الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية       وزارة المالية : الدولة ليس من دورها إدارة الأصول العقارية       أخبار سارة للموظفين.. المالية تعلن تبكير صرف مرتبات شهر يوليو 2024       بالأرقام الرسمية .. إصدار 32.5 مليون قرار علاج على نفقة الدولة       وزارة العمل تُحذر المواطنين بعدم التعامل مع الشركات والصفحات وأرقام الهواتف الوهمية       إطلاق دورى رياضى لأبناء الأسر في قرى ( حياة كريمة ) تحت شعار ( أنت اقوى من المخدرات )       أخبار سارة : مصر تستهدف إنتاج 800 ألف أوقية ذهب عام 2030  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

رئيس التحرير يكتب   2020-03-24T21:41:45+02:00

الحروب الجرثومية .. حقائق أغرب من الخيال !!!

محمد طرابيه

 

ليس هناك أدنى شك فى أنه لا توجد أزمة وحدت العالم كله على الإهتمام بها  فى العصر الحديث أكثر من أزمة فيروس كورونا ، نظراً لأن نتائجها الكارثية طالت جميع دول العالم المتقدمة منها والنامية .

وبعيداً عن الحديث حول أعداد الضحايا والوفيات فى مصر والعالم ، واللقاحات الجديدة لعلاج المرض اللعين ومدى فعاليتها ؟ سوف نركز الحديث  فى السطور القادمة حول العالم الخفى لهذه الحرب الجرثومية أو الجيولوجية لنتعرف على تاريخها  وأشكالها المتنوعة وسيناريوهاتها المستقبلية وكيفية مواجهتها .

وسوف نركز بشكل أكبر على ما تضمنته الدراسات الرسمية والتى أعدها خبراء ومتخصصون بعيداً عن البوستات والتعليقات والأخبار المضروبة التى تمتلىء بها صفحات موتقع التواصل الإجتماعى .

وسوف تكون المساحة الأكبر فى السطور القادمة  للمعلومات والحقائق العلمية المثبتة ليعرف القارىء الكريم حقائق وأسرار هذا العالم العجيب .

فى البداية نشير إلى الدراسة القيمة التى أعدتها د. نـاهــد الـديـب ( دكتوراة الصحة العامة-جامعة ماريلاند الأمريكية ) بعنوان  (الحرب الصامتة  ) والتى وصفتها بأنها نوع عجيب من الحروب، فهي صامتة باردة، لا تترك شظايا أو رائحة، ولا تملأ الجو دخاناً أو بارودا، ولا تخلف وراءها آثار تدمير. حرب لا ترى فيها فوهة مدفع، ولا دانة دبابة، ولا صاروخاً موجها!! ، إنها سلاح العصر الفتاك والأكثر شراسة، إنها الحرب البيولوجية.

وأشارت الدراسة إلى أن يمكن بكل بساطة عن طريق إطلاق عدوى ما بأحد الفيروسات أو الجراثيم أن تهزم دولاً بأكملها وتدمر اقتصادها وتشل حركتها وتعلن فيها حالة الاستنفار القصوى كما لو أنها في حالة غزو خارجي.

 

والمتابع لما يحدث في الصين خاصة والعالم بشكل عام الآن نتيجة العدوى بفيروس كورونا “الجديد” والمنتمي لسلالة متلازمة "سارس" يدرك أن كورونا الجديد تم تطويره لينتقل بين الأشخاص وليس فقط من الحيوان للإنسان .

 

والحرب البيولوجية يطلق عليها أيضا الحرب الجرثومية أو الميكروبية، وهي تُصنَّف ضمن أسلحة الدمار الشامل، ولا تقل شراسة عن الحرب النووية والكيميائية، بل هي أخطرهم لأنها أقلهم تكلفة وأوسعهم انتشارا وأبطأهم احتواءً.

 

فالأسلحة النووية والأسلحة الكيميائية تحتاج تكلفة مادية عالية وأماكن للتصنيع ذات مواصفات خاصة وتحتاج علماء وخبراء على أعلى مستوى من التخصص، في حين أنك تستطيع تصنيع ترسانة كاملة من الأسلحة البيولوجية في زمن قصير وكل ما تحتاج إليه هو غرفة معمل وبكتيريا مُعدية، فخلية البكتيريا التي تنقسم كل عشرين دقيقة تستطيع إنتاج مليار نسخة جديدة خلال عشر ساعات فقط مما يجعل زجاجة واحدة من البكتيريا المعدية قادرة على القضاء على مدينة بحجم واشنطن الأمريكية أو  ووهان الصينية.

فعلى سبيل المثال نسبة واحد على المليون من جرام واحد فقط من بكتيريا الأنثراكس قادر على قتل أي شخص بمجرد استنشاقه.

 

فى هذا السياق نشير إلى أنه يخطىء من يظن أن الحرب البيولوجية وليدة العصر، بل هي أقدم أنواع الأسلحة على الإطلاق، وهي حرب في الخفاء لا يمكن الإعلان عنها، والتاريخ حافل بنماذج كثيرة تم استعمال الحرب الجرثومية فيها.

 

فاليونانيون استعملوها قديما ضد أعدائهم إذ كانوا حين يدخلون بلدةً يلقون بالجثث الميتة في مجرى مياه تلك البلدة ويلقون بالحيوانات النافقة والفئران والطيور الميتة لتلويث مياه الشرب، وكذلك كان يفعل الفرس والروم، أما المغول والتتار فكانوا يأتون على الأنهار الجارية وعيون الماء ويلقون فيها بآلاف الجثث لتلويثها، ويبدأون بجثث جنودهم الذين يموتون في الحرب بأحد الأوبئة التي كانوا يجهلون ماهيتها.

ثم تطورت الوسائل مع تطور العصر، ففي العصر الحديث وفي الحرب العالمية الأولى استخدمت ألمانيا ميكروب الكوليرا والطاعون في حربها ضد إيطاليا وروسيا، واستخدمت بريطانيا جرثومة الجمرة الخبيثة “أحد أنواع الأنثراكس الثلاثة" كسلاح  بيولوجي في الحرب العالمية الثانية في جزيرة جرونارد الإسكتلاندية، وظلت اسكتلاندا تعاني من آثار هذه الجمرة حتى عام 1987.

 

وفي الحرب العالمية الثانية أيضاً قامت الوحدة 731 اليابانية بنشر ميكروب الكوليرا في آبار المياه الصينية حيث تسببت في قتل ما يقرب من عشرة آلاف شخص.

وقبل ذلك بقرنين من الزمان وتحديداً عام 1763 قامت بريطانيا بقتل ملايين الهنود الحمر بالبطاطين الملوثة بفيروس الجدري الفتاك والذي يُصنف بالسلاح البيولوجي عالي الخطورة لقدرته على الفتك بشعوب بأكملها في خلال شهر واحد، فقام الرجل الأبيض دون رحمة بنشر الوباء بين شعب الهنود الحمر سكان الأرض الأصليين فأباد الملايين منهم في صمت ليحتل أرضهم ويؤسس ما عرف لاحقاً بالأمريكتين.

ومنذ تأسيسها بعد إبادتها للهنود الحمر لازالت الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر ذلك النوع الأبشع من الحروب البيولوجية الفتاكة.

ولا تندهش عزيزي القارئ حين تعلم أن العديد من العلماء يؤكدون أن فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV والمسبب لمرض الإيدز تم صناعته في أحد المعامل البيولوجية العسكرية في “فورت ديريك” بمريلاند وذلك ما أكد عليه عالم البيولوجيا الألماني جالوب سيجال وذلك عن طريق دمج نوعين من الفيروسات هما فيروسHTLV-1 وفيروسVisna وقد أكد على صحة هذا الكلام الدكتورة “فاجناري مآثاي” الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، كما ذكر الدكتور “آلان كانتويل” أن الذي أشرف على تصنيع الفيروس هو دكتور “وولف زمنوس” وأنه تم إخفاء هذه التجارب عن وسائل الإعلام.

 

وتؤكد الدراسات أن الحروب بجميع أنواعها حروب بشعة، إلا أن الحرب البيولوجية أبشعها على الإطلاق، فهي تستهدف المدنيين ولا تفرق بينهم وبين العسكريين، ومما يزيد الحرب بشاعة أنك لا ترى خصمك ولا تشعر به لتتهيأ له في اللحظة المناسبة، بل تتم مباغتتك بشكل لا تتوقعه.

 

وقذارة تلك الحرب تتمثل أيضا في أن الدول التي تطلق هذا النوع من الحروب تستطيع أيضاً التحكم في تصنيع الأدوية المضادة واللقاحات والأمصال مما يجعل الأمر يتحول إلى مافيا تتصارع فيها شركات الأدوية المصدرة لتلك الحرب .

من ناحية آخرى ، يؤكد الخبراء أن الحروب الكيميائية والبيولوجية تندرج تحت تصنيف حروب الدمار الشامل ، ولا يقتصر استخدام تلك الأسلحة على أوقات الحرب، وإنما وقعت حوادث محلية في الولايات .المتحدة واليابان، ولجأ إليها تنظيم_داعش الإرهابي بأعمال انتقامية من سكان مدنيين عزل في بلدات رفضت الإذعان لسيطرته .

الجدير بالذكر أن هناك دولا مثل كوريا الشمالية لا توقع على معاهدات دولية لنزع الأسلحة الكيميائية ، فضلا عن أن بعض الدول الموقعة على المعاهدات ربما تحتفظ بأسلحة غير معلن عنها. وربما قبل الشروع في تدميرها فعليا، وقعت سرقات أو بيعت الأسلحة، التي جرى الاتفاق على التخلص منها. ومع ذلك، وحتى ديسمبر 2008 ،تم تدمير أكثر من 40 % من مخزون مواد الأسلحة الكيميائية .المعلنة في العالم، بما فيها مخزون كل من روسيا والولايات المتحدة

ويذكر أن الدول التي لا توقع على المعاهدات، مثل كوريا الشمالية، تمتلك ما تشاء. بل إن كوريا الشمالية تمتلك أسلحة السارين والجمرة الخبيثة ويشتبه في أنها مسلحة بالجدري

وهنا يأتي خطر الأسلحة الكيميائية والبيولوجية المستخدمة في الهجمات العشوائية على السكان المدنيين الأبرياء وعلى غرار القنبلة النووية، فإن السلاح الكيميائي أو البيولوجي سلاح من أسلحة_الدمار_الشامل. ويمكن أن يودي هجوم فعال، باستخدام عامل كيميائي أو بيولوجي، بحياة الآلاف بسهولة .

من ناحية آخرى ، كشفت الدراسات والخبراء أن السلاح البيولوجي  يستخدم البكتيريا أو الفيروس، وفي بعض الحالات السموم التي تستخلص مباشرة من البكتيريا. إذا تم إفراغ حمولة من الروث أو النفايات البشرية إلى بئر مياه أي بلدة، سيكون هذا التصرف أحد الأشكال البسيطة من أشكال الحرب البيولوجية حيث أن الفضلات البشرية أو الروث الحيواني يحتويان على البكتيريا، تكون مميتة بطرق شتى . وفي القرن الـ19 ،أصيب الهنود الأميركيون بالجدري من خلال بطانيات تم توزيعها عليهم كتبرعات خيرية .

كما يستخدم أي سلاح بيولوجي حديث سلالة من البكتيريا أو فيروسا يكون من شأنها قتل الآلاف.

 

ومن أشهر المواد القاتلة التى يمكن استخدامها فى الحروب البيولوجية  .

- سارين

يستخدم كعامل عصبي في صورة سائل أو غاز، بمجرد الدخول إلى الجسم على آلية الإشارات، التي تتواصل الخلايا العصبية من خلالها مع Sarin ، ويظهر مفعول سارين في غضون 5 إلى 12 ساعة ، ولا توجد صعوبة بشكل خاص في تصنيع سارين، وإذا كان هناك شخص محاصرا في مكان مغلق مساحته 1 متر مكعب مع 100 ملليجرام من سارين في الهواء، فإنه سوف يستنشقه ويقتله خلال 60 ثانية .

- سيكلوسارين

سيكلوسارين هي أيضا عامل عصبي آخر ، وتعمل بنفس طريقة سارين، ولكنه أكثر من ضعف سمية الأخير، بمعنى أن 35 ملليجرام Cyclosarin مادة من سيكلوسارين المحمولة جوا تؤدي لوفاة الشخص خلال دقيقة واحدة .

سومان

يظهر مفعوله القاتل بشكل أسرع، أي خلال 40 ثانية إلى 10 دقائق. ويتعادل في درجة السمية مع Soman . وتتراكم لدى الاتحاد السوفيتي مخزونات كبيرة من سومان، وتم إنتاج كميات كبيرة منه إبان الستينيات من القرن الماضي . ويقال  أن مرد لمس هذه المادة  لبشرة شخص ما تؤدي إلى قتله.

نوفيتشوك

هي تركيبة كيميائية تهاجم الأعصاب ويتم تصنيع منتجها السام من خلال خلط مادتين كيميائيتين عاديتين. ومنذ عام 1990 ،كان هناك على الأقل 3 إصدارات من مادة نوفيتشوك هم (نوفيتشوك-5 ونوفيتشوك-6 ونوفيتشوك-7 ، وتصل سمية بعضها إلى 10 أضعافه. مع العلم أن مضادات الترياق المتوافرة حاليا لمادة نوفيتشوك تعد غير فعالة .

- الخردل

لا تقتصر المواد الفعالة في كل الأسلحة الكيميائية المخيفة على مهاجمة الأعصاب فحسب، إنما يوجد هناك أيضا مواد "منفطة"، مثل غاز الخردل، التي تحرق الجلد، وتدمر أنسجة الرئة وتؤدي إلى الوفاة بين الكثير من المصابين. ولكنها أقل فتكا من المواد التي تهاجم الجهازالعصبي

 

وفى النهاية نسأل : هل يمكن أن تكون هناك عقوبات من المجتمع الدولة  ضد أى دولة  تقوم بإبتكار أساليب جديدة فى هذا المجال الذى من الممكن أن يدمر الكثير من الدول مثلما حدث مع إيطاليا فى أزمة كورونا الحالية  ؟ وهل من الممكن أن تكون هناك آاليات رادعة تمنع الدول الكبرى وفى مقدمتها الولايات المتحدة من المضى قدماً فى هذا المجال ؟ ومتى يتم بالفعل تطبيق البروتوكول الذى وقعت عليه 108 دولة في عام 1925 لمنع استخدام الأسلحة البيولوجية وتحول هذا البروتوكول إلى معاهدة في عام 1972 وفي عام 1975 دخلت في نطاق التفعيل ؟ الجدير بالذكر أنه منذ تلك الفترة تمت إقامة 8 مؤتمرات لمراجعة مواقف الدول التي تمتلك مراكز بحثية عن الحروب البيولوجية آخرها فى عام 2016 ؟

وما الذى سوف يسفر عنه الإجتماع القادم  الذى سوف يعقد في عام 2021  ؟!! ولماذا لا يتم عقده حالياً بدلاً من الإنتظار حتى العام القادم لبحث كيفية التعامل مع الكارثة الحالية التى دمرت الكثير من الدول والإقتصاديات على مستوى العالم .

 


مقالات مشتركة