![](https://www.soutalmalaien.com/uploads/1696273235_688722a0201621b77af2.png)
في طريقي لأحد المساجد الواقعة علي أطراف مدينة كفر
الشيخ حاولت ايقاف أحدى سيارات الأجرة إلا أن السائقين رفضوا توصيلي, الأمر اعتدت
عليه كثيرا . أشار علي أحد المارة أن استوقف أحد التكاتك .فسلمت أمري لله وركبت
الصعب داعيا ألا يكون سائقه من الهواة . وها هو سائق توك توك يقترب أشرت إليه
فتوقف شاب وسيم شكله ابن ناس يرتدي بنطالا وقميصا متناسقا الشكل .وقال لي :" تفضل
سيدي" . قلت في نفسي متعجباً من هذه
اللغة التي لم اعهدها من قبل : " واضح انه متربي وابن أصول فعلا ".وفي
الطريق لفت نظري انه لهجته ليست مصرية فهو عربي .بادرته بسؤال :"من أي البلاد
يا استاذ ؟ " قال لي : "سوري عربي" فتابعت :" اهلاً وسهلاً . كيف
حال المصريون معك ؟" أجاب :" والله زين ناس طيبين جدا لي منهم أصدقاء
كثيرين " قلت له :" منذ متي وأنت هنا ؟" .قال :"من سنوات "
. قلت:" ماذا كنت تعمل في سوريا؟"
قال :"صيدلي" . تعجبت
جداً وسألته :"صيدلي وتعمل سائق توك توك في مصر ؟
قال :"سيدي عملت في أحدى الصيدليات لمدة عام
تقريبا . لم يتجاوز راتبي الألف جنيه وهو
مبلغ لايكفيني أنا واسرتي . أولادي في مراحل التعليم المختلفة من الإبتدائي
والإعدادي ." فسألته :" هل أنت
مرتاح النفس والبال؟" قال: " نعم
لي زبائن كثيرة والحمدلله " . ولفت نظري اتصالات كثيرة كان يرد عليها طوال
الوقت كمثل "حاضر الساعة سبعة اكون
معاك "والآخر" تمام الساعة
ثمانية اكون عندك" .
هذا الشاب السوري واحد من نماذج تعد بالعشرات بل
بالمئات في كل المحافظات تقريبا . منهم من فتح المشاريع الإستثمارية ويعمل معهم
الأشقاء المصريون دون تفرقة . الكل يأكل لقمة العيش. الشباب السوريون يلتزمون بقوانين البلد ويحرصون
على التلاقي مع الآخرين ويشاركون الناس الأفراح والأتراح .
هذا كله دفعني
للتعجب واستنكار دعوات مغرضة انتشرت في الأيام الاخيرة تحاول النيل من الأشقاء.