لا لذبح القنوات الإقليمية

تابعت عن قرب الأزمة التى أثيرت بسبب الإقتتراح برغبة الذى تقدمت به النائبة شيماء حلاوة ووافقت عليه لجنة الإقتراحات والشكاوى بمجلس النواب بمنع القنوات الإقليمية من البث عبر القمر الصناعى المصرى النايل سات .

فى البداية أود أن أطمئن الجميع فى القنوات الإقليمية والذين أتشرف بصداقة الكثيرين منهم أن هذا الأمر لا يزيد عن كونه – حتى الآن – مجرد توصية وليس قراراً .

 وأنا أقول ذلك إستناداً لكونى عضو شعبة المحررين البرلمانيين منذ 20 عاماً وحتى الآن ، وما يزال الطريق طويلاً فى حال الإصرار على تنفيذ هذا الأمر الذى يلحق ضرراً كبيراً بالعاملين فى هذا القطاع .

وأؤكد أن هذا الموضوع لن يتم إقراره خلال الدورة البرلمانية الحالية ، حيث أن الموضوع سوف ينتقل الى لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب التى تترأسها د. درية شرف الدين ويتطلب الأمر عقد أكثر من جلسة ثم يتم رفع الأمر الى الجلسة العامة لمجلس النواب ، وهو ما لن يحدث لأن الدورة الحالية لمجلس النواب سوف يتم فضها خلال الشهر القادم للحصول على أجازة برلمانية سنوية وفقا للسوابق البرلمانية المعمول بها منذ عشرات السنوات "وللعلم فإن المجلس سوف يكون مشغولاً حتى نهاية الشهر الحالى بإقرار الموازنة العامة الجديدة للدولة قبل  30 يونيو "  .

وهنا أقول إن العاملين وفقا لما أبلغنى الكثيرين منهم فى اتصالات هاتفية أو رسائل عبر الماسنجر والواتس آب ، أعربوا عن صدمتهم الشديدة من موافقة نائلة فاروق رئيس قطاع التليفزيون والمشرفة حتى الآن على قطاع الإقليميات " على هذا الإقتراح   ، رغم كونها لا تزال وظيفياً على درجة مدير عام القناة الخامسة " ، لأنها بدلاً من أن تساند قضيتهم وقفت ضدهم ووافقت على إصدار الحكم بإعدام تلك القنوات ، لأنها تعلم قبل غيرها أن هذه القنوات سوف تكتب شهادة وفاتها اذا تم منع بثها عبر النايل سات .

واذا كانت النائبة شيماء قد زعمت أن البث الأرضى قوى ويؤدى الغرض بالنسبة لهذا القنوات ، فكان من الواجب على نائلة فاروق التى حضرت إجتماع لجنة الإقتراحات والشكاوى أن تؤكد لها أن هذا الأمر غير صحيح بالمرة ، وأن تنفيذ قرار وقف البث الفضائى سوف تكون له تداعيات سلبية وأعباء على العاملين بهذه القنوات ، حيث أنهم يعملون فى ظروف غاية فى الصعوبة وضعف الإمكانيات وقلة ما يحصلون عليه من مستحقات مالية مقارنة بباقى القطاعات ،كما أنهم فى حال إقتصار البث على الارضى فقط فإنه من الصعوبة أن توافق الضيوف على الذهاب من المحافظات المختلفة الى استديوهات تلك القنوات والتى لا تتواجد سوى فى 5 محافظات فقط الى جانب مبنى ماسبيرو " القناة الثالثة " ،لأن الضيف سوف يكون على قناعة أنه لن يشاهده أحد فلماذا يضيع وقته بدون فائدة ؟!! .

وكنت أتمنى أن تقول لهم نائلة فاروق إن القنوات الإقليمية تمثل حلقة التواصل بين أبناء المحافظات وأبنائهم فى الخارج وأن هؤلاء يتابعون أخبار قراهم ومدنهم عبر هذه الشاشات وسوف تتوقف هذه المتابعة فى حال وقف البث الفضائى .

يا سادة .. ساعدوا القنوات الإقليمية التى تذخر بالكثير من الكفاءات الإعلامية بدلاً من أن تساعدوا فى الإجهاز عليها والقضاء على دورها الكبير الذى يجب أن يتم تطويره خلال الفترة القادمة .