الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية       وزارة المالية : الدولة ليس من دورها إدارة الأصول العقارية       أخبار سارة للموظفين.. المالية تعلن تبكير صرف مرتبات شهر يوليو 2024       بالأرقام الرسمية .. إصدار 32.5 مليون قرار علاج على نفقة الدولة       وزارة العمل تُحذر المواطنين بعدم التعامل مع الشركات والصفحات وأرقام الهواتف الوهمية       إطلاق دورى رياضى لأبناء الأسر في قرى ( حياة كريمة ) تحت شعار ( أنت اقوى من المخدرات )       أخبار سارة : مصر تستهدف إنتاج 800 ألف أوقية ذهب عام 2030  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

أخبار وتقارير   2020-10-28T18:07:50+02:00

الرئيس السيسي: لا يمكن أن يتحمل مليار ونصف مسلم أوزار فئة قليلة انحرفت

صوت الملايين

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى ، ان جرح مشاعر أكثر من مليار ونصف مسلم أمر لا يمكن قبوله، موضحا أن الأمر يستدعى التوقف والتدبر، وعدم توجيه إساءة لأحد، بل يجب المراجعة مع النفس فى العالم بأكمله.

 

وأضاف السيسى، فى كلمته باحتفالية ذکری المولد النبوى الشريف، الذى تنظمه وزارة الأوقاف: “كفى إيذاء لنا”.

 

وتابع الرئيس: “بافتراض أن هناك 1% من المسلمين بالعالم انحرفوا وأصبحوا إرهابيين، أى 15 مليون من المليار ونصف مسلم يعملوا إيه” مؤكدًا أن الرقم أقل من ذلك بكثير: “لا يمكن أن يتحمل المسلمون أوزار فئة قليلة انحرفت”.

 

وتابع الرئيس السيسى : “إذا كنت تحب النبى محمد صلى الله عليه وسلم تأدب بأدبه وتخلق بخلقه، يا ترى إنت متقن لعملك وصادق فى كلمتك؟ بتحترم الناس وتحافظ على حقوقهم؟

 

وأكد الرئيس السيسى أن إيماننا لا يكتمل إلا إذا أقر واعترف كل منا، من صميم قلبه، بجميع الأنبياء والرسل.

 

وأوضح الرئيس السيسى، خلال كلمته باحتفالية ذکری المولد النبوى الشريف، الذى تنظمه وزارة الأوقاف، أن “الحقيقة أننا نؤمن بكل الأنبياء والرسل لأنهم المختارون من قبل الله، ولذلك ننحنى ونقر لهذا الاختيار ونؤمن به”.

 

وأضاف الرئيس السيسى أن الإساءة للأنبياء والرسل يعتبر استهانة بقيم دينية رفيعة يعتقد بيها الكثير من الناس، ونقول من لا يؤمن فهذا شأنه”.

 

وفيما يلى نص كلمة الرئيس السيسى :

 

فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، السادة العلماء والأئمة الأجلاء، السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

نحتفل اليوم معا بذكرى مولد نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، الذى أرسى بالحكمة والموعظة الحسنة دعائم وأسس عظيمة وخالدة للإنسانية جمعاء، وأتوجه بالتهنئة لشعب مصر الكريم ولكل الشعوب العربية والإسلامية بمناسبة هذه الذكرى العطرة، وأدعو الله سبحانه وتعالى، أن يعيدها على الشعب المصرى، وعلى الأمتين العربية والإسلامية وعلى العالم أجمع بالخير واليمن والبركات.

 

الحضور الكريم

 

إن احتفالنا اليوم بذكرى مولد سيد الخلق ونبى الرحمة صلى الله عليه وسلم، يستدعى كل معانى الرحمة فى ديننا الحنيف، ويذكرنا بأن شريعة الإسلام السمحة قد قامت على البناء لا الهدم، وذلك تبيانا لقول الله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”، بكل ما تحمله كلمة العالمين من معانى العموم والشمول والسعة، فمقاصد الأديان قائمة على تحقيق مصالح البلاد ومنفعة العباد من خلال السماحة واليسر، وليس التطرف والتشدد والعسر.

 

من هنا، ستظل قضية الوعى الرشيد وفهم صحيح الدين من أولويات المرحلة الراهنة فى مواجهة أهل الشر الذين يحرفون معانى النصوص ويخرجونها من سياقها، ويفسرونها وفق أهدافهم أو يعتمدون على تفسيرات خاطئة لها، مما يتطلب الاستمرار فى المهمة والمسئولية الثقيلة التى يقوم بها علماء الدين لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتصويبها، لنحمى المجتمع والدولة من مخططات التخريب، وليدرك العالم أجمع سماحة الدين الإسلامى العظيم الذى يتأسس على الرحمة والتسامح والتعايش السلمى بين الناس جميعا.

 

ومما لا شك فيه أن بناء الوعى الرشيد، يتطلب تضافر كل المؤسسات الدينية والتربوية والثقافية والإعلامية للإسهام فى بناء الشخصية القوية السوية والقادرة على مواجهة التحديات والتمييز بين الحق والباطل، وبين الوعى السديد والوعى الزائف، وبين الحقائق والشائعات.

 

وإننى إذ أقدر الدور الذى تقوم به مؤسسات الدولة الدينية فى نشر الفكر المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة، فإننى أؤكد أننا فى حاجة إلى مضاعفة الجهد المبذول من جميع مؤسسات ومنظومة بناء الوعى، للوصول إلى جميع شرائح المجتمع فى هذه المرحلة الفارقة من تاريخ أمتنا ومنطقتنا والعالم من حولنا، وأؤكد لكم أن الدولة لن تألو جهدا فى دعم الأئمة وفى توفير المناخ المناسب لأدائهم للدور المرجو منهم فى المرحلة الحالية من تاريخ مصر لدعم الخطاب الدينى الوسطى المستنير.

 

الحضور الكريم

 

لقد وهبنا الله سبحانه وتعالى نعمة العقل التى ميز بها الانسان وشرفه على سائر مخلوقاته، ودعانا من خلال تلك النعمة العظيمة إلى البحث والتدبر فى ملكوت السماوات والأرض، وما يحتويه من دقة فى الصنع .. وإبداع فى الخلق، وإحكام فى النظام، وفرض علينا أن نصون هذه النعمة المميزة والمنحة الفريدة، ونهانا عن أن نسيئ إليها بخرافات وأوهام أو أن نتبع أفكارا هدامة بتعصب أعمى أو بانصياع يسلب الإرادة والقدرة على التفكير والإبداع والعمل والإنتاج.

 

كما أن رسالة الإسلام التى تلقيناها من الرسول الكريم جاءت انتصارا للحرية، حرية الإيمان والاختيار والاعتقاد، وحرية الفكر، إلا أن تلك الحريات لم تأتِ مطْلقة حتى لا تحولها أهواء النفس البشرية إلى فوضى تبيح التخريب والتدمير، كما أن تلك الحريات ينبغى أن تقف عند حدود حريات الآخرين، تحترم الجميع ولا تخرج عن المنظومة المُحكمة التى خلق الله الكون فى إطارها، فما قد يعتبر قيدا على الحريات إنما يصون بالمقابل الحقوق فى مواجهة الآخرين، وإن تبرير التطرف تحت ستار الدين هو أبعد ما يكون عن الدين، بل إنه مُحرَم ومُجرَم، ولا يتعدى كونه أداةً لتحقيق مصالح ضيقة ومآرب شخصية.

 

ودعونا نتفق على أن هذا التطرف لا يمكن قصره على دين بعينه، ففى جميع الديانات، وبكل أسف يوجد المتطرفون الذين يسعون لإذكاء روح الفتنة، وإشعال نار الغضب والكراهية، وهى الأفكار التى لا تثمر إلا عن تغذية خطاب التناحر والحض على التباعد والفرقة، حتى أن سيرة النبى العطرة لم تسلم من ذلك التطرف.

 

وأؤكد للجميع أن مكانة سيد الخلق النبى العظيم فى قلوب ووجدان المسلمين فى كل أنحاء العالم لا يمكن أن يمسها قول أو فعل، كما أؤكد الرفض القاطع لأى أعمال عنف أو إرهاب تصدر من أى طرف تحت شعار الدفاع عن الدين أو الرموز الدينية المقدسة، فجوهر الدين هو التسامح، ولنستلهم معاً فى هذا الإطار الدروس والعبر من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم الذى أرسله ربه عز وجل ليتمم مكارم الأخلاق، فرسخ صلى الله عليه وسلم أسس التعايش وقبول الآخر والإيمان بالتنوع، فلا إكراه فى الدين.

 

وختاما

 

فلنجعل من ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم نبراسًا يضئ لنا الطريق، لنعمر، ونحقق المفهوم الحقيقى للرحمة فى مواجهة جماعات القتل والتخريب، ولنجعل من وطننا صورة مشرقة لفهم وتطبيق صحيح الدين وتحقيق مقاصد الشرع الحنيف، حتى نبعث برسالة من مصر مهد التاريخ والحضارة الإنسانية تؤكد سماحة الأديان وتجعلها سبيلاً لسلام العالم وتراحم البشرية جمعاء، وكل عام وأنتم بخير، ومصر الغالية فى تقدم ورفعة.


مقالات مشتركة