البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

د.محمد صالح يكتب   2020-02-27T01:32:36+02:00

كارثة مصرية إسمها الفتنة الرياضية !!!

د. محمد أحمد صالح

يقول النبي صلى الله عليه و سلم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق  " .

ويقول أمير الشعراء أحمد شوقى :

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .

 أردت الإستشهاد  بهذه الكلمات النبوية  والأبيات الشعرية للحديث عن الأخلاق  التى تتمثل فى  الأفعال و الأقوال الحميدة التي تهدف إلى بناء مجتمع إنساني فاضل ، و هي عنوان الشعوب ، و أساس كل حضارة راقية ؛ لأنها دائماً تغير الواقع الحالي إلى الأفضل .

هذه المقدمة كانت ضرورية لنبدأ به حديثنا فى قضية الإنفلات والإنهيار الأخلاقى  الذى حدث فى المجتمع المصرى وتزداد درجاته وخطورته يوماً بعد يوم .

هذا الإنهيار الأخلاقى سببه الرئيسى غياب القدوة سواء فى داخل الأسرة أو المدرسة والجامعة وكذلك فى الفن والثقافة والرياضة والسياسة .

وسوف نركز  حديثنا اليوم عن قضية الفتنة الرياضية وما يصاحبها من إنهيار أخلاقى وصل لحد السباب والشتائم بالألفاظ النابية والخادشة للحياء العام سواء فى الملاعب أو عبر شاشات الفضائيات على الهواء مباشرة .

كما وصل هذا الإنفلات إلى ذروته من خلال ما يسمى ب " التحفيل " فى الأوساط الرياضية خاصة بين مشجعى الأندية الكبرى على صفحات مواقع التواصل الإجتماعى .

 

ولعل أكبر دليل على زيادة حدة وخطورة هذا التحفيل ، تأكيد الأزهر للفتوى، أن التحفيل بين جماهير الكرة حرام شرعا؛ فهو يشجع على الفتن داخل المجتمع.

وأشار المركز إلى أن النبي  صلى الله عليه وسلم نهى عن نِطاح الكِباش ومهارشة الديكة؛ إذ كانوا قديما يحضرون الأغنام لتناطح بعضها، كي يضحك الناس، إلى أن حرمها النبي- صلى الله عليم وسلم- لأنها تبعث على الفتنة ، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"، والمولى عز وجل قال "والفتنة أشد من القتل" و"الفتنة أكبر من القتل".

كما حذر مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية من التعصب الرياضى مؤكدا أن آثاره السلبية تُهدد السِّلم المُجتمعي، وموضحا أن مع إباحة الإسلام الحنيف لممارسة الرياضة والأخذ بأسباب اللياقة البدنية، والقوة الجسمية؛ إلا أنه وضع ضوابطَ للألعاب البدنية يحافظ اللاعب من خلالها على دينه، ونفسه، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره؛ بما فى ذلك منافسه.. ليس هذا محل بسطها.

كما جعل مراعاة هذه الضوابط كاملة أمرًا لا ينفك عن حكم الإباحة المذكور؛ بحيث لو أُهدرت، أو أُهدر أحدُها بما يبعث على الانحرافات الأخلاقية والسلوكية، أو الفتنة؛ ومن ثمّ الفرقة، وقطع أواصر الترابط فى المجتمع؛ كان ذلك مُسوّغًا للتحريم.

 

 

وكشف المركز أن المُتابع الجيد لمباريات كرة القدم وأحداثها مُؤخرًا يرى ممارسات سلوكية غير أخلاقية؛ سواء على الشّاشات التلفزيونية، أو على صفحات مواقع التّواصل الاجتماعي؛ تضمنت إشارات بذيئة، وألفاظًا نابية، وأوصافًا مشينة، لا تتناسب مع تاريخ أمتنا وثقافتنا، أو حضارتنا؛ بل لا تعدو كونها انحرافات واضحة عن الطريق المستقيم، وحيدة عن أصالتنا وقِيمنا.

وحذر المركز من تكرار مشهد التعصب البغيض ، مُناشدًا مسؤولى منظومات الرياضة أن يواجهوا هذا التّعصب الرّياضى بوسائل توعويّة وعقابيّة تمنعه بالكلية.

 

وبعد أن استعرضنا رأى الأزهر الشريف فى هذه القضية الخطيرة ، نشير إلى أن الأحداث التى شهدتها الساحة الرياضية مؤخراً تنذر بحدوث فتنة رياضية بين جماهير الأندية الكبرى فى مصر .

وفى تصورى الخاص أن هذه الفتنة لا تقل خطورة عن الفتنة الطائفية ، بل تعد أكبر وأخطر ونتمنى أن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة والسريعة فى هذا الشأن قبل فوات الآوان .

وهنا أشير إلى أن أهم أسباب إشتعال الفتنة الرياضية بين الملايين من جماهير الكرة ، وجود القنوات الرياضية خصوصاً التابعة للأندية الكبرى والتى لا تكف عن الهجوم على الأندية المنافسة بصورة مستفزة تؤدى إلى حدوث إحتقان لدى جماهير الأندية الآخرى .

وللاسف فإن هذه القنوات لا تلتزم بالضوابط المهنية والأخلاقية التى تتضمنها مواثيق الشرف الإعلامية ، ولذلك نطالب كافة الجهات المعنية  وفى مقدمتها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بضرورة التدخل على وجه السرعة لمنع مثل هذه التجاوزات المشينة التى تهدد بكوارث قد لا تحمد عقباها بين جماهير الكرة المصرية خلال الفترة القادمة .

لذلك أرى من الضرورة إعادة النظر فى هذه القنوات التى تؤجج الفتن وتشعل الصراعات والخلافات ، سواء عن طريق وجود رقابة فعليه على  كل ما يبث من خلالها ، أو إغلاقها إذا تطلب الأمر ذلك  ، لأن وجودها كان سبباً فى إثارة الفتن والقلاقل بين الملايين من المصريين بصورة أساءت لصورة مصر فى الخارج وأبعدت الرياضة عن الأهداف السامية التى وجدت من أجلها .

ياسادة ، القضية خطيرة والنتائج سوف تكون أكثر كارثية إذا لم يتم التدخل بحسم لوقف هذه المهازل التى تخطت كل الحدود وساهمت فى المزيد من التدنى الأخلاقى فى المجتمع المصرى .

 

 

 


مقالات مشتركة