الي النهضه .. نظره عامه

لقد طال الحديث عن النهضه في مصر منذ عقود طويله واحقاقا للحق فانه ومنذ ثوره يوليه ١٩٥٢ حاولت        الحكومات المتعاقبه باستثناء فتره حكم  الاخوان   كل قدر جهدها ان تضع خطط واستراتيجيات للنهوض بالدوله وذلك  بالرغم من المعوقات التي واجهت مصر منذ الاستقلال وما  تبعتها من تحديات وحروب كانت دائما معوقا للاسراع  بالنهضة والاستقرار.  

  والان ومنذ يناير ٢٠١١ واجهت مصر تحديات كبيره ومرت بظروف عصيبه ومؤامرات كادت ان تزعزع  مفاصل الدوله ضمن مخطط شرق اوسطي  كان له بالغ الاثر علي الدول العربيه جميعا .وما ان انتبهت مصر بقيادها وجيشها وشعبها لهذا  للمخطط حتي هبت تؤمن الدوله المصريه من جهه وتبني دوله عصريه تليق بمكانتها بين الدول الشرق اوسطيه من جهه اخري  .                           

وعندما نتحدث عن النهضه ،يعتقد البعض ان المقصود هو النهضه الاقتصاديه فقط وما يتبعها من رفع معدل النمو  وتحسين  مستوي المعيشه .الا ان للنهضه الشامله  عده محاور يحب ان تتكامل جميعها وتتوازي للوصول الي نهضه شامله تدعم بعضها بعضا بحيث ان ضعف احدي هذه المحاور يوثر سلبا علي الباقي .فمثلا لا يمكن أن تكون النهضه الاقتصاديه فعاله ومستمره بدون نهضه التعليم والصحه. ولا يمكن ان تحدث نهضه فكريه وثقافيه لمجتمع لا يأمن العلاج ولا يمكن ان يتسامح المجتمع وان يتفهم معاني الدين الوسطي المعتدل بدون فكر وثقافه وقراءه واعيه ومتأنيه للنصوص بسعه عقل  و دون جمود .والنهضه بمفهومها الشامل ومحاورها المختلفه لاتقع علي عاتق الدوله وحدها وانما هي عمليه مستمره تتشارك فيها الدول مع الافراد جنبا الي جنب لتحقيق الغايه المطلوبه  . ونحن في هذه السلسله من المقالات  عازمين ان نلقي الضوء علي محاور النهضه المختلفه ومتطلباتها  املين ان      تشتمل هذه المقالات علي افكار عامه تساعدنا جميعا  كافراد لنكون عونا لأنفسنا وللدوله التي لا تتواني او    تدخر جهدا للرقي ببلدنا  الحبيب.