وزير البترول: منتدى غاز شرق المتوسط نموذج ناجح لاستخدام الطاقة في تحقيق السلام بالمنطقة

أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، أن منتدى غاز شرق المتوسط يمثل نموذجا ناجحا للاستفادة من الطاقة في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة، مشيرا إلى أهمية توقيع دول المنتدى بالأحرف الأولى على الميثاق الخاص بإنشاء المنتدى كمنظمة دولية، وهو ما يؤكد أن المنتدي يمضي بخطوات ثابتة على الطريق الصحيح ليكون من المنظمات الدولية الفاعلة في مجال صناعة الطاقة، خاصة أن منطقة شرق المتوسط أصبحت محط أنظار العالم بعد الاكتشافات الضخمة للغاز الطبيعي في دولها، وأن الدول بدأت فعلياً تحت مظلة هذا المنتدى في العمل على الاستفادة بما لديها من فرص متميزة لتحقيق المنافع المشتركة واستثمار موارد الغاز والبنى التحتية لصالح رخاء ورفاهية الشعوب.

جاء ذلك خلال فعاليات المائدة المستديرة لقادة الأعمال بشأن منتدى غاز شرق المتوسط التي عقدت بواشنطن، والتي نظمتها الغرفة الأمريكية للتجارة بمشاركة رفيعة المستوى ضمت دان برويليت وزير الطاقة الأمريكي وفرانسيس فانون مساعد وزير الخارجية الأمريكي لموارد الطاقة ويوفال شتاينتس وزير الطاقة الإسرائيلي وستليوس هيموناس السكرتير الدائم لوزارة الطاقة القبرصية وأرماندو فاريتشيو السفير الإيطالي بالولايات المتحدة وأسامة مبارز رئيس اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز بالمنتدى وكوش تشوكسي نائب رئيس الغرفة الأمريكية للتجارة لشئون الشرق الأوسط، بالإضافة إلى حضور مسئولي وقيادات الغرفة الأمريكية للتجارة بواشنطن.

واستعرض وزير البترول، خلال جلسة العمل الأولى بالمائدة المستديرة، التطورات الأخيرة للتعاون الإقليمي في مجال الغاز الطبيعي وإسهام منتدى غاز شرق المتوسط الذي تم تأسيسه كمنظمة دولية مقرها القاهرة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والروابط التجارية في مجال الغاز الطبيعي بين دول المنطقة واستغلال الثروات الطبيعية ومواد الغاز لصالح شعوب المنطقة.

وناقش المشاركون، خلال الاجتماع، دور اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز التي تم إنشاؤها كمنصة حوار دائم داخل المنتدى وكيفية التعاون من خلالها بين الكيانات التنفيذية والحكومية من جهة والقطاع الخاص والشركات والمستثمرين من جهة أخرى؛ بما يسهم في تحقيق أهداف المنتدى بشكل فعال.

كما شارك الملا ضمن فعاليات المائدة المستديرة في حلقة حوارية وزارية رفيعة المستوى ضمت وزيري الطاقة بالولايات المتحدة وإسرائيل وأدارها فرانسيس فانون مساعد وزير الخارجية الأمريكي لموارد الطاقة، حيث أكد طارق الملا على أن المنتدى يوجه بضرورة إعطاء القطاع الخاص والشركات فرص لتنمية أعمالها والتوسع في العمل في أسواق ودول جديدة على المستوى الإقليمي، كما أن هناك توافقا على أهمية دورها في تطوير التكنولوجيات الجديدة لتطبيقها بالتعاون مع مراكز البحوث والتطوير والابتكار المتخصصة خاصة وأن التكنولوجيا توفر فرصاً لتخفيض تكاليف إنتاج الغاز الطبيعي من المناطق البحرية العميقة وتساعد على تذليل العقبات بهدف الوصول لمزيد من الاكتشافات الغازية في المستقبل.

واستعرض الملا العوامل التي مكنت مصر من إحداث تحول إيجابي في قطاع البترول والغاز والتي أدت إلى تحولها من دولة مستوردة للغاز المسال إلى دولة مكتفية ذاتيا ومصدرة له، لافتا أن مصر عملت في هذا الإطار على تذليل التحديات وتهيئة المناخ الاستثماري أمام الشركات العالمية من خلال إيجاد حلول لمشكلة تراكم مستحقات الشركاء الأجانب والالتزام بسدادها وكذلك مراجعة النماذج الاستثمارية لتحقيق التوازن وتعزيز الجاذبية الاستثمارية؛ مما ساهم في الإسراع بمشروعات تنمية وإنتاج الغاز الطبيعي وتحقيق اكتشافات ضخمة مثل حقل “ظهر” ووضعه على الإنتاج في وقت قياسي ليمثل علامة فارقة في تاريخ صناعة الغاز عالميا بفعل ما تحقق فيه من قدرة على الإنجاز ومعدلات إنتاج غير مسبوقة، مشيرا كذلك إلى تجربة مصر في تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي ناجح.

وأكد الملا أن القيادة السياسية الواعية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي وضعت نصب أعينها تذليل كافة التحديات وأخذت على عاتقها تنفيذ إصلاحات مهمة وسريعة ووفرت كافة السبل للنجاح وسرعة تنفيذ المشروعات لتكون من أهم العوامل الداعمة للنجاح والنقلة النوعية التي شهدها قطاع البترول والغاز في مصر.

من جانبه، أكد وزير الطاقة الأمريكي أن الولايات المتحدة تدعم منتدى غاز شرق المتوسط وأنه تفخر بكونها مرشحة للانضمام إليه بصفة مراقب، مؤكدا أن المنتدى يحقق أمن الطاقة وتوفير الغاز الطبيعي بتكلفة مناسبة، فضلا عن دفع مسارات السلام والازدهار والتنمية بالمنطقة، لافتا إلى أهمية تطور تكنولوجيا صناعة البترول والغاز في العالم والتي استفادت منها الولايات المتحدة وكذلك دول المنتدى في الوصول لاكتشافات الغاز الحالية وإطلاق العنان لمصادرها الوفيرة من الطاقة.

وأشاد الوزير الأمريكي بما شهده قطاع الطاقة في مصر من ازدهار خلال سنوات قليلة بالتزامن مع ما يشهده الاقتصاد المصري ككل من تقدم ملموس بفضل الإصلاحات التنظيمية الناجحة والسياسات السليمة.

وأعرب عن تطلع الولايات المتحدة لتعزيز التعاون الفني والتكنولوجي مع مصر في مجال الطاقة في ضوء إطلاق أول حوار استراتيجي في مجال الطاقة العام الماضي، مؤكدا استعداد بلاده لدعم صناعة الطاقة في مصر ونقل الخبرات الفنية والتكنولوجية، وذلك بالتعاون مع وزارتي البترول والكهرباء في مصر ومن خلال المركزين الوطنيين لتكنولوجيا الطاقة والطاقة المتجددة بالولايات المتحدة.

ودعا الوزير الشركات الأمريكية الكبرى إلى مواصلة استثمار الفرص الهائلة التي تحظى بها منطقة شرق المتوسط وتكثيف جهود التعاون والعمل عن قرب مع منتدى غاز شرق المتوسط لتحقيق الفائدة لجميع الأطراف ودعم جهود المنتدى كنموذج ناجح للتعاون والشراكة وتحقيق الازدهار، مشيرا إلى أن الشركات الأمريكية لها سجل ناجح في مصر وتواصل التوسع في أعمالها في قطاع البترول والغاز سواء شركة أباتشي أو اكسون موبيل وشيفرون وكذلك شركة بكتل التي وقعت اتفاق لمشروع ضخم للتكرير والبتروكيماويات مؤخرا.

من جهة أخرى، عقد الملا جلسة مباحثات ثنائية مع وزير الطاقة الأمريكي لبحث العلاقات بين البلدين في مجال البترول والغاز على المستوى الاستراتيجي بين الحكومتين، وكذلك استثمارات الشركات الأمريكية في مصر في مختلف مجالات البترول والغاز، كما تم استعراض آخر مستجدات منتدى غاز شرق المتوسط ودورها المحوري في استغلال ثروات الغاز شرق المتوسط بالتعاون مع الشركات العالمية، وتم الاتفاق على استكمال جلسات الحوار الاستراتيجي في مجال الطاقة بين الجانبين والتي بدأت بالقاهرة في سبتمبر الماضي؛ بما يدعم زيادة التعاون بين البلدين في مجال البترول والغاز.