![](https://www.soutalmalaien.com/uploads/1696273235_688722a0201621b77af2.png)
الأنشطة الكروية التي تنظمها الاتحادات الرياضية
المختلفة في داخل مصر وخارجها ، من الأمور الجائزة شرعا طالما أنها في حدود الأطر المسموح بها ، ولم
تخرج عن الهدف الذي أنشئت من أجله ، مثلها في ذلك مثل الرمي الذي شجع عليه النبي
عليه الصلاة والسلام فيما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج النبي وقوم من
أسلم يرمون فقال :” ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ، ارموا وأنا مع ابن
الأدرع ، فأمسك القوم ، فسألهم فقالوا : يا رسول الله من كنت معه غلب قال : ارموا
وأنا معكم كلكم “
ذلك لأن الرياضة بمختلف فروعها وفنونها تعمل على تنمية
العقول ، والأبدان ، وكل ما كان كذلك فسبيله الحل ، وفضلا عن ذلك فإن فيها نوعا من
الترفيه الذي يجعل الإنسان أكثر نشاطا في أداء عمله وواجباته ، والترويح عن النفس
والقلب مما ندب إليه الشارع الحكيم ، إذ يقول النبي عليه الصلاة والسلام :” روحوا
القلوب ساعة وساعة ”
* من
الظواهر الممقوتة التي ظهرت على السطح منذ عقود مضت ، وهي ظاهرة التعصب الكروي بين
الأندية ، والمشجعين ، والتي يقع بسببها كثير من الأمور المحرمة ، التي لا يجيزها
عقل ، أو خلق ، أو ضمير ، أو شرع ، ومنها مثلا :
1 – التهكم بالخصم ، أو المنافس ، أو بمشجعيه
، والسخرية منه وذلك كله حرام شرعا ، لأن الهدف من اللعب ، أو التشجيع ، هو
الترويح عن النفس ، والاستمتاع الحلال بهذه اللعبة ، التي تدخل على القلوب والنفوس
نوعا من البهجة لدى محبيها ، وكل ذلك سائغ شرعا ، لكن أن يتجاوز البعض للتهكم على
الآخرين فهذا لا يجوز قال تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ
قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ
نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ” (الحجرات : 11)
2 – التنابز بالألقاب ، وغمز المنافسين
ولمزهم ، والتحقير من شأنهم ، فهذا أيضا عمل محرم شرعا ، لا يجوز للمسلم الحق ، أو
لمن يتحلى بصفة الآدمية ، والروح الأخلاقية ، والرياضية ، أن يهين خصمه أو منافسة
على هذا النحو الذي نراه ، أو نسمعه قال تعالى :” وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ
وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ”
3 – السباب والشتم واللعن الذي يقع بين
المشجعين ، أو غيرهم من المنتسبين إلى المجال الكروي ، وكل هذا سلوك مجرم ومحرم ،
يقول عليه الصلاة والسلام ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
4 – إن التعصب الكروي من شأنه أن يؤدي إلى الفرقة والشتات فيما بين
المواطنين ، سواء على مستوى البيت الواحد والأسرة الواحدة ، أو على مستوى المجتمع
، وكل ما كان كذلك فسبيله التحريم .
5 – التعصب الكروي يؤدي إلى تزكية كل مشجع
لفريقه دون غيره ، وربما وصل الأمر إلى حد مدحه بما ليس فيه ، أو ليس أهلا له ،
وكل ذلك ليس سائغا شرعا قال تعالى :” قال تعالى :” فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ”
6 – التعصب الكروي من شأنه أن يؤدي إلى
الغيبة والنميمة المحرمتان شرعا ، ذلك أن كل مشجع يتناول الفريق الآخر بالقدح ، أو
غيره ، وكذا مشجعي الفريق الآخر بهذا الأمر ، وهذا مما لا يسوغ شرعا قال تعالى :” وَلَا
يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ”
7 – إن التعصب الكروي يؤدي إلى تتبع عورات
الخصوم والمنافسين للنيل منهم ، أو التشهير بهم ، وكل هذا غير سائغ شرعا فعن ابن عباس قال : قال رسول الله :” يا أيها الناس ، يا
معشر من آمن بلسانه ، ولم يخلص الإيمان إلى قلبه ، حتى أسمع العواتق في خدورهن ،
لا تؤذوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخية ، تتبع الله
عورته ، حتى يخرقها عليه في بطن بيته ”
8 – إن التعصب الأعمى الذي نراه بين المشجعين
من شأنه أن يقتل الوقت – الذي هو رأس مال كل مسلم – ويضيعه فيما لا يفيد ، وأن
يضيع المواطنون كثيرا من الواجبات بسبب هذا التعصب والانشغال به وبدواعيه . كما أن
هذا الأمر من شأنه أن يقتل روح الإخوة ، والمحبة بين المواطنين ، ويشعل نار الحقد
والكراهية بينهم ، وكل هذا محرم شرعا .
9 – ما يؤدي إليه هذا التعصب الأعمى من تدمير
وتخريب سواء في المنشآت العامة أو الخاصة ، عن طريق الإحراق ، أو التكسير ، أو
التدمير وكل هذا محرم شرعا قال تعالى :” وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ
لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ
الْفَسَادَ ”
10 – وفضلا عما تقدم فإن التعصب الأعمى يؤدي
إلى أكبر جريمة على وجه الأرض وهي التقاتل بين المشجعين – أحيانا – الذي يقع ضحيته
مئات الأبرياء ، :” مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ
أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ
فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ”
لكل ما تقدم يجب على الدولة بكل هيئاتها التصدي لظاهرة
التعصب الأحمق التي تتنامى يوما بعد يوم حتى يعلم الجميع أن الرياضة وسيلة للترفيه
، ووسيلة للترويح عن النفوس والقلوب حتى يعود المشجعون أكثر نشاطا للعمل والجد ،
وأنها وسيلة للاستمتاع بهذا النشاط في إطاره المشروع ، فإذا خرجت عن ذلك فإنها
تخرج من دائر الحل إلى الحظر لاسيما عندما نرى وسيلة الترفيه ، قد انقلبت وسيلة
للتشهير والتخريب والدمار ،،،،
حمى الله مصر