الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية       وزارة المالية : الدولة ليس من دورها إدارة الأصول العقارية       أخبار سارة للموظفين.. المالية تعلن تبكير صرف مرتبات شهر يوليو 2024       بالأرقام الرسمية .. إصدار 32.5 مليون قرار علاج على نفقة الدولة       وزارة العمل تُحذر المواطنين بعدم التعامل مع الشركات والصفحات وأرقام الهواتف الوهمية       إطلاق دورى رياضى لأبناء الأسر في قرى ( حياة كريمة ) تحت شعار ( أنت اقوى من المخدرات )       أخبار سارة : مصر تستهدف إنتاج 800 ألف أوقية ذهب عام 2030  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

رئيس التحرير يكتب   2019-11-10T21:13:45+02:00

40 مليون مصرى مهددون بالإصابة بالسرطان

محمد طرابيه

فى نفس هذا المكان نشرت مقالاً مدعما بالوثائق والمعلومات حول دخول أدوية تنتجها شركات أمريكية وإسرائيلية إلى مصر يؤدى تعاطيها الى زيادة معدلات إدمان الهيروين والأفيون ، وكشفت أن  هذا الإستيراد يتم بموجب قرار رسمى صادر ومعمول به حتى الآن من وزارة الصحة ، وحذرت من استمرار عجز الجهات الرسمية عن منع  إدخال هذه الأدوية التى تنتجها تلك الشركات التى تم الحكم عليها بتعويضات مالية كبيرة تصل ل 18 مليار دولار بعد تسببها فى وفاة 700 ألف مواطن أمريكى .

اليوم نكشف عن كارثة لا تقل خطورة وأهمية عما سبق لنا الكشف عنه فى العدد الماضى  ، وهى استمرار طرح أدوية  تنتجها شركات مصرية  تصيب من يتناولها  بالسرطان ، وهذا ليس رأيى الشخص بل  رأى وزارة الصحة نفسها .

القصة بدأت عندما قرأت فى عدد جريدة الأهرام الصادر بتاريخ الجمعة 25 أكتوبر 2019  ، وعلى مساحة كبيرة عن أحد الأدوية التى تنتجها إحدى أكبر الشركات المصرية المتخصصة فى صناعة الدواء – لدينا الإعلان واسم الدواء والشركة المنتجة – وهو دواء لعلاج ضغط الدم المرتفع .

 

وقبل أن نكشف المزيد من التفاصيل ، وحتى نتعرف على الحجم الحقيقى للكارثة  نشير  إلى ما كشفه تقرير رسمى  صادر عن مركز المعلومات الدوائية المصري، التابع للإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة والسكان،  حول إصابة 4 من كل 10 مصريين بارتفاع في ضغط الدم، وهو المرض الذي وصفه "المركز" بكونه "القاتل الصامت"، موضحاً أن معدل انتشار المرض في مصر يبلغ 40% أى أكثر من 40 مليون مصرى .

 

 ونظرا لكونى أحد ضحايا ضغط الدم المرتفع  ، قررت البحث عن تفاصيل أكثر حول هذا الدواء على أمل أن يساعدنى فى تخفيض ضغط الدم  .

وهنا كانت الكارثة  ، أن هذا الدواء الذى تنتجه كما قلنا شركة مصرية كبرى  يؤدى إلى إصابة من يتناوله بالسرطان .

وبالمزيد من البحث حصلت على مستندات رسمية  ، تكشف عن صدور قرار رسمى من وزارة الصحة فى أغسطس 2018 ، بسحب 13 صنفًا من الأدوية التي تحتوي على مادة "الفالسارتان" من الأسواق، وحذرت من استخدام تلك الأدوية.

وجاء قرار الإدارة المركزية للصيدلة بوزارة الصحة بسحب الأدوية بعد مخاطبة المورد الهندي للمادة الخام لوزارة الصحة بالتحذير وسحب جميع الأدوية.

وقد صدر هذا القرار الذي حمل رقم "54" لسنة 2018، بعد صدور تقرير عن الوكالة الأوروبية للأدوية، بسبب تلوث المادة الفعالية "الفالسارتان" والموردة من إحدى الشركات الصينية، بشائب غير متوقع ولا يفترض وجوده مع المادة الفعالة، والتي من المرجح أن ذلك يرجع لتغييرات في تصنيع المادة الفعالة، يشكل خطرا محتملا بمرض السرطان.

وتستخدم أدوية "فالسارتان" لعلاج المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم للحد من المضاعفات مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية، كما يستخدم مع المرضى الذين لديهم قصور في القلب أو نوبة قلبية حديثة -  منشور مع هذا المقال صورة من القرار الذى يشمل قائمة الأدوية الواجب سحبها من الأسواق  - .

وطالبت وزارة الصحة الشركات المصنعة بتجميد الأرصدة الموجودة لديهم من هذه التشغيلات، وارتجاع ما تم بيعه إلى الصيدليات لمخازن الشركة بجميع المحافظات، وإبلاغ إدارة الصيدلة بمديرية الشؤون الصحية بالأرصدة والمرتجعات، مؤكدة اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه شركات التوزيع حال مخالفة القرار.

 ورغم صدور هذا القرار الرسمى من وزارة الصحة ، إلا أننا فوجئنا بإعادة طرح هذا الدواء من خلال الإعلان المنشور فى الأهرام .

وفى هذا السياق نشير إلى أن  المركز المصري للحق في الدواء،  قد حذر المواطنين من تناول هذه الأدوية التي صدر لها قرار بسحبها من الأسواق، مطالباً الشركات بسرعة سحبها من الصيدليات بعد أن أطلقت هيئة الدواء الأوروبية ( ema) تحذيرا لمستخدمي الدواء في مصر بعد ثبوت أن بالماده الفعالة شوائب مسرطنة المعروفه عالميا باسم (NMDA) بعد اجراء تجارب متعددة وان الدواء الموجود في الأسواق غير صالح للاستخدام.

 

وطالب التقرير باتخاذ الإجراءات اللازمة نحو التأكد من عدم دخول هذه الخامة فالسارتان، وسحب كافة المستحضرات المستخدمة فيها في حالة ثبوت دخولها السوق المصري.

 

وحذّر المركز المصري للحق في الدواء مرضى ضغط الدم المرتفع ومرضي احتساء عضله القلب اللذين يستخدموا دواء الاسم العلمي( Valsartan) وهم ١٤صنف ل ٧شركات محلية واجنبية بجميع تركيزاته بالتوقف الفوري ونهائيا والرجوع الي الطبيب المختص لوصف ادوية اخرى.

 

وطالب المركز وزاره الصحه بإتخاذ اللازم للتأكد من الحالة الصحية لكل من قام بالتعامل مع هذا الصنف ومتابعة حالته حيث قالت الشركة انها قامت ببيع كميات كبيرة جدا من المادة إلى الشركات العربية والمصرية، وقد قامت دوله الامارات والسعوديه والكويت والمغرب العربي ولبنان والعراق بسحب الدواء من الاسواق " .

وفى إطار عمليات البحث عن الحقيقة حول هذه لأدوية  ، وجدت إحدى الصفحات على الفيس بوك تحمل اسم  " Dr Tarek El Areny Diabesity and Medical Center " ، وقد كتب د. طارق العرينى بتاريخ 18 أغسطس 2018 ،  مقالاً موجزا بعنوان " أدوية الضغط المسرطنة" المشكلة و الحل "  وقال فيه حرفيا :

 1 – الأدوية الموجودة في السوق إما أدوية تنتجها شركات عالمية دولية أو أدوية مثيلة لها تنتجها شركات محلية " تختلف بإختلاف كل دولة " ، و غالباً تباع الأدوية العالمية بسعر مرتفع علي عكس مثيلتها المحلية تباع بسعر مخفض لأنها تحصل علي المادة الفعالة من مصادر " غير الشركة الأصلية " غالباً نكون في الصين أو الهند .

2  - بالنسبة لأدوية الضغط المحتوية علي مادة " فالسارتان " و المنتشرة في السوق المصري تحت أسماء تجارية مختلفة " بلوكاتنس - فالساتينس بلس - تاريج .... إلخ " تم إكتشاف أن المادة الفعالة " فالسارتان" التي تم تصنيعها في شركة معينة في الصين ثم آخري في الهند حدث أثناء تصنيعها تكون مادة كيميائية ، تبين بعد نزولها الأسواق انها قد تتسبب في حدوث السرطان " مسرطنة".

 3 -  قامت الشركة المنتجة لهذه المادة الفعالة بالإبلاغ عن نفسها بأن هذه المادة المسرطنة موجودة في مستحضر " فالسارتان " تحسباً لرفع قضايا تعويض عليها " .

وبعد أن استعرضنا كل هذه الحقائق والوقائع نسأل :

هل الدواء الذى تم الإعلان عنه فى الأهرام هو نفسه الذى سبق  أن تم حظره بقرار رسمى من وزارة الصحة ؟  وإذا كان هو نفس الدواء فكيف تم السماح بإعادة طرحه والإعلان عنه فى أكبر الصحف  المصرية والعربية  ؟ وهل تم تلافى عيوب التصنيع التى سبق التحذير منها ؟ ولماذا لم يذكر فى الإعلان المشار اليه أنه حاصل عل تصريح من وزارة الصحة بتاريخ حديث ؟ و أين إدارة التفتيش الصيدلى بوزارة الصحة من كل هذه المهازل التى تدمر صحة المصريين ؟ وما مصير الأدوية التى سبق الإعلان عن حظرها والمطالبة بسحبها رسمياً من الصيدليات  لخطورتها الداهمة على صحة المصريين ؟ .

وكيف يتم التأكد من أن هذه الأدوية تم سحبها ومنع استيرادها أو تصنيعها داخل مصر مرة آخرى ؟ وكيف نضمن أنه لم يتم إعادة طرح هذه الأدوية فى الصيدليات بأسماء علمية وتجارية آخرى غير الاسماء السابقة التى تم حظرها فى القرار الرسمى الصادر عن الوزارة ؟ . وما الإجراءات التى سوف تتخذها الوزارة فى حال التأكد من إعادة طرح هذه الأدوية التى تهدد ب " سرطنة " أجساد المصريين ؟.

ونسأل أيضاً : ما الإجراءات التى اتخذتها الجهات المعنية للتأكد من تنفيذ قرار الوزارة السابق بمنع طرح هذه الأدوية فى الأسواق ؟ وكيف يتم طمأنة المريض المصرى الغلبان أن الأدوية التىى يقوم بشرائها أملا فى الشفاء آمنة تماماً وتم إجراء التفتيش اللازم عليها قبل طرحها فى الأسواق  ؟!! .

وهنا نؤكد على أن هذه القضية خطيرة للغاية خاصة أنها تتعلق بحياة  عشرات الملايين من المصريين  الذين يبحثون عن أى بارقة أمل فى الشفاء ووضع نهاية لألام الأمراض اللعينة ؟ فهل تتحرك كل الأجهزة السيادية والرقابية والصحية لإتخاذ الإجراءات اللازمة  حماية لصحة المصريين  لأنه ليس من المعقول أو المتصور أن تحدث كل هذه المهازل فى الوقت الذى يكرر فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى على  ضرورة  حماية صحة المواطنين المصريين أوأطلق العديد من الحملات الناجحو وفى مقدمتها " حملة 100 مليون صحة " والتى تسهدف الكشف عن فيروس سى والأمراض غير السارية وفى مقدمتها السكر وارتفاع ضغط الدم .

وفى النهاية نؤكد على أن هدفنا ليس الهجوم على أى منتج دوائى أو شركة بعينها بل نستهدف تحقيق الصالح العام حفاظاً على صحة عشرات الملايين من المصريين  . ولذلك نفتح صفحاتنا لأى شخص أو شركة من ذوى الشأن لنشر أى رد أو تعقيب يصل الينا لكشف الحقائق كاملة أمام الرأى العام .


مقالات مشتركة