الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية       وزارة المالية : الدولة ليس من دورها إدارة الأصول العقارية       أخبار سارة للموظفين.. المالية تعلن تبكير صرف مرتبات شهر يوليو 2024  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

كتاب وآراء   2020-11-30T06:20:06+02:00

التعصب الكروي ، رؤية فقهية

الشيخ ابراهيم حلمى

 

الأنشطة الكروية التي تنظمها الاتحادات الرياضية المختلفة في داخل مصر وخارجها ، من الأمور الجائزة شرعا  طالما أنها في حدود الأطر المسموح بها ، ولم تخرج عن الهدف الذي أنشئت من أجله ، مثلها في ذلك مثل الرمي الذي شجع عليه النبي عليه الصلاة والسلام فيما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج النبي وقوم من أسلم يرمون فقال :” ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ، ارموا وأنا مع ابن الأدرع ، فأمسك القوم ، فسألهم فقالوا : يا رسول الله من كنت معه غلب قال : ارموا وأنا معكم كلكم “

ذلك لأن الرياضة بمختلف فروعها وفنونها تعمل على تنمية العقول ، والأبدان ، وكل ما كان كذلك فسبيله الحل ، وفضلا عن ذلك فإن فيها نوعا من الترفيه الذي يجعل الإنسان أكثر نشاطا في أداء عمله وواجباته ، والترويح عن النفس والقلب مما ندب إليه الشارع الحكيم ، إذ يقول النبي عليه الصلاة والسلام :” روحوا القلوب ساعة وساعة ”

 

*  من الظواهر الممقوتة التي ظهرت على السطح منذ عقود مضت ، وهي ظاهرة التعصب الكروي بين الأندية ، والمشجعين ، والتي يقع بسببها كثير من الأمور المحرمة ، التي لا يجيزها عقل ، أو خلق ، أو ضمير ، أو شرع ، ومنها مثلا :

 

1 – التهكم بالخصم ، أو المنافس ، أو بمشجعيه ، والسخرية منه وذلك كله حرام شرعا ، لأن الهدف من اللعب ، أو التشجيع ، هو الترويح عن النفس ، والاستمتاع الحلال بهذه اللعبة ، التي تدخل على القلوب والنفوس نوعا من البهجة لدى محبيها ، وكل ذلك سائغ شرعا ، لكن أن يتجاوز البعض للتهكم على الآخرين فهذا لا يجوز قال تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ” (الحجرات : 11)

 

2 – التنابز بالألقاب ، وغمز المنافسين ولمزهم ، والتحقير من شأنهم ، فهذا أيضا عمل محرم شرعا ، لا يجوز للمسلم الحق ، أو لمن يتحلى بصفة الآدمية ، والروح الأخلاقية ، والرياضية ، أن يهين خصمه أو منافسة على هذا النحو الذي نراه ، أو نسمعه قال تعالى :” وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ”

 

3 – السباب والشتم واللعن الذي يقع بين المشجعين ، أو غيرهم من المنتسبين إلى المجال الكروي ، وكل هذا سلوك مجرم ومحرم ، يقول عليه الصلاة والسلام ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )

 

4 – إن التعصب الكروي  من شأنه أن يؤدي إلى الفرقة والشتات فيما بين المواطنين ، سواء على مستوى البيت الواحد والأسرة الواحدة ، أو على مستوى المجتمع ، وكل ما كان كذلك فسبيله التحريم .

 

 

 

5 – التعصب الكروي يؤدي إلى تزكية كل مشجع لفريقه دون غيره ، وربما وصل الأمر إلى حد مدحه بما ليس فيه ، أو ليس أهلا له ، وكل ذلك ليس سائغا شرعا قال تعالى :” قال تعالى :” فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ”

 

6 – التعصب الكروي من شأنه أن يؤدي إلى الغيبة والنميمة المحرمتان شرعا ، ذلك أن كل مشجع يتناول الفريق الآخر بالقدح ، أو غيره ، وكذا مشجعي الفريق الآخر بهذا الأمر ، وهذا مما لا يسوغ شرعا قال تعالى :” وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ”

 

7 – إن التعصب الكروي يؤدي إلى تتبع عورات الخصوم والمنافسين للنيل منهم ، أو التشهير بهم ، وكل هذا غير سائغ شرعا  فعن ابن عباس قال : قال رسول الله :” يا أيها الناس ، يا معشر من آمن بلسانه ، ولم يخلص الإيمان إلى قلبه ، حتى أسمع العواتق في خدورهن ، لا تؤذوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخية ، تتبع الله عورته ، حتى يخرقها عليه في بطن بيته ”

 

8 – إن التعصب الأعمى الذي نراه بين المشجعين من شأنه أن يقتل الوقت – الذي هو رأس مال كل مسلم – ويضيعه فيما لا يفيد ، وأن يضيع المواطنون كثيرا من الواجبات بسبب هذا التعصب والانشغال به وبدواعيه . كما أن هذا الأمر من شأنه أن يقتل روح الإخوة ، والمحبة بين المواطنين ، ويشعل نار الحقد والكراهية بينهم ، وكل هذا محرم شرعا .

 

9 – ما يؤدي إليه هذا التعصب الأعمى من تدمير وتخريب سواء في المنشآت العامة أو الخاصة ، عن طريق الإحراق ، أو التكسير ، أو التدمير وكل هذا محرم شرعا قال تعالى :” وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ”

 

10 – وفضلا عما تقدم فإن التعصب الأعمى يؤدي إلى أكبر جريمة على وجه الأرض وهي التقاتل بين المشجعين – أحيانا – الذي يقع ضحيته مئات الأبرياء ، :” مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ”

 

لكل ما تقدم يجب على الدولة بكل هيئاتها التصدي لظاهرة التعصب الأحمق التي تتنامى يوما بعد يوم حتى يعلم الجميع أن الرياضة وسيلة للترفيه ، ووسيلة للترويح عن النفوس والقلوب حتى يعود المشجعون أكثر نشاطا للعمل والجد ، وأنها وسيلة للاستمتاع بهذا النشاط في إطاره المشروع ، فإذا خرجت عن ذلك فإنها تخرج من دائر الحل إلى الحظر لاسيما عندما نرى وسيلة الترفيه ، قد انقلبت وسيلة للتشهير  والتخريب والدمار  ،،،،

حمى الله مصر


مقالات مشتركة