الاستثمار في الموتي

تجارة جديدة ورائجه لم نعهدها من قبل . فالذي نعرفه ان المقابر لها أماكن مخصصه في القري والنجوع والمدن . ونعرف ايضا انه في حال تزاحم المباني السكنية عليها ومحاصرتها  فهناك طرق قانونية وشرعية لنقلها عبر آليات من أهمها اختيار مكان آخر بموافقة الصحة والبيئة والحكم المحلي .

 ويشترط الا ينقل الرفات إليها إلا بعد خمس سنوات علي الاقل . هذا ما نعرفه لكن الجديد هو انفراد البعض طواعية وبالمخالفة  لكل القوانين ببناء مقابر خلف البيوت او أمامها في الأراضي الزراعيه .

 مشهد غير مألوف بالمرة وأصبح طبيعيا أن تري المقابر متناثرة هذا لعمك فلان وأخري للعائله الفلانية .لم يقف الأمر عند هذا الحد بل أمتد الي قيام البعض بتسقيع وتبوير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعيه بغرض بناء مقابر عليها دون مسوغ او داع لذلك اللهم البيع بالمتر للضحايا .

وتحقيق أكبر قدر من العائد المادي والاستثمار في الموتي . وبالمخالفه لكل أبجديات التعليمات التي نعرفها . وقد قابلني أحدهم منذ أيام وبادرني انة كان يريد تقديم خدمة كبيرة للقرية  .

فقد عزم طويل العمر علي بناء مقابر قطاع خاص علي الارض التي ورثها عن والدة . والحمد لله ان وزارة الزراعة كانت له بالمرصاد فقامت بهدم المشروع الاستثماري  وهو في مهدة .

ومن باب الفضول كان لابد عن البحث والتنقيب هل صحيح أن من حق كل فرد ان ينفرد ببناء مقبرة خاصة وهل يجوز لطويل العمر الانفراد ببناء مقابر استثمارية ووجدت ان الأفضل هو الدفن في المقابر الجماعية .

 قال بن قدامة في المغني والدفن في مقابر المسلمين أولي لأنه أقل ضررا علي الأحياء وأشبه بمساكن الآخرة.  وأكثر للدعاء له والترحم عليه . ولم يزل الصحابة والتابعين من بعدهم يدفنون في الصحاري .

 فإن قيل أن النبي صلي الله عليه وسلم دفن في بيته اجيب بأن عائشة رضي الله تعالي عنها وأرضاها قالت انما فعل ذلك لئلا يتخذ من قبره مسجدا .

 ولأن الرسول صلي الله علية وسلم كان يدفن أصحابه بالبقيع وفعله أولي من فعل غيرة وقد روي أن الأنبياء يدفنون حيث يموتون .