جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

د.محمد صالح يكتب   2021-02-21T01:05:22+02:00

أزمة مصنع سماد طلخا .. حل يرضى كل الأطراف

د. محمد أحمد صالح

من بين المشاكل التى لا تزال تثير الجدل منذ سنوات وحتى الآن ، أزمة مصنع سماد طلخا " شركة الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية " ، وقد إزداد الجدل حولها مؤخراً عقب الإعلان عن مقترح تقدم به د. أيمن مختار محافظ الدقهلية إلى د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء،  لنقل مصنع السماد من موقعه الحالى ، من أجل استغلال مساحة المصنع ومساحات مجاورة لإنشاء منطقة سكنية جديدة .

 

وأكد المحافظ أن هذا الإقتراح جاء نظرا للخطورة المستمرة للمصنع نتيجة تسريب كميات هائلة من غاز الأمونيا في الجو والذى يسبب تلوثاً بيئياً مستمراً لسكان مدينتي المنصورة وطلخا ، كشفته العديد من الدراسات التي قام بها أساتذة متخصصون في جامعة المنصورة حول المخاطر البيئية الصحية التي يتسبب فيها المصنع .

وفى الواقع اننا بصدد مشكلة لها أبعاد خطيرة وتشترك فيها أطراف كثيرة ، ولذلك سوف أعرض فى السطور القادمة إقتراحات للتعامل بواقعية مع هذه الأزمة ، التى أعرف تفاصيلها وأبعادها لكونى نائباً سابقاً عن دائرة طلخا فى مجلس الشعب " دورة 2000 – 2005 " . وهذه الإقتراحات أرى أنها تحقق مصلحة كل الأطراف .

 

فى البداية نشير إلى أن الآثار السلبية للمصنع يعاني منها أكثر من مليون مواطن بالمنصورة وضواحيها بالإضافة إلى أن المصنع له تأثير ضار على الثروة الحيوانية والنباتية حسبما أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية ، كما أن المصنع الذى يقع في طلخا على مساحة 400 فدان من أجود أراضي الدلتا على النيل ، يسبب العديد من الأمراض الناجمة عن التلوث، والتى تؤدى لإنفاق المليارات من الجنيهات لعلاج تلك الأمراض الخطيرة حاليا ومستقبلا لحماية الأجيال القادمة . 

وفى رأيى الخاص أن عملية نقل المصنع أصبحت ضرورة حتمية ، لأبعاد بيئية وصحية حالية  ومستقبلية ، سواء كان هذا النقل إلى منطقة جمصة أو إلى السويس حيث كان المقر الأصلى للمصنع الذى تم نقله الى طلخا عقب نكسة 1967 .

وأياً كان المكان الذى ينقل اليه المصنع ، فإنه من الضرورى ألا تكون هناك أضرار على العاملين بالشركة وعددهم 2700 عامل  .

وهنا أقترح أن يتم نقل المصنع ، ويتم وضع إختيارات للعاملين الراغبين فى النقل للمكان الجديد والإستمرار فى نفس وظائفهم الحالية  حتى خروجهم للمعاش ، أما الرافضون للنقل ، فيتم اللجوء لإنشاء مجمع للصناعات الغذائية على جزء من أرض المصنع الحالى ، وهذه المصانع  (  تصنيع .. تبريد .. تجفيف .. تجميد .. تغليف  .. منتجات الألبان ) ، كثيفة العمالة ويمكن أن توفر وظائف أكثر بكثير من عدد العاملين الحاليين بالمصنع ، ويمكن الإستفادة من المحاصيل التى يتم زراعتها فى المنطقة والمراكز المجاورة مثل محاصيل البطاطس والطماطم والبصل والفواكه ..الخ ، وهو ما يحقق فوائد كبيرة للمزارعين والعاملين وللدولة المصرية بشكل عام خاصة إذا ما تمت الإستفادة من منتجات هذه المجمعات الصناعية  فى عمليات التصدير للخارج بعد تحقيق الإكتفاء الذاتى للأسواق المصرية .

 

ويمكن أن يتم تمويل إنشاء هذه المصانع الجديدة ،غير الضارة بالبيئة والصحة العامة ، من خلال بيع أجزاء من أرض المصنع الحالية والغير مستغلة والبلغ مساحتها 400 فدان ، ويمكن أن يتم تخصيص عائد البيع  " قيمة الأرض الحالية التي يقع عليها المصنع حوالي 23 مليار جنيه وعملية نقل المصنع سوف تتكلف حوالي 12 مليار جنيه وسيتم توفير حوالي 11 مليار جنيه " ، يمكن استخدامها فى إنشاء مجمعات ومصانع المواد الغذائية  ، علاوة على إنشاء مدينة سكنية على مستوى متميز تساهم فى حل أزمة الأسكان لسكان المنصورة وطلخا والمدن والمراكز والقرى المجاورة .

وفى النهاية أقول ،إننى أقدم هذه الرؤية التى لا تستهدف سوى المصلحة العاملة لمصر وكذلك الحفاظ على مصلحة وصحة الألاف  من العاملين وأسرهم وكذلك المتضررين من إستمرار مصنع السماد بأوضاعه الحالية ، وأتمنى أن تقوم الجهات المعنية بدراستها بشكل جاد وسريع على أمل التوصل لحل حاسم يرضى كل أطراف هذه القضية .


مقالات مشتركة