![](https://www.soutalmalaien.com/uploads/1696273235_688722a0201621b77af2.png)
بعد ان اعلنت المملكه العربيه السعوديه أن الحج هذا
العام يقتصر علي المتواجدين داخل المملكه
الغربيه السعوديه وهو مايتفق مع صحيح الدين وجوهره الذي يدعونا الي المحافظه علي
النفس والمال والعرض لاسيما وان الانسان هو بنيان الله في أرضه ( ولاتلقوا بأيديكم
الي التهلكة ) فمقاصد الشريعه الاسلاميه
هدفها الأسمي المحافظه علي النفس البشريه وغلق منافذ الضرر أينما وجد وبعد أن ادلت
دور الافتاء في شتي البقاع بدلوها في الأمر ..فهناك من باب فقه الاولويات مايعود
علي المسلم بالحسنات والثواب مايفوق في كثير من الأحيان ثواب الحج من باب فقه
الاولويات.
هناك الأرملة التي تسعي علي اوادلادها وتجاهد من اجل
تربيتهم والحفاظ عليهم .
وهناك طالب العلم الذي لايجد من يأخذ بيديه الي بر
الأمان ويوشك أن يتوقف في مسيرته .
وهناك اليتيم الذي يحتاج الي الرعاية طعاما وتعليما
وتوجيها.
وهناك من تقطعت بهم السبل وأوشكوا علي الانحراف
والذهاب الي غياهب النسيان .
وهناك المرضي الذين يعجزون عن تدبير ثمن العلاج
للتخفيف من ألامهم وأوجاعهم لاسيما الامراض المزمنه وماأكثرها .
هؤلاء وغيرهم كثير من ابواب الخير لاسيما في ظل الظروف
الحاليه في زمن الكورونا هذا الوباء المخيف الذي كان من توابعة توقف حركه الحياه
وتعطيل عجله الانتاج وكان له تأثيره المباشر علي سد ابواب الرزق امام قطاع كبير
وعريض .وهو مايدعوا هؤلاء وهم بالالاف أن يبحثوا عن المنكوبين والمهمومين ممن قيل فيهم ( لايسألون الناس الحافا ولايمكن
ان نغفل هذه النظرية المستقبلية التي
أرساها هذا المتصوف الزاهد (بشر ابن الحارث)عندما جاءه رجل وقال له يا أبا نصر أنى
أردت الحج وجئتك أستوصيك فأوصني فقال له كم أعددت من نفقة الحج .قال ألفى درهم
فقال له : هل تريد الحج تزهدا أو اشتياقا إلى البيت أم ابتغاء مرضاة الله . قال
والله ابتغاء مرضاة الله . قال هل أدلك علي ما تحقق به مرضاة الله وأنت في بلدك
وبين عشيرتك .قال أن تعطي هذا المبلغ عشرة انفس .فقير ترمم فقره . ويتيم تقضي
حاجته . ومدين تقضي عنه دينا . ومعين تخفف عنه أعباء عياله . ولو أعطيتها واحداً
لتسد بها حاجته فهو افضل . وهل هناك اسمي من أن يطعم المسلم جائعا أو يداوي مريضا
أو يأوي مشردا أو يكفل يتيما أو يقضي حاجة أرملة أو يبني دار للعلم أو يساهم في
مشروع ذي بال . وصدق الله تعالي حيث يقول (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المساجد كمن
أمن بالله واليوم الأخر) صدق الله العظيم