السيسي يستقبل موكب المومياوات الملكية بالمتحف القومي للحضارة

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، موكب نقل المومياوات الملكية لدى وصولها إلى مقرها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، حيث يضم الموكب 22 مومياء ملكية ترجع إلى عصر الأسر الـ 17، و 18، و 19، و20، من بينها 18 مومياء لملوك ومومياوات لملكات.

وفور وصول الملوك والملكات، أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة، وسط تشريفة تليق بالملوك، تقدمهم حرس الشرف والموسيقى العسكرية، من بوابة الملوك، وتحيطهم مواكب الشباب بالورود بالموسيقى والأغاني، ويشدو كورال الأوبرا باللغة المصرية القديمة.

واستغرقت عملية النقل نحو 40 دقيقة، وجرت على أعلى درجة من المهارة للحفاظ على المومياوات أثناء نقلها من الاهتزازات.

بدأ مسار موكب المومياوات الملكية تحركه من المتحف المصري بالتحرير، وسط تشريفة رسمية بالموتوسيكلات، وباتجاه الكورنيش من جاردن سيتي ثم القصر العيني والمنيل ومصر القديمة ثم سيتخذ الكوبري المؤدي لمنطقة الجيارة ومنها إلى متحف الحضارة بالفسطاط.

وفي السياق، قال الدكتور أحمد فاروق غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط - لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إن قاعة المومياوات مجهزة على أحدث الطرز العالمية حيث سيتم عرض مومياء الملك بها وبجوارها التابوت وبعض القطع الأثرية المميزة الخاصة بالملك والتي تحكي تاريخ فترته.

وأوضح انه من المقرر عقب نقل المومياوات لمتحف الحضارة إجراء مجموعة من الفحوصات ووضعها داخل وحدة النيتروجين لتعقيمها، ثم البدء فى وضعها فى الفاترينات وعرضها للجمهور يوم 18 أبريل المقبل، الذي يوافق يوم التراث العالمي، لافتا الى أن فريقا من أمهر وأكفأ المرممين المصريين بمتحف الحضارة ، الذي يعد مركزا رئيسيا في صيانة المومياوات في الشرق الأوسط، قام بترميم تلك المومياوات بالمتحف المصري بالتحرير قبل نقلها.

من جانبه.. قال الدكتور محمود مبروك مستشار العرض المتحفي بوزارة السياحة والآثار إن قاعة المومياوات الملكية مصممة على شكل مقبرة ملكية، وتأخذ الشكل الخارجى لمقابر وادى الملوك بالأقصر، واختارت اللجنة العلمية أن يصبح لونها أسود.

وأضاف أنه سيتم عرض كل تابوت ، بجانب المومياء الخاصة به، وسنعرض بجانب بعض الملوك جزءا من الكنوز المكتشفة فى مقبرة كل منهم، لافتا الى انه سيتم كذلك عرض تطور فكرة الدفن فى الحضارة المصرية القديمة، وطرق التحنيط واختلافها بداية من لف الجثة وتحنيطها. والمومياوات الملكية - التي استقبلها المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط - ترجع إلى عصر الأسر الـ 17، و 18، و 19، و20، من بينهم 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات.

جدير بالذكر أن متحف الحضارة يعد من أهم المشروعات التي تمت بالتعاون مع منظمة اليونسكو ليصبح من أكبر متاحف الحضارة في مصر والشرق الأوسط ذو رؤية جديدة للتراث المصري العريق.

وقام بتصميم المبنى الاستشارى المعمارى الدكتور الغزالى قصيبة، أستاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وتم تصميم قاعات العرض الداخلى على يد المهندس المعمارى اليابانى أراتا إيسوزاكي، ويشيد المتحف بتمويل مصرى كامل يتوزع ما بين صندوق إنقاذ آثار النوبة بنسبة 45 %، والمجلس الأعلى للآثار بنسبة 55 %، فيما تقدم منظمة اليونسكو الدعم الفنى فى مجال التدريب، والاستشارات حول كيفية تنفيذ المتحف بطرق علمية حديثة.

ويضم المتحف جميع مظاهر الثراء والتنوع للحضارة المصرية منذ عصر ما قبل التاريخ إلى وقتنا الحاضر، ويرجع ذلك إلى المجموعات الأثرية والتراثية المتنوعة التي يتضمنها المتحف، فضلا عن إبراز جوانب التراث المصري المادي و المعنوي من خلال سرد الحياة المجتمعية والمعيشية والفنون و الحرف التقليدية في الحضارة المصرية ،و قد قامت ايرينا بوكوفا مدير عام منظمة اليونسكو سابقا و وزير السياحة و الاثار بافتتاح قاعة للعرض المؤقت به عام 2017.