1 - رسالة إلى الخليفة الفاروق ( أمير المؤمنين عمــربن الخطاب )

أيَا ســيـّدي الخليفـــه ْ

قطعــت ُ إليك العيــونَ المخيــفـه ْ

وعــس َّ  الـثعالــبِ  والـذئاب ْ

أمـــد ُّ يــدا ً ســوَّدوهــا

بنهْــشِ الســــياط , وعـــضِ الكــــلاب ْ

...

أنا ســيـّدي

رســول ُ عصــرِ الــولاه ْ ,

أتيت ُ أُحاجى سمـــوم َ الوشـــاه ْ

متى  وشـوشــوا  الرعــــأيـا

بزيــفِ الحكــــايا

فـحـجـُّـــوا إليكَ,  أقــامــوا لديكَ

وخلــَّــوا القصـــورا  تعانى الغـــرورا

وخلــَّــوا  الغـــرورا  يعانى القصـــورا

×××

أيَا ســيـّدي

يقــول ُ الوشـــاة ُ

بأنّك كُنت َ تنـــامُ قريــراً

بقصـــرِ العــراءِ

تمـــد ُّ بســاط َ الرمــال ِ

تشـــد ُّ لحــاف َ الظــلال ِ

وأنك لمـّــا بَذَخـَــت َ ,

بَذَخـَــت َ ورُمـــت َ ,

ورُمـــت َ الوســـاده ْ

تخيـّــرت خـُفَّـــك ْ

فكـــان الوســــاده ْ

ونِمـــت ً تصـُــنك

نســائم ُ عـــدلك ْ

...

أهـــذا كــــلامٌ ؟!!

مـعـــاذَ الـــولاة ِ مـعـــاذَ الـولايـه ْ

فمــا تحْلـــو إلا قـِلاعــــا

ومــا تحْلـــو إلا ضِيـاعـــا

وتخْتُ الـرَواحِ  يجــوبُ الأنيـــنا

أنينَ الجيـــــاع ِ

يجــــوبُ الجيـــاعــا

×××

أيَا ســيـّدي

ويمضى يقــول ُ الوشـــاة ُ

بأنك كنت َ جِنـانَ المشـــوره ْ

فهـــذى تـُـراجـــع ْ

فترجع أنت

-  وأنت الخليفـــه -

وأنت تقولُ أصابتْ  هـيَ

وهـذا يصيــحُ  بوجهِـــكَ  أنتَ

- وأنتَ الخليفـــه -

بــذى السيفِ نمضى

إذا خُنتَ يومــا ً

كتابَ الخـــلافه

فـتـُبدى سُـــرورا ً

فــخـــورا ً  تقـــول ُ

ولاخيرَ فيكم إذا لم تقــولــوا

ولاخيرَ فينـا إذا لم نـُجــب ْ

...

أيَا ســيـّدي

أهــذا كـــلامٌ   ؟ ! !

مـعـــاذَ الـــولاة ِ مـعـــاذَ الـولايـه ْ

فقــولُ الولاةِ  وحــى ٌ تَســـامى

بزأرِ السِــــياط ِ ,وعـــض ِ الكــــلاب , وعصــف ِ التـُهم ْ

بعــس ِّ الذئــاب ِ"جُـــــوَّ" القلـوبِ

وفــوقَ الشــفاة ِ,وبينَ العيـــونِ,وتحتَ القــدمْ

×××

أيَا ســيـّدي

ويمضى يقــول ُ الوشـــاة ُ

بأنك بِعـت َ حياتـَك بعضَ الفُتـــوح ِ

فغـطى رداءُ العدالةِ كلَ المناحيْ

فتُبدي المعابــرُ وجهاً بشوشا

كأنَّ المعابــرَ أمٌ رؤومٌ

يضــمُّ ضناها حنانُ اللقاءِ

يُبشرُ ضناها بطيبِ الأمانيْ

فصالَ المُســافرُ حـيثُ يســافـرْ

وإيّا الولاة ِ وهمس َ الرعايا

وجـالَ المُســافرُ حـيثُ يســافـرْ

وإيّا الولاة ِ وهمس َ الرعايا

فسوطُ العـدالةِ فحـصُ الشكايا

وفـيـــهِ حنيــــنٌ فـتيٌّ شَـكِــمْ

وفـيـــهِ حنيــــنٌ شَـهِـيُّ نَـهِــمْ

لـردِّ المظالـمِ عـمّـنْ ظُـــلـمْ

...

أيَا ســيـّدي

أهــذا كـــلامٌ   ؟ ! !

أتسوي الفـتــوحُ ,

ومَسْرى الرســولِ ,

وآيُ الكـتــابِ ,

لـذيـــذَ الشـرابِ

بمقهى الثنـاءِ الطَــرُوبِ ,

بأنـّا طَـعـُمْـنــا التسـامــرْ

و أنـّا خَـبــُـرْنــا التقــامــرْ

وأنـّا سـَكـنـّا المـــلاهـي

لتســكنَ فينــا صـنـوفُ المـــلاهي

وتَنْـبـتُ فينــا صُنـوفُ المساخـرْ

فصرنا مطايا  كُسـاحِ  الهِـمـمْ

نبيـعُ  تراثَ كنوزِ المـآثرْ

نبيـعُ  تراثَ جميـعِ المفاخرْ

ببعض مــديـحٍ رخيصٍ ومـاكــرْ

بأنّا أُناسٌ  نفيضٌ  مكــارمْ

نبيـعُ نبيـعُ  ونـَهــــدي الثمـنْ

فصرنا سـلالَ  جميعِ النفايا

وصرنا مطايا  جميعِ الرزايا

فـوثبـتْ علينــا كــلابُ الأمـمْ

...

مـعـــاذ الـــولاة ِ مـعـــاذ الـولايـه ْ

فمــا تحلـو إلا بعصفِ المخـافـر ْ

ووخــزِ المعابرِ قلبَ المســافـر ْ

وبيـعِ الرعــايا كبيـعِ التكـــايا

لبعض الســنينَ تبقى الــولايه  ْ

×××

أيَا ســيـّدي

بيان ُ إتهــامى بيان ٌ طـــويل ٌ

فأنتَ  وأنتَ  الخــــرافـهْ

شـغلتَ وجـــوداً

تحـــدّى الزمـــن ْ

وجـُبـتَ العصــــورا

تثيـــرُ الفتـــن ْ

وأنتَ رســـول ُ البـــلايا

لأنك تـُعـلى

كقدرِ الولاة ِ مقــام َ الرعـــايا

وتذرو ببعضِ الحكـــايا

عصـورَ التكــايا

...

فيَا ســيـّدي

- وأنت الدواءُ الطبيبُ لعصـرِ السـَخـف - ْ

تعالى إعترف ْ

بأنك تُنـكر وشــيَ الوشـــاة ِ

وتبــْرأُ ممّا أثــارَ الفـتــن ْ

فما كـنتَ يـومــــا ً

ولا قـمتَ حكمــــا ً

ولا دمـتَ عهــــداً

وما أنتَ إلا نســـيجُ خــرافه ْ

وإلاّ

فخـُـــذْنى إليـك َ

أقيــــــمُ لديـك َ

وهـبـْنـى جـوارَكْ

وهـبـْنـى جـوارَكْ

أياسيدى الخليفه ْ

أياسيدى الخليفه ْ

**

بطـــره  1987