تفاصيل خطة الحكومة للقضاء على عمالة الأطفال في مصر

كشف محمد سعفان وزير القوى العاملة عن ، وضع الحكومة ، ممثلة في وزارة القوى العاملة ، خطة للقضاء على عمالة الاطفال نهائيا ، في عام 2025 .

وأضاف سعفان ، في تصريحات خاصة لـ«صوت الملايين » أن هذه الخطوة تاتي في إطار تلبية توصيات منظمة العمل الدولية، من اجل رفع اسم مصر من  قائمة الملاحظات القصيرة والمعروفة اعلاميا باسم «القائمة السوداء»

وحصلت «صوت الملايين»  على تفاصيل خطة القضاء على عمالة الأطفال ،

وتضمنت التفاصيل ، من واقع نصوص الخطة ، انها ستتم على ثلاثة مراحلة ، تبدأ المرحلة الاولى ، في يناير 2020  المقبل ، لمدة عامين ، وتشمل جميع منشآت القطاع الخاص الرسمي وغير الرسمي، بالقاهرة الكبرى " القاهرة العاصمة ، والجيزة ، والقليوبية ،  على ان تبدأ المرحلة الثانية ، في يناير 2022، وتشمل محافظات الوجه القبلي ، وتنتهي في يونيه 2023 ، والمرحلة الثالثة وتشمل محافظات الوجه البحري والدلتا وتبدأ في  يوليو 2023 وتنتهي في يناير 2025 .

على ان يتم عقد مؤتمر صحفي عالمي ، بحضور رئيس منظمة العمل الدولية وما ينوب عنه ، ورؤساء منظمات العمل ، في القارات الافريقية والاسيوية والامريكية ،للاعلان عن القضاء على عمالة الأطفال نهائيا ،  واستراتيجة أسوأ اشكال عمالة الاطفال .

وذكرت دراسة أقيمت عليها الخطة ، أنه وفقا للمسح القومى لعمل الأطفال فى مصر الذى أجراه الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء والبرنامج الدولى للقضاء على عمل الأطفال أن هناك 1.6 مليون طفل ما بين 12 لـ 17 سنة يعملون فى مصر أى ما يوازى 9.3 من الأطفال وهو ما يمثل طفل من بين كل عشرة أطفال.

وأشارت الدراسة إلى أن معدل عمل الأطفال أعلى بكثير فى المناطق الريفية عنه فى المناطق الحضرية ويبلغ ذروته فى المناطق الريفية بصعيد مصر يتبعها فى ذلك المناطق الريفية بالوجه البحرى والمحافظات الريفية الواقعة على الحدود.

وكشفت الدراسة أن أكثر أنماط الأعمال الخطرة شيوعا والتى يشتغل بها الأطفال فى مصر وهى الزراعة بنسبة 63%، والعمل فى المواقع الصناعية كالتعدين والتشييد والصناعات التحويلية بنسبة 18.9%. ، وان أسوأ أشكال عمل الأطفال فى مصر الأكثر شيوعا تكون في الزراعة والمناجم والمحاجر وصناعة الطوب وغيرها من الأعمال المتعلقة بالتشييد والعمل فى الشوارع والعمل المنزلى.

وترتكز دراسة استراتجية تنفيذ خطة العمل الوطنية على عدة نقاط هامة تتمثل فى إنشاء قاعدة بيانات موثقة ومستدامة عن عمل الأطفال وأسوأ أشكاله، وإنشاء أجهزة تنسيق وطنية وإقليمية لمكافحة عمل الأطفال، وتحديث قائمة المهن الخطرة.

وحول الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال، طالبت الدراسة بضرورة عمل تقييم للخطة فى بداية يوليو من كل عام لدراسة ما تم خلال هذا العام، والوقوف على أهم المعوقات لإزالتها فورا، حتى تكون هناك نتائج إيجابية على أرض الواقع، على ان تقوم هيئة التفتيش والضبطية القضائية بمراقبة ومتابعة المنشآت كل 3 اشهر ، لضمان سير الخطة بشكل جيد ، لتحقيق المستهدف منها .

وأشارت الدراسة الى  أن قضية عمل الأطفال لا تزال تطرح تحديا هائلا ليس على المستوى المحلى فقط، بل على الصعيد العالمى بعد أن أظهرت إحصاءات منظمة العمل الدولية أنه مازال هناك نحو 152 مليون طفل فى العالم منغمرين فى عمالة الأطفال، خاصة الأطفال من سن 5 إلى 11 سنة، وذلك على الرغم من التقدم الذى تم منذ 2012 وحتى 2016 فى مكافحة عمل الأطفال إلا أنه لا يوجد انخفاض لعمالة الأطفال خاصة فى هذه السن، كما أن الأطفال الذين يعملون فى الزراعة مع أسرهم يزداد عددهم.

يذكر أن إريك أوشلان، القائم بأعمال مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة أ أكد ان العالم يشهد انخفاضا عالميا فى عدد الأطفال المنخرطين فى عمل الأطفال على مستوى العالم؛ حيث انخفض من ٢٤٦ مليون طفل فى عام ٢٠٠٠ إلى ما يقدر بحوالى ١٥٦ مليون طفل، مشيرا إلى أن أكثر من النصف أى ما يقدر بحوالى ٧٣ مليونا لا يزالوا يعملون فى أخطر أشكال عمل الأطفال.

وقال نحن نعلم أن ٦٠% من الأطفال العاملين حول العالم و٧٠٪ من الأطفال العاملين فى مصر يعملون فى مجال الزراعة؛ وإن كان أكثرهم يعملون فى القطاع غير الرسمى كعاملين بدون أجر أو مع أسرهم وأقاربهم فى أغلب الأوقات.

ونوه أن المدير العام لمنظمة العمل الدولية أكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من شأنها مواجهة الأسباب الاقتصادية الجذرية لعمل الأطفال، مع ضرورة الانتباه إلى عمل الأطفال فى سلاسل التوريد العالمية لتقديم منتجات وخدمات يتم استهلاكها يوميا كما هو الحال فى العمل المنزلى غير المدفوع الأجر فى مجال الزراعة.

وأوضح أوشلان أن الخطة تستهدف الإسهام الفعال فى القضاء على عمل الأطفال بكافة أشكاله بحلول ٢٠٢٥ مع التأكيد على توفير الحماية الاجتماعية الشاملة للأطفال المستهدفين وأسرهم. .