١٩ عاما مرت علي رحيل عبد
الحميد شتا ابن قريه ميت الفرماوي مركز ميت غمر كثيرون لايعرفونه ..
فهو
الشاب النبيل الشاطر بن الفلاح الغلبان في الثانويه العامه
حصل
علي مجموع ٨٥ % الا انه كان يحلم بتحقيق رغبه والده المنهك والمجاهد والمثابر علي تربيته .
في
العام التالي التحق بالثانويه العامه وكان له ماأراد وحصل علي مجموع ٩٥ % ادبي
وتحققت رغبته في الألتحاق بكليه الاقتصاد والعلوم السياسيه . شهد له اساتذه الكليه
بالنبوغ
وتم
اختياره لتمثيل الكليه في عدد من المؤتمرات في الخارح
كتب
الابحاث في مجله السياسه الدوليه وفي العديد من الدوريات . كان الاول علي اقرانه لخمس سنوات هي مده
الدراسه في العام الاخير حصل علي ممتاز مع
مرتبه الشرف
كغيره
من الشباب كان يحلم بتمثيل مصر .. وزاره الاقتصاد
وعلي
صفحات جريده الاهرام تعلن عن حاجتها الي وظيفه
ملحق
تجاري .. هرول عبد الحميد شتا الي سحب الملف وقام بملئ البيانات المطلوبه وارفاق
الشهادات وصور الابحاث وشهادات التقدير ..تم تحديد موعد الاختبار التحريري
وظهرت
النتيجه وكان الاول نعم الاول علي الجميع فقد كان يؤمن ان الحديد لايفله الا
الحديد ..بعدها تم تحديد موعدا للاختبار الشفوي..دخل الامتحان والابتسامه ترتسم
علي وجهه النحيل فهو علي مقربه من تحقيق الحلم .
حلم الوالد
حلم
القريه . حلم ابناء الفقراء حلم جمال عبد الناصر في المساواه والعدل الا انه نسي
ان جمال رحل وهو الأن الي جوار ربه .. انتظر عبد الحميد شتا نتيجه الشفوي كغيره ..
قال
له احد الاصدقاء لقد ظهرت النتيجه هرول مسرعا وسوف يعود مساء الي ابيه حاملا
البشري ..
امام
اللوحه المعلن عليها النتيجه وقف عبد الحميد شتا يراجع الاسماء ويكرر المراجعه ولكن
دون جدوي فقد شلت يد الكاتب فلم يكتب اسمه .. في الجهه اليسري في لوحه الاعلان
الاسماء المرفوضه وسبب الرفض . بحلق عبد الحميد بعينيه استعان بصديق فوجد اسمه وقد
رفض لانه غير لائق اجتماعيا اصيب بصدمه اسودت الدنيا أم عينيه لم يستطع تمالك نفسه
سقط علي الأرض تدخل اولاد الحلال حاولوا ايقافه وافاقته ..هاهو يتمالك
فيقف
ليقرر المصير وكان قراره لامكان للنبلاء في هذا البلد
فهناك
الي جوار الله الأمن والسكينه والاستقرار ..
في
شوارع القاهره سار وهو لايعرف اين المسير وعلي كوبري قصر النيل اختار النهايه
المحتومه والقي بجسده النحيل دون ان يراه احد هكذا اختار ..
رحم
الله عبد الحميد شتا الشاطر النبيل النابغه ..