البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

الملفات التفاعلية   2021-08-17T00:23:58+02:00

خطة الحكومة لكسب 79 مليار جنيه على حساب صحة المصريين

احمد على

 

تعد مصر من أعلى الدول العربية استهلاكًا للتبغ وفقًا لمؤشر التبغ العالمي لعام 2020–2020Tobacco Index Global، حيث تبلغ نسبة البالغين (15-69 سنة) المتعاطين للتبغ في مصر نحو 23%، كما تبلغ النسبة بين الأطفال (13-15 سنة) حوالي 14%. و50٪ من المصريين يتعرضون للتدخين السلبي في منازلهم. وهناك أيضًا اتجاهات متزايدة لامتصاص الشابات للتبغ، وزيادة عامة في استخدام الشيشة.

 

ويبلغ استهلاك السجائر في مصر نحو 85 مليار سيجارة سنويًا، وتنفق الأسر المصرية في المتوسط حوالي 1724.9 جنيه، بما يمثل 5% من إجمالي إنفاق الأسرة المصرية على التدخين. ويقدر عدد الوفيات بسبب التدخين في مصر حوالي 61.7 ألف حالة وفاة في عام 2019، وتنتج أغلبية تلك الوفيات عن سرطان الرئة وأمراض السرطان الأخرى، والسكتات الدماغية، وداء القلب، وأمراض الشرايين، وأمراض الجهاز التنفسي. وتُشير التقديرات إلى أن حوالي 3.4 مليارات جنيه تنفق سنويًا في مصر على علاج الأمراض التي يسببها تعاطي التبغ.

فى هذا السياق أكدت سالي عاشور  الباحثة فى المركز المصرى للفكؤ والدراسات الإستراتيجية فى دراسة لها بعنوان " اقتصادات صناعة التبغ والسجائر في مصر

 " أن مصر أصبحت من الدول الموقّعة على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ (FCTC) في عام 2005، وحققت منذ ذلك الحين العديد من الإنجازات الرئيسية نحو مكافحة التبغ، بما في ذلك توفير صور صحية مصورة لمنتجات التبغ وزيادة الضرائب المفروضة على التبغ، وتم تنفيذ حظر على الإعلان عن التبغ، لكن الإعلان غير المباشر منتشر على نطاق واسع من خلال تصوير استخدام التبغ في الدراما السينمائية والتلفزيونية. وقد تم اتخاذ خطوات لتوفير بيئات عامة خالية من التدخين ولكن التنفيذ لا يزال ضعيفًا.

وكشفت الدراسة أن الشركة الشرقية للدخان تهيمن على سوق السجائر والتبغ في مصر منذ زمن بعيد، حيث تستحوذ على أكثر من أربعة أخماس صناعة السجائر في مصر، وتنتج الشركة ماركات متعددة من السجائر بموجب تراخيص، كما تستحوذ على ما يزيد عن الثلثين في صناعة المعسل، ويوجد في مصر أكثر من 30 شركة أخرى ينتج معظمها المعسل لاستخدامه في الشيشة.

 

كانت الشركة الشرقية للدخان مملوكة بالكامل للحكومة حتى عام 1995، ومع ظهور الخصخصة بدأت في التحول تدريجيًا من خلال طرح حصة تقدر بحوالي 20%، وكان نصف تلك الحصة مخصصًا للموظفين، وتم طرح النصف الآخر للمستثمرين، ثم تم بيع حصص إضافية خلال عامي 1997 و1999، حتى بلغ نصيب الحكومة في الشركة نحو 52.8%، والقطاع الخاص حوالي 37.2%، والموظفين 10%.

 

وقد طرحت هيئة التنمية الصناعية مؤخرًا رخصة جديدة لإنتاج السجائر، الأمر الذي يثير معه بعض المخاوف بشأن انتهاء احتكار الشرقية للدخان لسوق السجائر في مصر، وتشير آراء الخبراء إلى وجود تأثير إيجابي محتمل على وجود ذلك المنافس مع اتساع السوق، ودخول الشرقية للدخان في منتجات جديدة.

 

ولكن تتيح الهيئة للجمعية العامة للشركة الشرقية -إيسترن كومباني- المشاركة في رأسمال الشركة الجديدة بنسبة 24%، مما يحقق استعاضة جزئية لأي خسارة قد تلحق بها في ظل اشتراط أن الرخصة الجديدة تشمل تصنيع السجائر الإلكترونية الجديدة.

 

وشملت شروط الكراسة عدم أحقية الشركة الجديدة في إنتاج سجائر في الفئة السعرية الشعبية التي تسيطر عليها الشركة الشرقية، وتمثل 98% من مبيعاتها، ما يضمن عدم وجود أي تهديد تنافسي من الشركة الجديدة.

 

وتحت عنوان " اقتصادات السجائر والتبغ في مصر " ، كشفت أشارت الدراسة إلى أن التقديرات تشير إلى أن صناعة التبغ والسجائر حققت نحو 47 مليار جنيه خلال عام 2019، وتفرض مصر مجموعة متنوعة من الضرائب على التبغ ومنتجاته، بداية من رسوم استيراد متواضعة على أوراق التبغ ومنتجات التبغ المستوردة، وضرائب المبيعات العامة على منتجات التبغ.

 

وحققت الضرائب على السجائر ما يقدر بنحو 61 مليار جنيه في العام المالي 2019-2020، وتشير البيانات إلى نمو متزايد في قيمة الضريبة التي يتمّ تحصيلها على السجائر، حيث لم تكن تتجاوز أكثر من 51.6 مليار جنيه في العام المالي 2017-2018، وارتفعت إلى 56.3 مليار جنيها في العام التالي له، ثم إلى 61 مليار جنيه، وتمثل الضرائب المحصلة نحو 77% من ثمن العلبة الواحدة.

 

وتستهدف الحكومة زيادة أسعار وضرائب جديدة على «السجائر» فى العام الجاري بواقع 75 قرشًا على كل «علبة» لجمع 79 مليار جنيه من خلال ضرائب السجائر والتبغ، مقارنة بمستهدف 74.8 مليار جنيه في موازنة العام المالي الحالي بفارق 4.2 مليارات جنيه.

 

وتأتي تلك الزيادة الضريبية لتحصيل رسوم لصالح تمويل مشروع التأمين الصحي بداية من يوليو 2021، وينص قانون التأمين الصحي الذي تم إقراره في يوليو 2018 على تحصيل 75 قرشًا من قيمة كل علبة سجائر مباعة بالسوق المحلي، سواء كانت محلية أو أجنبية الإنتاج، كما ينص القانون على زيادة تلك الرسوم كل 3 سنوات بقيمة 25 قرشًا أخرى حتى تصل إلى جنيه ونصف، وستكون تلك المرة الثانية التي يتم فيها تحصيل رسوم التأمين الصحي بعد تطبيقها للمرة الأولى في 2018.

 

 

ومن المتوقع أن يسجل سوق التبغ المصري معدل نمو سنوي مركب قدره 7.16٪ خلال الفترة 2020-2025 كنتيجة لتغيير نمط الحياة والابتكار المستمر للمنتج من حيث النكهة والحجم والمكونات ومستوى النيكوتين، إلى جانب اعتقاد المستهلك بأن التدخين يقلل من التوتر والقلق، وهي بعض العوامل الرئيسية التي تدفع نمو السوق.

 

وبالإضافة إلى ذلك، تساهم مجموعة من العوامل الأخرى، مثل معرفة المستهلك وزيادة الوعي بالمنتجات والخدمات، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، في تثقيف المستهلكين حول فوائد انخفاض القطران والنيكوتين والمنتجات عديمة الدخان، وهذا -بدوره- يؤدي إلى زيادة الطلب على السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المتقدمة الأخرى.

 


مقالات مشتركة