جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

تحقيقات وملفات   2019-07-05T07:27:03+02:00

50 مليار جنيه مكاسب لمصر من تنظيم كأس الأمم الأفريقية

عادل عبدالله

 

" مكاسب كثيرة جدا " حازتها مصر جراء تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية التى أفتتحت فعالياتها قبل أيام ..هكذا أكد خبراء فى مختلف المجالات طبقا لما رصدته " صوت الملايين " ، فالمنافسة القارية التى قررت الدولة المصرية التقدم لإستضافتها فى موقف أعتبره كثيرون بمثابة المفاجأة، لم يكن عشوائيا بل جاء مدروسا حتى وإن بدا للبعض أنه كان متسرعا طبقا لما يقوله الدكتور سعد شلبى أخصائى التسويق الرياضى  ، والذى يؤكد أن النظرة للرياضة بصفة عامة قد تغيرت بمجئ الرئيس السيسى لحكم مصر ، فالرجل الذى أعلن خلال برنامجه الإنتخابى أن الرياضى بمثابة أمن قومى للشعب المصرى ، لم يلبث إلا وأكد ذلك على أرض الواقع فأحتضن الشباب فى مؤتمراته ، وأكد على أهمية الرياضة فى عدة حملات ترويجية تقام لأول مرة ، وبالتالى فأن موافقته على إستضافة مصر للبطولة كان طبقا لرؤية واضحة يمتلكها تؤكد على أهمية الرياضة بالنسبة له ولجميع المصريين وهو بمثابة تغيير كامل للصورة الذهنية عن الرياضة والتى كانت فى مؤخرة سلم الأولويات للحكومة المصرية قبل ذلك .

وأوضح خبير التسويق الرياضى أن أحدا لم يكن يعلم أن القارة الإفريقية هى القارة الوحيدة التى لديها نمو فى معدلات كرة القدم يترواح مابين 5.8 إلى 6.8 بينما أوروبا التى هى معقل كرة القدم حدث فيها تباطؤ فى معدل النمو لأنها وصلت إلى مايسمى بمرحلة التشبع ، ووجود ثلاث أفارقة كهدافين لبطولة الدورى الإنجليزى التى هى الأكبر على مستوى العالم من حيث العائد الإقتصادى والفنى يؤكد على تزايد قيمة الأصول الأفريقية وهو الأمر التى تنبهت له مصر، فكان قرارها بالمشاركة بقوة فى كافة الفعاليات الإفريقية تأكيدا على أن كرة القدم أصبحت صناعة مهمة داخل مصر خاصة بعدما إستطاع إتحاد الكرة المصرى تحقيق مبيعات تجاوزت ال 400 مليون جنيه ، وبإستضافة مصر للبطولة الأفريقية فجأة، فهنا  تؤكد الدولة على جاهزيتها فى كافة الأوقات وأن بلدنا أصبحت موطن صناعة الكرة داخل القارة   .

وأضح شلبى  أن إستضافة مصر للبطولة خلال نصف السنة المالية ، يؤكد للجميع على قوة الموازنة المصرية وإستقرارها التى إستطاعت تقديم تدفقات نقدية لعملية التطوير التى تمت خلال الأشهر الماضية للبنية التحتية الرياضية وأحتاجت لما يقرب من 3 مليار جنيه تم توفيرهم من الموازنة وهو مايؤكد صحة شهادات المؤسسات الدولية تجاه مصر بأنها الدولة الإفريقية الوحيدة التى لديها معدل نمو يصل مابين 5.4إلى 6.4 بشهادة البنك الدولى ، وهومايفيدنا جدا فى جذب الإستثمار وطمأنتهم .

كما أن البطولة نفسها وطبقا لتوقعات الخبراء كما يقول " شلبى " ، تستطيع زيادة معدلات النمو بنسبة 6 بالمائة هو رقم كبير جدا لمصر ، خاصة وأن الناتج القومى الإجمالى يتجاوز ال 4 تريليون جنيه

ورغم أن من الصعوبة تحديد حجم فرص العمل التى تستطيع البطولة توفيرها للعمالة المصرية بمختلف تخصصاتها ، فإن " شلبى " يؤكد أنها لن تقل بأى حال من الأحوال عن 17 ألف فرصة عمل ، منها ماسينتهى بإنتهاء البطولة مثل العمالة المباشرة التى ساهمت فى التطوير ومنها ماسيستمر بعدها ومن أمثلة ذلك المنصات التى تم إطلاقها مع البطولة مثل موقع تذكرتى والقناة الفضائية الجديدة التى تم إطلاقها ووفرت أيضا البث الأرضى ، فهذه أمثلة لفرص عمل توفرت بسبب البطولة وستستمر بعدها لتغطية وتنظيم  فعاليات رياضية أخرى .

يضيف " شلبى " مكسب جديد جراء تنظيم البطولة ، يتمثل فى مفهوم التسويق الإجتماعى والذى يعنى تعزيز قدرات الشعب المصرى بصفة عامة والشباب بصفة خاصة وزيادة ثقتهم بأنفسهم بأنهم أبناء لدولة قادرة على تجاوز التحديات وتنظيم فعاليات لايستطيع غيرهم فى القارة تنظيمها ، مما يعنى أنهم لا يقلون بأى حال عن دولتى ألمانيا وإنجلترا القادرتين أيضا على إستضافة كأس العالم  العالم فى أى وقت وذلك فى حال صدر قرار بنقل تنظيمه من الدولة المستضيفة له حاليا .

ومع الإستثمار الذى حدث قبل البطولة وبعد إنطلاق فعالياتها ، فإن " شلبى " يؤكد على أن الحكومة المصرية وإتحاد الكرة نجحا فى تحقيق مفهوم إستدامة الإستثمار فى الإقتصاد بصفة عامة والرياضة بصفة خاصة ، وذلك بعد إطلاقهم بعض المنصات التى يمكن إستخدامها بعد ذلك فى أى أحداث أخرى مثل تطبيق تذكرتى وواتش إيت وقناة النقل الأرضى.

 

وقال خبير التسويق الرياضى إنه إلى جانب الإيرادات التى ستجنيها مصر من البطولة متنوعة ، لابد من تسليط الضوء على عودة إستاد القاهرة للعمل مرة أخرى بكفاء’ كبيرة وهو مايعنى إستعادة إيرادات مالية للخزينة العامة بجانب التطوير الكبير الذى حدث فى الإستادات الأخرى مما يعنى أيضا زيادة قدرتها على إستضافة أى فعاليات وبالتالى زيادة ريعها  ، مشيراً إلى أن الإستادات التى تم تطويرها خاصة والبنية التحتية أيضا ،لن يستفيد منها الأجيال الحالية فقط ، بل أن الحكومة المصرية كما يقول " شلبى " تؤمن حق الأجيال القادمة فى وجود بنية تحتية تساعدهم فى القيامة بالرياضة كهواية وكبطولة .

و لأول مرة يحدث ذلك فى القارة الأفريقية ، ولكن مصر نجحت فى تحقيقة بعد إستضافتها للبطولة كما يؤكد " شلبى " وهو تحقيق  مفهوم " تآزر التكلفة " وهو مايعنى تخفيض  مما تكلفة التطويرإستعدادا للبطولة بمعدل الثلث ، ضاربا المثل بتطوير محور المشير الذى يقع عليه إستاد السلام دون إضافة تلك التكلفة على موازنة البطولة .

وبالنظر للموازنة العامة للدولة نجد أن الضرائب تحتل مقدمة سلم الإيرادات ، وجاءت البطولة لتزيد من ذلك الأمر كما يكشف " شلبى " ، قائلا : " الحكومة حققت عائدات ضريبية من تنظيم البطولة وذلك من خلال الضرائب التى ستدفعها الشركات التى شاركت فى التطوير ومن خلال السياحة القادمة والمشجعين وكل من إستفاد بشكل مباشر أو غير مباشر من تنظيم البطولة "

وبدلا من المعاناة التى كان يعانيها المواطن المصرى لمشاهدة الفعاليات الرياضية الكبرى سواء بالسفر خصيصها لها ، أو بالتعاقد بمبالغ طائلة لمشاهدتها تليفزيونيا ، نجحت الدولة فى تنظيم البطولة على أرضها وبالتالى فقد إستفاد المواطن بسهولة إنتقاله لمشاهدة المباراة على أرض الواقع ، أو مشاهدتها مجانا بجودة عالية على التليفزيون الأرضى وهو مايعنى تحسين جودة حياة المواطن وهو الأمر الذى لم يكن يحدث لو لم تكن البطولة على أرض مصر .

ومع وجود المشجعين فى محافظات كالسويس والإسماعيلية والتى حدث على أرضهما مشروعات عالمية ، فإن ذلك سيكون فرصة لتسويق التحديث الذى تم فى بنيتنا التحتية دون ان ندفع مليما واحدا بجانب وجود كل وسائل الإعلام العالمية والتى ستردد إسم مصر كثيرا  كما يقول " شلبى " ، وهوالأمر الذى يعزز ثقة العالم بنا .

ومع الظواهر التى تحدث عنها " شلبى " وتحدث لأول مرة فى تاريخ الرياضة المصرية فيضيف عليها  بأن أصبح لدينا القدرة فى الحصول على قاعدة بيانات حقيقية لمشاهدى المباريات داخل الإستاد بعد أن كان ذلك من ضرب المستحيلات سابقا، وبالتالى يمكننا التعرف على تركيبة السوق المصرى بشكل كامل داخل كل المحافظات وإستغلال ذلك فى التسويق الرياضى والتركيز الأمنى .

 

 

زيادة قيمة الجنيه والشراكة الإفريقية

بجانب المكاسب التى ذكرها " شلبى " ، فهناك مكسب مهم جدا يذكره الدكتور تامر ممتاز الخبير الإقتصادى ، يتمثل فى زيادة قيمة الجنيه المصرى جراء زيادة الطلب عليه بوجود الآف المشجعين والمسؤولين الأفارقة خلال البطولة ،والبطولة تعد فرصة كبيرة لمصر لتوطيد علاقاتها بأشقائها الأفارقة كما اكد الرئيس السسيسى فى تصريحاته عقب إفتتاح البطولة وبالتالى فمن المتوقع زيادة الإستثمارات الإفريقية داخل مصر .

 

العوائد غير المنظورة

أكد سامى محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة أن هناك عوائد منظورة ومباشرة جراء تنظيم من الفنادق والتليفزيون والطيران والإعلانات ، وأخرى غير منظورة وهى الأهم ولاتقدر بأى مال ، فإعلان سياحى عن مصر قد يكلف الدولة ملايين ، لكن تنظيم البطولة سيحقق نفس الهدف وسيجعل اسم مصر يتردد كثيرا دون ان ندفع مليم ولكن بشرط إذا أحسننا تنظيم البطولة من غير سلبيات ، كما ضرب المثل بسائق التاكسى الذى سيوصل المشجع والمطعم الذى سيأكل فيه وخلافه وكل ذلك عوائد غير منظورة تساهم فى تنشيط الإقتصاد وزيادة دخل المواطنين بشكل كبير ولكن أحدا لن يذكرها لصعوبة حصرها ولكنها أهم بكثير من العوائد المنظورة .

 

 

مليون  زائر لمصر خلال البطولة

 

المحلل الإقتصادى والكاتب الصحفى حمدى الجمل يرى أن عودة الجماهير للمدرجات من أكبر مكاسب البطولة فبه نوصل رسالة للجميع بأن مصر آمنة وفى ذلك تأثير إيجابى كبير جدا.

يؤكد " الجمل " أن من المتوقع أن تستفيد مصر بمكاسب مادية سيتم ضخها خلال البطولة  لن تقل عن 50 مليار جنيه من السياحة خاصة وأن هناك 200 ألف سائح إفريقى يزور مصر سنويا ومن المتوقع أن يصلوا لمليون زائر خلال البطولة ، كما أن باقى الأسواق الإقتصادية ستنتعش بشكل كبير كسوق الإتصالات مثلا والتى سيتم تجربة الجيل الخامس منه خلال البطولة وبين جماهيرها .

 


مقالات مشتركة