الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية       وزارة المالية : الدولة ليس من دورها إدارة الأصول العقارية       أخبار سارة للموظفين.. المالية تعلن تبكير صرف مرتبات شهر يوليو 2024       بالأرقام الرسمية .. إصدار 32.5 مليون قرار علاج على نفقة الدولة       وزارة العمل تُحذر المواطنين بعدم التعامل مع الشركات والصفحات وأرقام الهواتف الوهمية       إطلاق دورى رياضى لأبناء الأسر في قرى ( حياة كريمة ) تحت شعار ( أنت اقوى من المخدرات )       أخبار سارة : مصر تستهدف إنتاج 800 ألف أوقية ذهب عام 2030  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

كتاب وآراء   2020-04-06T11:15:30+02:00

موائد الرحمن وأزمة كورونا

الشيخ سعد الفقى

من معالم شهر رمضان المبارك.. أنتشار موائد الرحمن وتعد أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي من خلال اقامتها في الأحياء الشعبية والراقية.

 وقد قيل ان هارون الرشيد كان يقيم الموائد في قصره وكان يتجول متنكرا بين الناس يسأل عن جودة الطعام .

 وفي مصر وتحديدا في عهد الليث بن سعد وقد كان فقيها وثريا وكان يقيم الموائد ويقدم فيها للصائمين الهريسة حتي عرفت باسمه.

 ويعيد آخرين موائد الإفطار إلي الأمير أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية فقد جمع التجار والأعيان علي مائدة حافلة بالطعام في أول أيام شهر رمضان وخطب فيهم "اني جامعكم حول تلك الأسمطة لأعلمكم طريق البر بالناس" ثم كان الخليفة المعز لدين الله الفاطمي والذي كان يخرج من بيته 1100 قدر من جميع أنواع الطعام المختلفة لتوزع علي الفقراء والمساكين.

 وقد تراجعت الموائد في العصرين المملوكي والعثماني بسبب الحروب التي اشتعلت.. ثم ازدهرت مرة أخري في بداية السبعينيات وان تغير شكلها.. صحيح انها في مراحلها المختلفة كان روادها من الفقراء والمساكين وعابري السبيل إلا أنها في السنوات الأخيرة انحرفت عن أهدافها فقد أصبح روادها في الغالب الأعم من محترفي التسول ومن يمتلكون مقومات التزاحم.. شيء جميل أن تنتشر موائد الرحمن.

 ولكن الأجمل والأصوب لاسيما في ظل أزمه كورونا أن يبحث أصحاب هذه الموائد عن الفقراء ومن يفتقرون إلي الزاد وأين يقطنون.. فتوجه اليهم الأطعمة والأشربة دون مذلة أو مهانة.

 وإذا كان لابد من اقامتها فلا داعي للبهرجة والمباهاة.. إذ يكفي لقيمات قليلة وعدد من حبات التمر توزع علي المارة.

 وهنا ينال بالتأكيد أصحابها الحسنات والثواب.. علي أن توجه الأموال التي كانت تنفق علي الموائد إلي الفقراء وذوي الحاجات في بيوتهم.

 ربما كانت موائد الرحمن التي تقام علي الطرق العامة أكثر نفعا وفائدة لأن روادها في الغالب ممن تقطعت بهم السبل.

 هذه الموائد التي تقام بمعرفة الوجهاء والأعيان ربما أتت بثمارها المرجوة إذا وصلت إلي المستحقين فعلا.. فقد أمرنا بالبحث عن هؤلاء الذين سدت في وجوههم سبل الرزق وافتقروا إلي الزاد.. انهم من لا يسألون الناس إلحافا .

 وليس بمقدورهم التزاحم أو التسكع علي هذه الموائد.. دعوة ربما تجد أذانا صاغية وقلوبا واعية . ولو أحسن الناس الأنفاق علي موائد الرحمن لعمت الفائدة المرجوة ولدخلت السعادة والبهجة والسرور علي قلوب المكلومين والثكالي والمهمومين.

 من قيل فيهم "للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم".
مقالات مشتركة