الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية       وزارة المالية : الدولة ليس من دورها إدارة الأصول العقارية       أخبار سارة للموظفين.. المالية تعلن تبكير صرف مرتبات شهر يوليو 2024       بالأرقام الرسمية .. إصدار 32.5 مليون قرار علاج على نفقة الدولة       وزارة العمل تُحذر المواطنين بعدم التعامل مع الشركات والصفحات وأرقام الهواتف الوهمية       إطلاق دورى رياضى لأبناء الأسر في قرى ( حياة كريمة ) تحت شعار ( أنت اقوى من المخدرات )       أخبار سارة : مصر تستهدف إنتاج 800 ألف أوقية ذهب عام 2030  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

الملفات التفاعلية   2021-08-19T07:58:47+02:00

خريطة مصايف الزعماء والنجوم

ايمان بدر

يعد الذهاب إلى المصيف حلم كل أسرة لمواجهة حرارة الصيف القاسية، والتى تزايدت قسوتها هذا العام، خاصًة بعد إغلاق الشواطئ لعامين متتاليين بسبب أزمة فيروس كورونا الوبائى، وأصبحت الناس المحبوسة تتوق إلى الذهاب للمصيف بشكل يجعل الأمر ينتقل أحيانا إلى صفحات الحوادث ويصل لجرائم القتل، حيث كان من بين أسباب قتل إحدى السيدات لزوجها أنه رفض إصطحابها للمصيف فى الغردقة.

ومع انتشار إعلانات المنتجعات المستفزة على شاشات التليفزيون وصفحات الفيس بوك منذ شهر رمضان الماضى وحتى الآن تتصاعد حالات الاشتياق ليس فقط للذهاب إلى أى مدينة ساحلية، ولكن لتجربة مصايف الأثرياء و"كريمة المجتمع"، التى تتغير من حقبة زمنية إلى أخرى ومن جيل إلى جيل، ومن اللافت للنظر أن مصطلح "الهاى كلاس" أو علية القوم، لا يطلق فقط على الرؤساء والوزراء ولكن هناك طبقة رجال الأعمال المليارديرات وأيضًا نجوم الفن الأثرياء، وعادًة ترتبط هذه الفئات بعلاقات صداقة ومصاهرة.

ومثلما تجاور الوزراء مع الفنانين فى شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين ثم فى فيلات التجمع الخامس والقاهرة الجديدة حاليًا، نجدهم أيضًا جيران فى فيللات وشاليهات يمتلكونها فى الساحل الشمالى والجونة وشرم الشيخ والعلمين الجديدة.

وفى سياق السطور التالية نرصد خريطة مصايف "الناس الهاى"، منذ عهود الملكية وحتى موسم الصيف الحالى.

 

 

            عبدالناصر ولد في باكوس وحاولوا قتله فى المنشية وأعلن تأميم القناة " فى الميدان فى اسكندرية"

 

ومن رأس التين إلى حى باكوس الشعبى بالأسكندرية أيضًا، حيث ولد الزعيم الخالد الراحل جمال عبدالناصر، فى منزل عائلة والداته بحى باكوس، كما كان لناصر فى الإسكندرية واقعة شهيرة هى محاولة الإخوان إغتياله فى المنشية عام 1954، بالرغم من ذلك لم يكره الزعيم الخالد عروس البحر المتوسط، بل ظل يتردد عليها لقضاء إجازاته فى فصل الصيف من كل عام مع أسرته وأصدقائه، ولعل أشهرها صيف سنة 1956، وتحديدًا فى 26 يوليو 56، حيث غنى عبدالحليم حافظ لهذا اليوم قائلا: " كانت الصرخة القوية فى الميدان فى إسكندرية، صرخة أطلقها جمال وإحنا أممنا القنال"، وبذلك دخل ناصر التاريخ من أوسع أبواب مدينة الأسكندرية حين أعلن من هناك قرار رئيس الجمهورية بتأميم قناة السويس.

 

            السادات سار على درب ناصر ومبارك فضل شرم الشيخ

 

 

-           السيسى أعاد الحياة إلى استراحة المعمورة والإرهابية خططت لاغتياله بداخلها

 

مثلما اعتاد الزعيم جمال عبدالناصر قضاء إجازاته فى إستراحة المعمورة، سار الرئيس أنور السادات على نفس الدرب، وكان يقضى فيها إجازات الصيف، أما الرئيس حسنى مبارك، فعرف عنه أنه كان من عشاق شرم الشيخ، وكانت له هناك الفيلات الثلاثة الشهيرة التى أهداها له صديقه رجل الأعمال حسين سالم والتى حوكم بسببها "مبارك" ونجليه بعد خلعه على خلفية ثورة 25 يناير 2011، وحصل ونجليه على أحكام قضائية بالبراءة.

أما الرئيس عبدالفتاح السيسى فقد أعاد الحياة إلى استراحة المعمورة، وظل خلال سنوات حكمه الأولى يقضى فيها إجازاته الصيفية مع أسرته وأحفاده، ومؤخرًا كشفت الأجهزة الأمنية عن مخطط تم إحباطه لاغتياله بداخلها، عن طريق إستئجار إحدى الجماعات الإرهابية لشقة مقابلة لها، وهى العملية التى ظهرت تفاصيلها ضمن أحداث الحزء الثانى من مسلسل "الإختيار" المذاع فى رمضان الماضى.

 ولكن مؤخرًا- وخلال الصيف الحالى تحديدًا- اعتاد "السيسى" قضاء إجازاته فى مدينة العلمين الجديدة، كما اتخذ قبيل أسابيع قليلة قرارًا بضم مدينة مارينا إليها.

 

 

 

 

            حكومات مصر من قصر رأس التين إلى العلمين الجديدة

 

-           حكايات الخديوى إسماعيل والملك فاروق مع عروس البحر المتوسط

 

يتداول نشطاء "الفيس بوك" مقاطع فيديو كثيرة فى الفترة الحالية، للرئيس عبدالفتاح السيسى يقود دراجته متريضًا بين الناس فى مدينة العلمين الجديدة، التى من المنتظر أن ينتقل إليها الحكم خلال شهور الصيف، ولكن مالا يعلمه الكثيرون أن هذا الأمر ليس بالجديد على حكومات مصر.

ولعل قصة حكومات المصايف بدأت منذ نشأة الدولة المصرية الحديثة ذاتها، والتى أسسها محمد على باشا، ومع قيام تلك الدولة المدنية ذات الجيش القوى تأسس قصر رأس التين بالأسكندرية، الذى يطل على شاطئ البحر المتوسط بالقرب من قلعة قايتباى، ويعد هذا القصر هو الشاهد الرئيسى على قيام أسرة محمد على التى استمرت تحكم مصر لأكثر من 150 عامًا، ومن داخل هذا القصر تم خلع الخديوى إسماعيل أحد بناة مصر الحديثة عن العرش، بل وشهد القصر ذاته نهاية حكم الأسرة العلوية كلها، حين تم خلع الملك فاروق ورحيله إلى منفاه بإيطاليا، على ظهر اليخت الملكى المحروسة، من ميناء رأس التين.

 

 

 

-           فتحى سرور وصفوت الشريف " بالشورت" على لسان الوزراء فى أواخر حكم مبارك

 

-           عادل إمام تحدث عن فيلته بالعجمى وعمرو أديب ولميس الحديدى من عشاق دبى

 

ومثلما تمر السينما بمراحل متتالية، تمر مصايف نجوم الفن والمجتمع بنفس المراحل، حيث كانت شواطئ العجمى "الهانوفيل وبيتاش"، مخصصة لعلية القوم فى فترات الثمانينات والتسعينات، وتناقل المتابعون الحكايات حول فيلا عادل إمام الأسطورية بالعجمى، وهو نفسه تحدث عن إمتلاكه فيلا بالعجمى خلال حفل تكريمه فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، عقب تقديمه فيلم " الإرهابى"، مؤكدًا إنه حقق هذه الثروات من حب الجمهور المصرى له، ووجب عليه أن يقف بجوار بلده فى حربها ضد الإرهاب.

 ومن العجمى إلى لسان الوزراء بالساحل الشمالى، حيث نشرت الصحف فى أوائل الألفية الحالية التى شهدت نهاية حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، صور قيادات ورموز النظام الحاكم وقتها وأبرزهم فتحى سرور وصفوت الشريف وأسامة الباز مرتديين "الشورت والتى شيرت" على شاطئ لسان الوزراء الشهير.

وحاليًا يفضل الأثرياء ونجوم المجتمع السفر إلى لندن أو باريس أو دبى لقضاء إجازة الصيف، ورغم إمتلاك غالبيتهم فيلات وشاليهات فى الساحل الشمالى والجونة وشرم الشيخ وصولًا إلى العلمين الجديدة، ولكن نسبة كبيرة منهم لديهم أيضًا شقق فى لندن وباريس ودبى بالإمارات.

ولعل أشهر هؤلاء هو الإعلامى عمرو أديب وزوجته الإعلامية لميس الحديدى، ولديهما شقق فاخرة فى لندن وباريس ودبى، ولكن دائما ما يؤكد "أديب" أن دبى هى الأقرب له إذا ما قرر قضاء الإجازة خارج مصر، أما عن إجازة عيد الأضحى الماضى، فأكد مقدم برنامج "الحكاية" أنه قضاها فى فيلته بالساحل الشمالى بصحبة أسرته.

 

 

عائلة ساويرس تفضل الجونة على منتجعات سويسرا

 

-           نجيب يشترى جزر يونانية وإيطالية ويقضى إجازته فى الجبل الأسود

 

يمتلك رجل الأعمال المصرى سميح ساويرس إلى جانب مدينة الجونة القريبة من ميناء الغردقة فى مصر، عدة منتجعات سياحية فى معظم دول العالم، حيث يستحوذ على مجموعة "توريسنيك جروب" السياحية الألمانية، كما يدير من خلال شركة أوراسكوم القابضة ومقرها سويسرا عدد من المنتجعات والمشروعات العقارية وموانئ اليخوت فى 7 دول، بل ويمتلك مدن سياحية تمتد إلى مونتيغيرو التى تعرف بالجبل الأسود وتقع فى جنوب أوروبا.

وبالرغم من اتساع دائرة ممتلكات آل ساويرس السياحية ولكنهم يفضلون قضاء إجازاتهم فى مدينة الجونة، حيث يقام المهرجان السينمائى المثير للجدل كل عام، فيما أكد رجل الأعمال نجيب ساويرس أنه ينوى شراء جزر يونانية وإيطالية تقع فى قلب البحر المتوسط، ورغم تأكيد الرجل على أنه سيحول الجزيرة التى سيشتريها إلى دويلة للاجئين السوريين وباقى اللاجئين من كل أنحاء العالم، ولكن مصادر داخل الوسط السياحى تؤكد أنه يسعى إلى غزو مجال بيزنس المنتجعات على غرار شقيقه الأصغر سميح، الذى يأتى قبل نجيب فى قائمة الأثرياء وإن كان الأخير يحظى بشهرة أكبر وعلاقات أوسع مع نجوم الفن والمجتمع.

وبالرغم من أن عائلة "ساويرس" تقضى الإجازات فى أفخم منتجعات سويسرا وألمانيا والجبل الأسود، ولكن تحتل الجونة نصيب الأسد من إجازاتهم، ويتردد أنها كانت المقر الدائم والمفضل لوالدهم عميد العائلة رجل الأعمال الملياردير أنسى ساويرس الذى رحل عن عالمنا مؤخرًا، وكان يحرص على حضور مهرجان الجونة السينمائى فى دوراته المتتالية كل عام.

 

 

 

أسمهان دفعت حياتها بسبب رأس البر وعبدالحليم التقى حب عمره فى الأسكندرية

 

-           ليلى مراد مازالت تروج لمطروح وروبى سمحت للمحجبات بارتداء "التيربون"

 

تمتلأ مواقع التواصل الاجتماعى حاليًا بحواديت وحكايات تشبه الأساطير، عن يوميات نجوم الفن والأثرياء فى المصايف، وتحديدًا فى مارينا والساحل الشمالى، ومن حفلة روبى التى سمحت بارتداء "التيربون" على رؤوس المحجبات، إلى حفلات عمرو دياب التى منعت الحجاب، ومن حفل تامر حسنى الأسطورى إلى صراعات بنات المايوهات "البكينى" وثورة فتيات "البوركينى"، حيث يفسر خبراء علم الاجتماع حالة الهوس التى انتابت السوشيال ميديا حول حواديت الساحل الشمالى وأخبار النميمة التى تغزو الصفحات عن صور نجوم المجتمع بالمايوهات داخل المنتجعات، بأنها تعكس حالة من الطبقية الشديدة واتساع الفجوة بين الطبقة الثرية والطبقة الفقيرة بشكل كارثى يرتبط بتآكل الطبقة الوسطى التى هى رمانة الميزان فى أى مجتمع.

ومن اللافت للنظر أن متابعة حكاوى المشاهير مع المصيف، لم تبدأ بصفحات السوشيال ميديا ولكنها انتشرت وحظيت بمتابعة ضخمة منذ عهد الصحافة الورقية وتحديدًا صفحات الحوادث وليس الفن، حيث إنشغل الرأى العام سنة 1944 بحادث وفاة أو بالأدق مقتل المطربة اللامعة آنذاك أسمهان أو آمال الأطرش، حيث غرقت بسيارتها فى ترعة الساحل، خلال ذهابها للمصيف فى مدينة رأس البر، وترددت وقتها الشائعات ومازالت تتردد حول مقتل أسمهان بسبب علاقتها بأجهزة مخابرات خارجية تارة أو بسبب غيرة مطربة منافسة لها تارة أخرى، وما أكد على هذه التكهنات هو إختفاء السائق وعدم العثور عليه ولا على جثته حتى كتابة هذه السطور، ووقتها صرح الفنان يوسف وهبى الصديق المقرب للمطربة الراحلة بأنه نصحها بالذهاب إلى الأسكندرية بدلًا من رأس البر ولكنها دفعت حياتها ثمن عشقها لمدينة اللسان.

وعلى ذكر الأسكندرية وصفحات النميمة حول حواديت النجوم على الشواطئ، من المعروف أن العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ صور فيلمه الناجح "أبى فوق الشجرة" على شاطئ المننتزة بالأسكندرية عام 1967، ولكن فى حياته الخاصة تردد أنه التقى بحب عمره وخطيبته الراحلة ديدى الألفى على شاطئ المعمورة بالأسكندرية أيضًا، حيث كانت تقيم مع أسرتها فى كابينه مجاورة لكبينة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس صديق حليم ومؤلف فيلمه "أبى فوق الشجرة".

وفى نفس العام كانت للمطربة نجاة الصغيرة حكايات على "شاطئ المرح"، وهو شاطئ نمرة 6 بالإسماعيلية، أما المطربة ليلى مراد فظلت تروج لشاطئ الغرام بمرسى مطروح منذ إنتاج فيلمها عام 1950، وحتى وقتنا هذا ومازالت الصخرة التى غنت عليها تحمل إسم صخرة ليلى مراد.

 

 

            أزمة هانى شاكر بسبب مصيف فى تركيا

لأن الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة، دائما ما ترتبط حواديت النجوم بخلفيات سياسية محلية ودولية، ليكون المنفذ الذى تطل منه الأخبار والساحة التى تشتعل عليها الصراعات وتكيل من منصاتها الاتهامات هى مواقع السوشيال ميديا.

ومؤخرًا تعرض الفنان هانى شاكر نقيب المهن الموسيقية لأزمة صيفية ذات خلفية سياسية، بسبب سفره لقضاء إجازة الصيف فى تركيا مع أسرته، ونشرت صفحات الفيس بوك صور أمير الغناء العربى مع زوجته على شواطئ الامبراطورية العثمانية، التى لايخفى رئيسها رجب طيب إردوغان عدائه لمصر وتمويله للإرهاب.

وبالرغم من أن القوانين لا تمنع أى مواطن من قضاء إجازته فى تركيا أو حتى فى إسرائيل، ولكن الرأى العام ورواد مواقع التواصل الاجتماعى حملوا أمير الغناء العربى مسئولية مجتمعية بإعتباره أحد رموز قوة مصر الناعمة، ويتعين عليه تشجيع السياحة فى بلاده أو حتى الذهاب إلى أى دولة لاتعادى مصر، ولا تنفق من إيرادات السياحة على تمويل الإرهاب وتخريب الدول العربية ومن بينها مصر.

 

 

 

            


مقالات مشتركة