الأخوة لماذا تلاشت؟!

برغم المرارة والألم، لم يفقد ود أخيه، جار عليه إلا أنه كان أبقى على شعرة معاوية فربما عادت المياه كما يقولون إلى طبيعتها .  الأول امتلك تسع وتسعين نعجة وهي الأنثى من الضأن وقد يكني بها عن المرأة.. إنها بالتأكيد قسمة جائرة؛ فقد غاب العدل في هذه الحالة، ومع ذلك استنهض فيه إيقاظ الضمير، وللأخوة ضريبة لا يعرف قدرها إلا النبلاء الأتقياء الأنقياء.

شيء طبيعي أن تتغير النفوس وأن تتعكر المياه؛ فالإنسان في حياته عرضة للفرح والسرور، الفرح  والغضب، الإيثار والشح صفات تلازم كل مخلوق إلا من رحم ربي.

كم من أعداء صاروا أصدقاء وكم من أصدقاء صاروا في عداوة مستمرة، عندما أراد التعبير عن غضبه كان لينا.

بغي بعضنا على بعض، حتى البغي لم ينسبه لأخيه وحده ولكنه شاركه تخفيفًا وحفاظًا على ما كان من أخوة.

وحيطة منه، فقد خاطب عقله واستنهض فيه أن الأيام دول وتلك الأيام نداولها بين الناس، الأخوة بمعناها الشامل والأعم أنقي من علاقات عابرة، لقد كان المسلمون في صدر الإسلام الأول عناوين للأخوة الصادقة التي لا تعرف المصالح الشخصية أو المنافع الدنيوية الزائلة.

وكان من الصعب على أحدهم أن يبيع أخاه بثمن بخس دراهم معدودة، كانوا يلتمسون الأعذار وهي ثقافة تلاشت في زماننا واندثرت وأصبحت من ركام الماضي السحيق والبعيد.

مَن منا في هذه الأيام يعرف حدود الأخوة وأركانها، قليلون للأسف مَن يحافظون على أسرار الماضي ووشائج كانت ثم أصابها البوار، من منا يحافظ على مشوار طويل من الذكريات قد يكون حلوًا وقد يكون مرًا.

الأخوه عنوان كبير لايعرفه الا النبلاء الأصفياء الأنقياء ..

من منا يدرك قيمتها ويحافظ عليها لاسيما في هذه الأيام

وقد أصبحت الأخوه كأوراق الشجر تتساقط عند أول خلاف

الاخوه عهد وميثاق  .

و كم من العهود والمواثيق أهدرت عند أول خلاف، فقد أصبحت الأخوة كأوراق الشجر يتساقط مع بدايات فصل الخريف؛ فهل تعود إلى أزماننا الوارفة واليانعة، عندما كان الرجل يأكل التمرة فيتذوق حلاوتها أخوة، هذا ما ننتظره