

رعب الثانوية العامة متي يختفي ؟

الشيخ سعد الفقى

 

حالة من الفزع والرعب تصيب البيوت المصرية كل عام في مصر فقط دون غيرها من بلدان العالم ،قبيل امتحانات الثانوية العامة وخلال أيامها. الكل فاقد لأعصابه، يبدأ الأمر من الأباء والأمهات ويمتد إلي الأبناء .لماذا ؟ الله وحده أعلم !.

الأباء ينتظرون دخول أبنائهم احدى كليات القمة كالطب والهندسة والسياسة والإقتصاد وغيرها . هذا كل ما ينتظرونه . الأمر لا يختلف كثيرا عند طلاب الأزهر وأسرهم . فكلهم - طبقا لحالة التوتر- في الهم سواء ، مع أن المستقبل بيد الله والسعادة ربما جاءت من أقل الكليات مجموعاً.

تجربةً شخصية لا يمكن أن أنساها عشتها بنفسي عندما كنت إماماً،وخطيباً لمسجد القرية اليتيم، والوحيد .

حينما اقترب مني بعد صلاة العصر أحد الأباء و كان مهموماً حزيناً. تحدث معي وطلب مني أن أكون رفيقاً له لمقابلة الراحل الدكتور/ كامل ليلة رئيس مجلس الشعب وقتها ، ونائبا لدائرتنا الذي كانت تربطني به علاقة طيبة . كان هدف الزيارة محاولة لإلحاق ابن هذا الرجل كلية الشرطة بعد حصوله على الثانوية العامة بمجموع قليل .لم يكن بوسعي إلا قبول مطلبه والذهاب معه . وتم التواصل مع أحد الأصدقاء لتحديد موعد حينما يأتي النائب من القاهرة . يومها قابلنا الراحل الكريم بالبشاشة والترحاب . فقلت له الحكاية وطلبنا . لكنه رد بدرسٍ عملي في عالم الحياة حيث قال :" يا بني ،الدنيا لن تنتهي عند كليات القمة كما تقولون . واتخذني مثلاً لهذا الفكر لأني تخرجت من كلية الحقوق التي يدخلها في هذه الأيام الحاصلون علي ٥٠%. أليس كذلك ؟! " واستطرد قائلا :" وفي هذه الجامعة أصبحت معيداً ثم مدرساً مساعداً ثم أستاذا،ووزيرًا للتعليم العالي والآن رئيساً لمجلس الشعب .". واضاف د.كامل ليلة في أهم تعليق له قائلا : "المهم ليست الكلية التي تدخلها، المهم أن تكون الأول فيها . كثيرون دخلوا كليات ظنها البعض كليات القاع واليوم تراهم ملئ السمع والبصر ، ويشار لهم بالبنان ."

خرجنا من عند النائب ونحن في حالة آخرى وهذا الطالب الآن خريج( كليه الحقوق ) ويعمل( استاذا بنفس الكليه ) وكل حياته ناجحة .

حقاً أنه درس لأولادنا الأهم أن تكون ناجحا ومتفوقا في دراستك الجامعية مهما كانت وليست الثانوية العامة . فالرعب الذي يلازم الأهالي ويطبقونه على أولادهم هو صيغة مبالغ فيها من الاهتمام . فأولى أن نعلم أولادنا أن الثانوية العامة هي خطوة على طريق المستقبل ولكنها بالتأكيد شهادة لا تحدد كل المستقبل .


مقالات مشتركة