اكره التضييق
على الحريات و أكره الصحافة التي يديرها الرقيب فهي صحافة عقيمة لا تؤثر في بناء
وطن .
و إذا كان
الرئيس عبدالفتاح_السيسي يرجو صحافة عبد الناصر، فلنتذكر أن صحافة عبد الناصر كان
يقوم عليها اصحاب فكر ، و الرقيب الحالي في مصر يكره اصحاب الفكر ، و يسهم في ابعادهم
عن الساحة ، و يكتفي بعقله هو فيعطى اوامر بالمنع و الحجب حسب ما يراه هو من
زاويته الامنية و هو ما يجعل المواطن يتطلع للنظر عبر نوافذ الأعداء بحثا عن
تفاصيل الواقع و باقي أجزاء الصورة التى، حجبها عنه الرقيب داخل الوطن .
ليس الأمر
جديدا فحتى في ايام ناصر و السادات كان البعض يلجأ إلى الإذاعات الأجنبية ليعرف
تفاصيل الصورة داخل مصر ، تلك التفاصيل التى لا تنشرها صحافة و لا اعلام مصر بحسب
تعليمات الرقيب . و هنا يقع المواطن فريسة التضليل من قوى معادية لمصر .
اذا ما الحل ؟
الحل ببساطة أن نترك لأصحاب الفكر من الوطنيين
المخلصين حرية التعبير و حرية النقد و طرح الأفكار ، فالإعلام و الصحافة لهما
أدوار عدة بينها الشرح و التحليل للأوضاع و التوقع ، و تصويب الفكر لدى الحاكم و
المحكوم ، و عندما نمنع الصحافة و الإعلام من التعبير عن المواطن و الامه و
أفكاره، نفقدها أحد أهم الأدوار التى تقوم بها و هو دور الوسيط بين الحاكم و
المحكوم .
الحل في
اختيار الوطنيين كأهل للثقة و فتح حرية التعبير أمامهم لينطلقوا منها للتعبير عن
المواطن و الحاكم في آن واحد ، فيكون
التأييد فيما يستحق تأييدا و يكون النقد و طرح الأفكار فيما يحتاج إلى نقد و طرح
رؤى و أفكار.
اعني أن يدقق
القائمون على أمر الصحافة و الإعلام في اختيار الوطنيين المخلصين لقضايا الوطن ، و
التاكد من وطنية الكاتب و عدم تبعيته لجماعة او دولة معادية للوطن ، ثم يترك له
حرية التعبير عن أبناء هذا الوطن .
اما رقابة
انشر هذا الموضوع و لا تنشر ذاك ، لا تتعرض لهذه القضية ، لا تستضيف هذا الشخص ،
فهو أمر مقيد للفكر و التعبير عن الواقع ، و كثرة اللاءات تضع حاجزا بين الإعلام و
المواطن و تجعل الإعلامي يوجه خطابه فقط للقائمين على الأمر فينشر لهم ما صدر عنهم
ليقرأوه ،
بمعنى انه
ينشر تصريحات المسئول ليقرأها المسئول فيرضى عنه .
و هنا يكون
المواطن القارئ و المشاهد قد سقط من المنتصف و ذهب ليشبع رغبته في المعرفة من خلال
نوافذ أخرى معادية .د، في حين اننا نستطيع ان نشرح له و نعبر عنه فنضمن استقرار
الوطن .
هذا الكاتب او
المذيع الذي تاكدنا من وطنيته سوف يلتزم مصلحة الوطن و امن مؤسساته و في نفس الوقت
سوف يعير عن المواطن فيكون حلقة الوصل بين الحاكم و المحكوم و بين المحكوم و
الحاكم و بهذا وحده نضمن استقرار الداخل المصري ، فالإناء محكم الغلق معرض
للانفجار ،
عاشت مصر حرة
آمنة مستقرة