البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

كتاب وآراء   2019-06-09T22:56:57+02:00

مصر تحتضن الأشقاء

الشيخ سعد الفقى

في طريقي لأحد المساجد الواقعة علي أطراف مدينة كفر الشيخ حاولت ايقاف أحدى سيارات الأجرة إلا أن السائقين رفضوا توصيلي, الأمر اعتدت عليه كثيرا . أشار علي أحد المارة أن استوقف أحد التكاتك .فسلمت أمري لله وركبت الصعب داعيا ألا يكون سائقه من الهواة . وها هو سائق توك توك يقترب أشرت إليه فتوقف شاب وسيم شكله ابن ناس يرتدي بنطالا وقميصا متناسقا الشكل .وقال لي :" تفضل سيدي" . قلت في  نفسي متعجباً من هذه اللغة التي لم اعهدها من قبل : " واضح انه متربي وابن أصول فعلا ".وفي الطريق لفت نظري انه لهجته ليست مصرية فهو عربي .بادرته بسؤال :"من أي البلاد يا استاذ ؟ " قال لي : "سوري عربي" فتابعت :" اهلاً وسهلاً . كيف حال المصريون معك ؟" أجاب :" والله زين ناس طيبين جدا لي منهم أصدقاء كثيرين " قلت له :" منذ متي وأنت هنا ؟" .قال :"من سنوات " . قلت:" ماذا كنت تعمل في سوريا؟"  قال :"صيدلي" . تعجبت  جداً وسألته :"صيدلي وتعمل سائق توك توك في مصر ؟

قال :"سيدي عملت في أحدى الصيدليات لمدة عام تقريبا . لم يتجاوز راتبي  الألف جنيه وهو مبلغ لايكفيني أنا واسرتي . أولادي في مراحل التعليم المختلفة من الإبتدائي والإعدادي ."  فسألته :" هل أنت مرتاح النفس والبال؟"  قال: " نعم لي زبائن كثيرة والحمدلله " . ولفت نظري اتصالات كثيرة كان يرد عليها طوال الوقت كمثل  "حاضر الساعة سبعة اكون معاك "والآخر"  تمام الساعة ثمانية اكون عندك" .

 

هذا الشاب السوري واحد من نماذج تعد بالعشرات بل بالمئات في كل المحافظات تقريبا . منهم من فتح المشاريع الإستثمارية ويعمل معهم الأشقاء المصريون دون تفرقة . الكل يأكل لقمة العيش.  الشباب السوريون يلتزمون بقوانين البلد ويحرصون على التلاقي مع الآخرين ويشاركون الناس الأفراح والأتراح .

هذا  كله دفعني للتعجب واستنكار دعوات مغرضة انتشرت في الأيام الاخيرة تحاول النيل من الأشقاء.

إن مصر في كل مراحل تاريخها استقبلت اهل العراق عندما سقطت بغداد .واستقبلت - ومازالت - أهل ليبيا عندما ضربها الناتو ومازالت تستقبل الأشقاء. لم تتألم ولم تتأوه كما فعلها البعض من الأشقاء .لم نسمع مرة واحدة مندوب مصر في الأمم المتحدة يقول أن بلادنا استقبلت المُهَجْرين من سوريا أو العراق أو ليبيا الخ . لأننا نعرف أن لنا دوراً كبيراً . مصر هي الأم والملاذ والملجأ لكل الأشقاء. لن ننسي يوم أن حاول الإخوان تسليم الأخ/ قذاف الدم المسؤول الليبي السابق نظير صفقة خاسرة . يومها قال القضاء المصري كلمته وجاء حكم القضاء الإداري ليكون درساً مؤلماً أن مصر تحتضن من استجار بها ولجأ إليها ولو كان من المشركين ! 

مقالات مشتركة