البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

الملفات التفاعلية   2019-12-07T16:34:43+02:00

التفاصيل الكاملة ل ( خطة التمكين ) الإخوانية الجديدة

محمد طرابيه

منذ نشأة جماعة الإخوان، على يد حسن البنا عام 1928، وهى تجيد توظيف المراوغة الفكرية والسياسية فيما يتعلق بأدبيات التكفير والعنف المسلح، لاسيما فى مرحلة التأسيس الأولى. ثم أصبحت تلك المقاربة أكثر وضوحًا فى ظل المدرسة الثانية التى تكونت على يد سيد قطب، التى كانت أكثر تأكيدًا على جاهلية المجتمع وشرعنة العنف المسلح، واختصرت مقصد الشريعة الإسلامية فى قضية الحاكمية.

وقد اعتمد تنظيم الإخوان من أجل التغلغل فى أى بقعة جغرافية، والسيطرة على مقدراتها لتحقيق حلمه فى الوصول للسلطة، وإقامة «الخلافة المزعومة» على السير بين اتجاهين، لا ثالث لهما؛ يتمثل أولهما فى «فقه التمكين» بينما يتمثل الثانى فى «فقه الاستضعاف»، وهناك الكثير من العوامل التى تدفع بالتنظيم بالسير فى أحد هذين الاتجاهين، من بينها؛ قوة الدولة الحاضنة للتنظيم، على المستوى الأمنى، والسياسى، والاقتصادى، وكذلك الحاضنة الشعبية للتنظيم وأفكاره، وحجم الانتشار الأفقى والرأسى، وقوة الهيكل التنظيمى وخلاياه.

هذه الحقائق كشفتها دراسة مهمة للغاية صدرت مؤخراً بعنوان " تنظيم الإخوان المسلمين.. من التمكين إلى الاستضعاف " والتى أعدها عمرو فاروق الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية .

الدراسة كشفت أن ثورة 30 يونيو 2013 ساهمت فى سقوط مختلف الأقنعة التى أخفت وراءها الجماعة الإرهابية وجهها الحقيقي؛ لخداع الجماهير المصرية والعربية مرتدية قناع السلمية السياسية، والعمل المجتمعى والدعوى. ومنذ تلك اللحظة أدركت الجماعة أنها لم تعد أحد أدوات الحكم، ولن تصبح أحد مكونات المعادلة السياسية أو الاجتماعية داخل الشارع العربى والمصرى.

 

 

 

 

 

 

 

التمكين عند الجماعة الإرهابية

 

  • الخطة رسمها حسن البنا وتبدأ بمرحلة الفرد ثم الأسرة وصولاُ إلى مراحل الحكومة وصولًا والسلطة»، ثم إقامة الخلافة
  • عملية «التمكين بدأت بالحث على التغلغل فى قطاعات الطلاب والعمال والمهنيين ورجال الأعمال ومؤسسات الدولة
  • الإخوان  استخدموا العديد من الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتحقيق مصالحهم ومخططهم لاختراق الدول
  • ايجاد حاضنة اقتصادية وموارد للتمويل سواء على مستوى التنظيم الدولى أو الفروع المنتشرة فى أكثر من 80 دولة

 

  • حسن البنا  على محورين أساسيين هما الانقلاب العسكرى و العمل الجماهيرى

 

  • رسائل البنا تضمنت الحث على استخدام القوة لتحقيق أهداف المشروع الإخواني

 

  • مؤسس الجماعة برر لفكرة استخدام العنف بما أسماه نظرية «السيف فى الإسلام»

 

  • سيد قطب : « ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم، قاعدة التعامل فيه هى شريعة الله والفقه الإسلامي

 

 

  • الفكر التكفيرى للإخوان  خرج منه ، تنظيم «65»  ثم تنظيمات «التكفير والهجرة»، و«الناجون من النار» و «التوقف والتبين»، و «الشوقيون» و «الجهاد المصري»، ثم «الجماعة الإسلامية»

 

 

 

حاول التنظيم تحقيق طموحاته وأطماعه وفقًا لـ« فقه التمكين» من خلال عدة مراحل، رسمها حسن البنا، وهى مرحلة» الفرد «ثم الانتقال لمرحلة «الأسرة»،

ومرحلة «المجتمع»، ومنها إلى مرحلة «الحكومة»، وصولًا لـ«السلطة»، ثم إقامة «الخلافة».

وقد بدأت عملية «التمكين» لتنظيم الإخوان بالحث على التغلغل فى قطاعات الطلاب والعمال والمهنيين ورجال الأعمال ومؤسسات الدولة؛ حيث اعتبروا أن الانتشار يزيد من فرصهم فى عملية التمكين، ويجعل مواجهة الدولة لهم أكثر تعقيدًا، وذات كلفة عالية.

١- فقه التمكين:

خلال هذه المرحلة استخدم الإخوان العديد من الوسائل المشروعة، وغير المشروعة لتحقيق مصالحهم، ومخططهم لاختراق الدول، مثل؛ استقطاب العناصر الجديدة، وتوظيفهم وفق رؤية الجماعة وقياداتها. إضافة لإيجاد حاضنة اقتصادية وموارد للتمويل، سواء على مستوى التنظيم الدولى، أو الفروع المنتشرة فى أكثر من 80 دولة؛ بهدف إيجاد حواضن شعبية لأفكاره المتطرفة.

ومنذ تأسيس جماعة الإخوان عمل حسن البنا على محورين أساسيين، يتمثل أولهما؛ فى التغيير المباشر، (التغيير من أعلى) سواء كان بالانقلاب العسكرى أو الثورة المسلحة، وثانيهما؛ يتمثل فى التغيير غير المباشر، (التغيير من أسفل)، وهو العمل الجماهيرى ونشر الفكرة تحت مسمى «الدعوة» و«الانتشار».

وفيما يخص العنف فى أدبيات البنا، فقد يظن البعض أنه لم يكن تكفيريًا أو مؤصلًا للعنف المسلح، أو أن التكفير والعنف أمر طارئ على أدبيات الجماعة، إلا إنه يوجد الكثير من الرسائل البناوية التى أشارت بشكل مباشر إلى الجاهلية المجتمعية، واستخدام القوة لتحقيق أهداف المشروع الإخواني؛ من بينها ما يقوله فى رسالة «دعوتنا»: «الفرق بيننا وبين وبين قومنا بعد اتفاقنا فى الإيمان بهذا المبدأ، أنه عندهم إيمان مخدر نائم فى نفوسهم لا يريدون أن ينزلوا على حكمه ولا أن يعملوا بمقتضاه، على حين أنه إيمان ملتهب مشتعل قوى يقظ فى نفوس الإخوان المسلمين. كما يقول البنَّا فى رسالة المؤتمر الخامس، تحت عنوان: «الإخوان والقوة» شعار الإسلام فى كل نظمه وتشريعاته، فالقرآن

الكريم ينادى فى وضوح وجلاء «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوا الله وعدوكم».

ويبرر البنا لفكرة استخدام العنف بما أسماه نظرية «السيف فى الإسلام»، والتى يوضح فيها أن الإسلام انتشر بالقوة من أجل هداية البشرية الضالة، ويقول: «وما كانت القوة إلا كالدواء المر الذى تحمل عليه الإنسانية العابثة المتهالكة حملاً ليرد جماحها ويكسر جبروتها وطغيانها، وهكذا نظرية السيف فى الإسلام، فلم يكن السيف فى يد المسلم إلا كالمشرط فى يد الجراح لحسم الداء الاجتماعي».

بينما يؤصل سيد قطب للعنف والجاهلية فيقول: «إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم، قاعدة التعامل فيه هى شريعة الله والفقه الإسلامي». ويقول فى كتابه «معالم فى الطريق»: «نحن اليوم فى جاهلية كالجاهلية التى عاصرها الإسلام أو أظلم، كل ما حولنا جاهلية، تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم، حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية وفلسفة إسلامية وتفكيرًا إسلاميًا هو كذلك من صنع هذه الجاهلية».

وقد كانت هذه النصوص ملهمة لأجيال عديدة تبنت استراتيجية العنف المسلح، وتوظيف الإسلام فى الوصول للسلطة، ليسوا عابئين بما تخلف أعمالهم تجاه الأمة العربية والإسلامية من جرائم ودماء سالت تجاه المدنيين، ورجال الدولة منذ ثلاثينيات القرن الماضى.

فخرج من رحم الفكر التكفيرى، لكل من؛ حسن البنا، وسيد قطب، تنظيم «65» الذى كان بمثابة الامتداد الحقيقى للتنظيم الخاص المسلح، ثم تنظيم «التكفير والهجرة»، وتنظيم «الناجون من النار» وجماعة «التوقف والتبين»، وتنظيم «الشوقيون» وتنظيم «الجهاد المصري»، ثم «الجماعة الإسلامية».

 

 

 

 

فى اجتماع للتنظيم الدولى فى تركيا

 

خطة سياسية للتمكين والوصول للحكم على المستويين المحلى والدولى

 

 

  • بدأها الإخوان فى عام 1991 عندما تقدم مصطفى مشهور بتقييم للمرحلة الماضية ووضع رؤية جديدة للتنظيم
  • الأجهزة الأمنية المصرية،  حصلت على «خطة التمكين» عام 1992 ضمن مضبوطات القضية المعروفة إعلاميّا بـ«سلسبيل»
  • شركة سلسبيل أسسها خيرت الشاطر وحسن مالك وتعمل فى مجال الحاسبات وكانت تُمثل ذراعًا اقتصاديًّا لنشاط الإخوان

 

  • تفاصيل خطة الوصول للحكم عن طريق تأهيل العناصر والقيادات الإخوانية وإشاعة الفوضى لإسقاط النظام ثم التمكين

 

  • شعار «الإسلام هو الحل»  استخدم كطرح أيديولوجى، ليصبح الإخوان وحدهم ممثلين لتيار الإسلام السياسى

 

  • تصفية كل الجماعات والتكتلات الإسلامية فى الساحة بالضم والتفريغ والاحتواء لينفرد الإخوان بساحة الإسلام السياسى

 

 

  • عهد السادات كان بمثابة قبلة الحياة للإخوان بعد أن تحطم كيانهم التنظيمى داخل السجون
  • التخطيط لـ«مذبحة الفنية العسكرية» عام  1974 والتى استهدفت اغتيال رئيس الدولة، والسيطرة على الأجهزة التنفيذية وإعلان مصر دولة إسلامية
  • السادات منحهم الضوء الأخضر للتحرك داخل المجتمع لكن نهايته جاءت على يد عناصر من الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد المصري

 

  • ؛ حيث تربى غالبيتهم فى أحضان الجماعة الأم التى زرعت فى عقولهم الفكر التكفيرى وشرعنة العمل المسلح.
  • العلاقة بين مبارك والجماعة مرت بنوع من تبادل المصالح بين الطرفين
  • البنا فى «رسالة التعاليم» : الإخوان سيستخدمون القوة ويلجئون إلى العنف عندما يقف المجتمع فى وجههم ويرفض اتباع تعاليمهم وطريقتهم فى الحكم
  • مهدى عاكف أعلن فى 2006 أن الجماعة مستعدة لإرسال عشرة آلاف مقاتل إلى لبنان للقتال إلى جانب حزب الله
  • الجماعة تورطت فى اقتحام السجون المصرية فى أحداث يناير 2011

 

 

 

 

 

بدأ الإخوان فى عام 1991 بوضع خطة سياسية للتمكين والوصول للحكم، على المستويين المحلى والدولى، وكان ذلك فى اجتماع للتنظيم الدولى فى تركيا، عندما تقدم مصطفى مشهور مرشد الجماعة وقتها، بتقييم للمرحلة

الماضية للإخوان، ووضع رؤية جديدة للتنظيم.

ووفقًا لـ«خطة التمكين» التى حصلت عليها الأجهزة   الأمنية المصرية، عام 1992 ضمن مضبوطات القضية المعروفة إعلاميّا بـ«سلسبيل» - وهى شركة أسسها خيرت الشاطر وحسن مالك، وتعمل فى مجال الحاسبات، وكانت تُمثل ذراعًا اقتصاديًّا لنشاط الإخوان - فإنها كانت تتمحور حول؛ الاحتواء، عبر توظيف أجهزة الدولة لتحقيق أهداف الجماعة، والتعايش بالعمل على التأثير على الواقع المحيط، بما يجعل النظام حريصًا على استمرار وجود الإخوان، والتحييد عبر إشعار النظام بأن الجماعة لا تُمثل خطرًا عليه. وكانت «خطة التمكين» تُعَوّل على الوصول للحكم بتطبيق ثلاثة محاور رئيسية، وهي؛ تأهيل العناصر والقيادات الإخوانية، وإشاعة الفوضى لإسقاط النظام، وبعد التأهيل والإسقاط يأتى التمكين.

كما تم الكشف عن منشور وُزِّع على المكاتب الإدارية للتنظيم، بعد وضع خطة التمكين، تحت مسمى «فتح مصر»، يقوم على محورين أساسيين؛ الأول نظرى، والثانى حركي؛ حيث يستند الجانب النظرى على التَّحول من السريّة إلى العلنيّة، وإثارة حالة من الجدل، والحضور الإعلامى حول الإخوان كجماعة وكيان سياسى، وحول شعار «الإسلام هو الحل» كطرح أيديولوجى، ليصبح الإخوان وحدهم ممثلين لتيار الإسلام السياسى. أما «الجانب الحركي» الميدانى فيركز على تصفية كل الجماعات والتكتلات الإسلامية فى الساحة، بالضم والتفريغ والاحتواء، لينفرد الإخوان بساحة الإسلام السياسى.

وتجدر الإشارة إلى أن مرحلة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات كانت بمثابة قبلة الحياة للإخوان بعد أن تحطم كيانهم التنظيمى داخل السجون، عقب تورطهم فى أعمال العنف المسلح مثل؛ محاولة اغتيال الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر فى حادث المنشية، وإحياء التنظيم الخاص فيما سمى بقضية «تنظيم 65»، الذى قامت مبادئه على نظرية التغيير من أعلى، أو المواجهة المسلحة المباشرة مع رئيس الدولة، ورموز النظام الحاكم.

كما تم التخطيط لـ«مذبحة الفنية العسكرية» فى يوم 18 أبريل 1974 التى استهدفت فى المقام الأول اغتيال رئيس الدولة، والسيطرة على الأجهزة

التنفيذية، وإعلان مصر دولة إسلامية، لكنها باءت بالفشل؛ وذلك تحت إشراف حسن الهضيبى وزينب الغزالى. وصدر الحكم بإعدام صالح سرّية، وكارم الأناضولى، وطلال الأنصارى، لكن الرئيس السادات قرر تخفيف الحكم الصادر على الانصارى إلى المؤبد، وطويت صفحة من تاريخ أول تنظيم إسلامى جهادى انقلابى فى مصر.

وبعدها حاول الرئيس السادات توظيف الإخوان، وتقديمهم للشارع كأحد أدوات السياسة المصرية، بهدف القضاء على التيار الشيوعى، فمنحهم الضوء الأخضر للتحرك داخل المجتمع فى مختلف القطاعات، لتكون نهايته على يد عناصر من الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد المصري؛ حيث تربى غالبيتهم فى أحضان الجماعة الأم التى زرعت فى عقولهم الفكر التكفيرى وشرعنة العمل المسلح.

وبالنسبة للعلاقة بين الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، وجماعة الإخوان فقد مرت بنوع من تبادل المصالح بين الطرفين، وهو ما أتاح للتنظيم التغلغل بقوة فى مفاصل الدولة على أكثر من مستوى، والاتجاه لإعادة بناء الخلايا المسلحة تحت مسمى القوة الضاربة أو نسبة الـ30 % من قوة التنظيم وفقًا لما أرساه حسن البنا، من ضرورة تحقيق قوة الساعد والسلاح، إذ يقول فى «رسالة التعاليم» من أن الإخوان سيستخدمون القوة، ويلجئون إلى العنف، عندما يقف المجتمع فى وجههم، ويرفض اتباع تعاليمهم وطريقتهم فى الحكم.

وهو ما عبر عنه صراحة المرشد السابع مهدى عاكف فى أغسطس 2006 من أن الجماعة مستعدة لإرسال «عشرة آلاف مقاتل» إلى لبنان للقتال إلى جانب حزب الله، ثم تلاها العرض العسكرى لطلاب الإخوان فى جامعة الأزهر فى ديسمبر 2006، يضاف إلى ذلك تورط الجماعة فى اقتحام السجون المصرية فى أحداث يناير 2011، وما تلاها من أحداث.

 

 

 

 

 

ثورة 30 يونيو أربكت القيادات وأسقطت

الأقنعة وفضحت التوجهات السرية ل " الإرهابية "

 

 

 

  • الجماعة أعلنت حالة من التعبئة والشحن المستمر لدفع القواعد التنظيمية لحمل السلاح ضد مؤسسات الدولة بعد ثورة 30 يونيو
  • الجماعة  قدمت عشرات الدراسات والأبحاث التى أوصت  ب " شرعنة " استخدام العنف المسلح

 

  • سقوط الإخوان شعبيًا وسياسيًا، دفعهم لما يسمى بـ«فقه الاستضعاف» وهى مرحلة يتحول فيها التنظيم من «الخلايا الهيكلية، إلى «الخلايا العنقودية»

 

  • الخطة تعتمد على تصفية الحسابات وتفكيك الجبهة الداخلية للدولة المصرية وزعزعة الاستقرار الداخلى

 

  • تشكيل أعداد كبيرة ومتنوعة من الحركات المسلحة تحت مسميات مختلفة بهدف تشتيت جهود الأجهزة الأمنية المصرية

 

  • تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية ضد رموز الدولة
  • محاولة وقف الملاحقات الأمنية لكيانات الجناح المسلح للإخوان من قبل أجهزة الدولة مثل؛ حركة «حسم»، و«لواء الثورة»، و«العقاب الثوري»

 

  • الجماعة تتعمد التنصل من علاقتها بالحركات المسلحة والعمليات الإرهابية التى نفذتها الحفاظ على صورتها أمام الرأى العام والمجتمع الدولى

 

  • بعد تنفيذ التنظيم الخاص عدد من الاغتيالات السياسية أصدر حسن البنا بيانًا تحت عنوان: «ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين»

 

  • بالاسماء : قائمة المنظمات الحقوقية الممولة من الدول الراعية للإرهاب مثل تركيا وقطر لتلفيق التهم ونشر الأكاذيب التى تشوه صورة النظام المصرى
  • عقد الاجتماعات مع شخصيات مؤثرة فى الحكومات الأوروبية بهدف قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع مصر
  • تكوين منصات إعلامية وصفحات على السوشيال ميديا والقنوات الفضائية بهدف نشر الأكاذيب وزعزعة استقرار الأوضاع الداخلية

 

 

 

 

شهدت الفترة الزمنية التى أعقبت سقوط حكم الإخوان فى 30 يونيو، حالة من التعبئة والشحن المستمر لدفع القواعد التنظيمية لحمل السلاح ضد مؤسسات الدولة، وقدمت الجماعة عشرات الدراسات والأبحاث التى أوصت،

وشرعنت استخدام العنف المسلح، وهو ما اعتبره البعض خروجًا عن الطريق السياسى الذى اتخذته الجماعة، وكذلك تجاوزًا لخطابها الإعلامى الموجه للشارع المصرى، ودورها فى الشراكة السياسية التى تمتعت بها منذ عهد الرئيس السادات.

الحقيقة أن جماعة الإخوان، لم تخرج عن أدبياتها ومشروعها الأساسى فى توظيف العنف لتحقيق مصالحها على مدار تاريخها، لكن ثورة 30 يونيو أربكت قياداتها، وأسقطت أقنعتهم، وفضحت توجهاتهم السرية، واعتمادهم لخطابين أحدهما؛ معلن يخاطب العقل الجمعى المصرى، فى إطار السلمية الاجتماعية، من باب الخداع والتزييف والتملق وصولًا لمآربها فى تنفيذ مرحلة «التمكين» التى رسمها بدقة حسن البنا وفق استراتيجية «أستاذية العالم». بينما الخطاب الثانى فهو سرى، وموجه للقواعد التنظيمية؛ حيث تم صياغته فكريًا وثقافيًا وفق أدبيات الجماعة، وأهداف مشروعها فى السيطرة على المجتمع والوصول للسلطة.

وفى ظل سقوط الإخوان شعبيًا وسياسيًا، اتجهوا لما يسمى بـ«فقه الاستضعاف» وهى مرحلة يتحول فيها التنظيم من «الخلايا الهيكلية، إلى «الخلايا العنقودية»، ويعتمد فيها علىعدة مسارات مختلفة، يهدف من خلالها إلى تصفية الحسابات، وتفكيك الجبهة الداخلية للدولة المصرية، وزعزعة الاستقرار الداخلى، ومحاولة إيجاد دوائر، وحواضن شعبية تساهم فى تدعيم فكرته، ومشروعه مرة أخرى، ويمكن توضيح ذلك عبر المسارات التالية:

أ- الجهاد المسلح:

أول هذه المسارات، هو مسار الجهاد المسلح؛ وذلك عن طريق تشكيل أعداد كبيرة، ومتنوعة من الحركات المسلحة تحت مسميات مختلفة؛ بهدف تشتيت جهود الأجهزة الأمنية المصرية، وتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية ضد رموز

الدولة، وتصفية الحسابات مع الخصوم، ومحاولة وقف الملاحقات الأمنية لعناصره من قبل أجهزة الدولة، مثل؛ حركة «حسم»، و«لواء الثورة»، و«العقاب الثوري»، وغيرها من كيانات الجناح المسلح للإخوان.

وفى الوقت نفسه تتعمد الجماعة التنصل من علاقتها بهذه الحركات المسلحة،

والعمليات الإرهابية التى نفذتها، والتبرؤ من فاعليها؛ بهدف الحفاظ على صورتها أمام الرأى العام، والمجتمع الدولى، والظهور بمظهر السلمية، وهو أسلوب اعتادت عليه الجماعة منذ نشأتها عندما نفذ التنظيم الخاص عدد من الاغتيالات السياسية، ثم أصدر حسن البنا بيانًا تحت عنوان: «ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين».

ب- الجهاد السياسي:

يتمثل المسار الثانى، فى الجهاد السياسى والضغط الدولى على النظام المصرى، من قبل الحكومات الأوروبية، وتشكيل عدد كبير من المنظمات الحقوقية الممولة من الدول الراعية للإرهاب - تركيا وقطر - مثل «المصريون الأمريكيون للديمقراطية وحقوق الإنسان»، «الائتلاف العالمى للحقوق والحريات»، و«المصريين فى الخارج من أجل الديمقراطية»، وذلك بهدف تلفيق التهم ونشر الأكاذيب التى تشوه صورة النظام المصرى، أمام دوائر صنع القرار الأوروبية والأمريكية، وعقد الاجتماعات مع شخصيات مؤثرة فى الحكومات الأوروبية؛ بهدف قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع مصر.

ج- الجهاد الإلكترونى والإعلامي:

يتمثل المسار الثالث، فى الجهاد الإلكترونى والإعلامي؛ وذلك من خلال تكوين منصات إعلامية وصفحات على السوشيال ميديا والقنوات الفضائية، مثل «مكملين» و«الشرق؛ وذلك بهدف نشر الأكاذيب، وهدم كل الخطوات التى تنفذها الحكومة المصرية، وزعزعة استقرار الأوضاع الداخلية، وصنع رأى عام دولى مُزيف، ومعادى للسياسة المصرية، وكذلك تفتيت الجبهة الداخلية، ومحاولة فقد الثقة المتبادلة بين المواطن، والحكومة المصرية.

 

 

 

الإختلاسات المالية لقيادات التنظيم فى تركيا

وبريطانيا تشعل الإنشقاقات داخل الجماعة

 

  • الجماعة سوف تتجه إلى إعادة ترتيب أوراقها وفق «استراتيجية دار الأرقم» أو ما يطلق عليه «التربية والدعوة السرية»

 

  • محمود حسين  : الجماعة تجرى مراجعات داخلية تستهدف الإجابة على التساؤلات الخاصة بمشاكل وأزمات الجماعة منذ سقوط حكم الإخوان فى مصر

 

 

  • محاولات لإقناع المجتمع الدولى والرأى العام المصرى بإضطهاد الجماعة من قبل الأنظمة السياسية

 

  • الدراسات التى شرعنت للعنف المسلح كانت بتوافق بين قيادات الصف الأول للجماعة

 

  • (  العقول البيضاء ) استراتيجية تستخدمها الجماعة لاستقطاب الأجيال الجديدة من جانب القطاعات الطلابية والمراهقين

 

  • اختراق وزارة التربية والتعليم ومؤسساتها والمراكز التعليمية بمئات المدرسين المنتمين للتنظيم والسيطرة على هيئات التدريس بالجامعات المصرية

 

 

 

فى إطار اتجاه الجماعة إلى مشروع العنف المسلح بشكل واضح، وإلقاء القبض على قيادات الصف الأول والثانى، وهروب عدد كبير من عناصرها إلى تركيا وقطر، فقد انتابها حالة من الخلافات والصراعات الداخلية بين قواعدها، انقسمت على إثرها إلى جماعتين، إحداهما؛ تمثل القيادة التاريخية

المسيطرة على التنظيم بقيادة القائم بأعمال المرشد الدكتور محمود عزت، والجبهة الأخرى ضمت العناصر الشبابية التى التفت حول مشروع الدكتور محمد كمال المشرف على الجناح المسلح عقب سقوط حكم الإخوان فى مصر، والذى قتل فى مواجهات مسلحة مع قوات الشرطة فى شهر أكتوبر 2016.

بالإضافة لما سبق فقد اتسعت دائرة الانشقاقات نتيجة الاتهامات، والفضائح المالية، التى تصدرت الحالة الداخلية للجماعة عقب تسريبات كشفها القيادى الإخوانى أمير بسام، والتى تحدثت عن اختلاسات مالية من قبل قيادات الجماعة فى تركيا، وبريطانيا؛ حيث شهد على إثرها التنظيم حالة من الانشقاقات المتتالية.

ويمكن توضيح أهم التكتيكات التى تعتمدها الحركة من

أجل العودة على النحو التالي:

أ- استراتيجية دار الأرقم:

فى إطار سعى الجماعة للعودة للمشهد السياسى مرة أخرى، وفى ظل العقبات التى تواجهها سواء على مستوى الملاحقات الأمنية، أو على مستوى الرفض المجتمعى لها، فإنها تعتمد العمل السرى، الذى أجادته عبر تاريخها فى الصراع مع الأنظمة الحاكمة.

ومن ثم فإن الجماعة ستتجه إلى إعادة ترتيب أوراقها، وما تبقى من عناصرها وفق «استراتيجية دار الأرقم»، أو ما يطلق عليه «التربية والدعوة السرية» فى محاولة لصناعة تكوينات فكرية لعناصرها، تطرح خلالها العديد من الإشكاليات التى لحقت بها، وتعثرها على المستوى السياسى، الاجتماعى والتنظيمى، تحت مسمى «المراجعات التنظيمية»، وهى الأطروحات التى كشف عنها الأمين العام للجماعة محمود حسين مؤخرًا، من أن الجماعة تجرى مراجعات داخلية، وهى مراجعات تستهدف الإجابة على التساؤلات الخاصة بمشاكل، وأزمات الجماعة منذ سقوط حكم الإخوان فى مصر، لكنها فى النهاية لن تكون مراجعات فكرية تستهدف أدبيات الجماعة أو مشروعها، بقدر ما هى مبررات فى إطار مظلومية الجماعة، واضطهادها من قبل الأنظمة السياسية.

ب- دعاة لا قضاة:

عادة ما تلجأ الجماعة إلى غسل سمعتها، عند وصمها بالتكفير والعنف المسلح، من خلال طرح ينتقد الفكر التكفيرى ونهج العنف المسلح؛ بهدف مواجهة قضية تجفيف منابع «الاستقطاب والتجنيد»، ومحاولة التأكيد على أن كل من انشق عن ذلك فإنه خرج عن الإطار السلمى لمشروع حسن البنا، مثلما فعلت من قبل فى احتواء تيارات التكفير التى انبثقت من رحم التنظيم فى الستينيات من القرن الماضى داخل السجون، على سبيل المثال؛ سيد قطب، وشكرى مصطفى، وترجمت ذلك فى كتاب «دعاة لا قضاة» الذى قدمه المرشد الثانى حسن الهضيبى.

ومن ثم أشاعت الجماعة أنها اتخذت عدة قرارات بفصل العناصر المتمردة على ضوابط التنظيم، كنوع من «المراجعات التنظيمية» رغم أنها شملت فى باطنها على قرارات تستهدف خصوم، ومعارضى الجبهة التاريخية المهيمنة على مختلف الملفات لاسيما المالية، وهو نوع من التزييف للحقائق إذ إن مختلف الدراسات التى شرعنت للعنف المسلح، كانت بتوافق بين قيادات الصف الأول للجماعة، ولم ينفرد بصياغتها الدكتور محمد كمال، الذى لعب دور المشرف على معسكرات الطلائع المسلحة. وهذا الطرح يأتى فى إطار الخطاب المعلن الموجه للشارع المصرى، ويختلف كلية عن الخطاب السري

الموجه للقواعد التنظيمية.

ج- العقول البيضاء:

وهى استراتيجية تستخدمها الجماعة لاستقطاب الأجيال الجديدة، ويسهل التأثير عليها، من جانب القطاعات الطلابية والمراهقين، الذين لم يتأثروا بفاتورة ثورة يناير 2011، وكانت أعمارهم حينها تتراوح ما بين الـ10 و15 عامًا تقريبًا، ولم يدركوا أية أبعاد سياسية أو اقتصادية للأوضاع الداخلية. وبعض هذه العناصر يتم استقطابها فكريًا، وفق استراتيجية «دار الأرقم»، التى يتبعونها وقت الأزمات، فوقعوا ضحية فى شباك الجماعة، ومشروعها عن طريق اختراقهم لوزارة التربية والتعليم ومؤسساتها، والمراكز التعليمية بمئات المدرسين المنتمين للتنظيم، وسيطرتهم على هيئات التدريس بالجامعات

المصرية.

إضافة للعناصر ذات صلة نسب بالقواعد التنظيمية للجماعة، أو لقياداتها، (أبناء قيادات الصفين الأول والثاني)، أو لدوائر الربط العام، أو للدوائر المتعاطفة والمنخدعة مع مشروع الإخوان، أو للعناصر المسجونة حاليًا (أبناء المسجونين) والمتهمين فى قضايا العنف.

د- لم الشمل:

وهى استراتيجية تحاول من خلالها الجماعة، العمل على إعادة تموضعها مرة أخرى داخل الشارع عن طريق ما يعرف بـ«لم الشمل» أو «الاستقطاب الإخواني؛ أى عودة العناصر التى اتخذت الفرار من أجل التخلى عن الجماعة ومشروعها؛ خشية من الملاحقات الأمنية أو نتيجة لحالة التخبط والفشل الذريع من قبل القيادات فى إدارة التنظيم سياسيًا واجتماعيًا، لاسيما المرحلة التى أعقبت ثورة 30 يونيو 2013. خاصة أن هذه العناصر مازالت تحمل الفكرة الإخوانية ولم تتطرق لانتقادها، لكن لديهم بعض التحفظات على سوء الإدارة داخل التنظيم.

 

 

 

 

خطة بقاء التنظيم  " سرياً " وإعادة هيكلته الداخليه

 

 

  • «قسم الأخوات»  كان اللاعب الرئيسى فى «التقارير المفبركة» التى تصدرها منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأمريكية، لتشويه سمعة الدولة المصرية
  • تدريب الشباب على ما يعرف بـ«فقه الأمنيات» وهو التدريب على الهروب من الملاحقات التى تجريها الأجهزة الأمنية على العناصر التنظيمية
  • التغلغل فى بعض مؤسسات الدولة الحيوية خاصة المؤسسات التعليمية بهدف التأثير على الأجيال الجديدة

 

  • التنظيم مازال يحتفظ بعدد من المشاريع الاقتصادية عن طريق ما يسمى بـ«أوراق الضد»

 

  • استمرار تنوع مصادر التمويل سواء من خلال الاشتراكات الشهرية أو التبرعات أو الزكاة

 

  • محمود عزتومحمود حسين وإبراهيم منير ، يسيطرون على الملف المالى للتنظيم

 

 

 

يمكن القول إنه يوجد عدد من العوامل التى تسهم فى بقاء التنظيم سريًا، وتزيد من قدرته فى ترتيب هيكله الداخلي؛ وذلك على النحو التالي:

أ- التنظيم النسائي:

يعد المكون النسائى، أحد الروابط القوية فى الحفاظ على قوام تنظيم الإخوان داخليًا، فى ظل الانهيار والانشقاق الذى ضرب الجماعة منذ 30 يونيو 2013، وقد لعب «قسم الأخوات» دورًا حيويًا فى إعادة بناء التنظيم خلال مرحلة الستينيات من القرن الماضى، أو ما عرف فى أدبيات الجماعة بـ«المحنة الثانية» أو تنظيم «65».

فعكس اللجان التنظيمية الأخرى، تمكن «قسم الأخوات» من عملية الهيكلة، وعقد الاجتماعات الدورية، ولقاءات «الأسر التربوية» الخاصة بهن، نظرًا لسهولة التقائهن فى المنازل والشقق السكنية الخاصة، بحكم ارتباط أغلبهن بعلاقة مصاهرة ونسب، تجعل من ارتباطهن وتشابكهن قويًا، وفاعلاً فى خدمة

التنظيم الأم وكان «قسم الأخوات» اللاعب الرئيسى فى «التقارير المفبركة» التى تصدرها منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأمريكية، لتشويه سمعة الدولة المصرية.

ب- الروابط الأسرية:

تنظيم الإخوان قائم على العلاقات الأسرية المتشابكة التى تمنحه نوعًا من البقاء والاستمرارية، فى ظل الشراكة الاقتصادية بين بعض هذه العائلات.

ج- خبرة العمل السري:

جماعة الإخوان منذ نشأتها وهى تجيد العمل فى الخفاء والسر، وتدرب شبابها على ما يعرف بـ«فقه الأمنيات» وهو التدريب على الهروب من الملاحقات التى تجريها الأجهزة الأمنية على العناصر التنظيمية؛ وهى استراتيجية تتعلق بالتنظيمات السرية، التى تخفى وتبطن العديد من أهدافها بعيدًا عن المشهد الحقيقى لتحركاتها المعلنة.

ونتيجة لفشلها فى تحقيق بقائها على قمة المشهد السياسى، فإنها تلجأ لما يسمى بـ«الكمون التنظيمي» لحين الوصول للمساحة الجماهيرية من خلال نظرية «التغيير من أسفل» والقائمة على الاستقطاب المجتمعى للمشروع الإخوانى، والتغلغل فى بعض مؤسسات الدولة الحيوية لاسيما المؤسسات التعليمية من مدارس، وجامعات، والتى تستهدف التأثير على الأجيال الجديدة.

د- التمويل المالي:

يعد المال العصب الرئيسى لأى نشاط تنظيمى، ورغم مصادرة الحكومة المصرية لعدد كبير من الكيانات الاقتصادية التابعة للتنظيم، فإنه مازال يحتفظ بعدد من المشاريع الاقتصادية، عن طريق ما يسمى بـ«أوراق الضد» أو عن طريق المشاريع المشتركة مع العناصر المتعاطفة مع الجماعة، أو التى ترتبط بها بعلاقات نسب، وهى مشاريع تدر أرباحًا مالية كبيرة. يضاف إلى ذلك تنوع مصادر التمويل سواء من خلال الاشتراكات الشهرية، أو التبرعات، أو الزكاة، ومعظم هذه الأموال تأتى غالبًا من الإخوان المصريين العاملين فى الخارج، إضافة للدعم والتمويل القادم من الدول والأجهزة الراعية للإرهاب. كما أن التنظيم الدولى ومؤسساته يمثل مصدرًا هامًا فى التمويل، لاسيما أن

التيار القطبى بقيادة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، وإبراهيم منير، نائب المرشد والمتحدث باسم الإخوان فى الغرب، يسيطرون جميعهم على الملف المالى للتنظيم.

من مجمل ما سبق يمكن القول إن تنظيم الإخوان المسلمين انتقل من مرحلة «التمكين» التى سعى إليها على مدار أكثر من تسعين عامًا، ليدخل فى مرحلة «الاستضعاف» ومن ثم سيكون الطريق المباشر هو العمل السرى التدريجى، فى إطار سعيه للبقاء، وكذلك طموحه فى العودة مرة أخرى للمشهد السياسى.

 


مقالات مشتركة