البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

الملفات التفاعلية   2021-09-26T07:42:51+02:00

ماذا يحدث بين رجال الأعمال ونجوم المجتمع فى الغرف المغلقة ؟!!!

ايمان بدر

 

تابعنا جميعاً قضايا فتيات "التيك توك" حنين ومودة وغيرهما، ووقتها كانت غالبية التعليقات من نوعية إننا كمصريين نستخدم تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات استخدامات سيئة هدامة، بينما يحقق الآخرون من وراء هذه التطبيقات التكنولوجية مكاسب اقتصادية ضخمة وثروات بالمليارات، ناهيك عن قدرتها على اختراق المجتمعات وتوجيه الشعوب بل ورسم سياسات الدول.

وفيما يتعلق بتطبيق "فيس بوك" الأكثر انتشارا والأعلى تأثيرا حتى الآن، ظل الفنان محمد صبحي لسنوات يحذر من هذا التطبيق ويكرر عبارة ( وأنا أعرف منين أن إللى بيكلمنى على الفيس بوك ده محمد من القاهرة ولا كوهين من تل أبيب)، وبالرغم من تلك التحذيرات وكذلك مخاوف خبير تكنولوجيا المعلومات الدكتور محمد الجندى فى هذا الشأن ، لم يتوقف الناس عن تحميل تطبيق فيس بوك، حتى بات جزء من الحياة اليومية للسواد الأعظم من مواطنى العالم.

ولأن غالبية تطبيقات التواصل الاجتماعي باتت شعبوية ومنتشرة وربما مخترقة أمنيا وتقنيا، كان من الطبيعي أن يبحث أبناء "الهاى كلاس"، أو كريمة المجتمع عن تطبيق يوفر لهم خصوصية، وينغلق على محادثاتهم وحواراتهم، مثلما تنغلق الكومباوندات على الفلل والحدائق وحمامات السباحة الخاصة بهم، بعيدًا عن أعين المراقبين والحاقدين، لتتأكد فكرة العبقرى الراحل وحيد حامد التى صاغها في الكثير من أفلامه بعبارات من نوعية ( إحنا بلد تانية غير بلدكم، والبلد دى إللى يشوفها من فوق غير إللى يشوفها من تحت ) .

وفي هذا السياق يمكن لمن يقرأ تفاصيل أكثر عن تطبيق " كلوب هاوس " ، أن يردد عبارة ( إحنا شبكة إنترنت تانية غير شبكتكم)، حيث لا يتميز تطبيق الغرف المغلقة بتقنية الحوار الصوتى ذات التأثير الأعمق فقط، ولكن مستوى الخصوصية المتاحة له جعلته منصة تستقطب النخب والمثقفين والأثرياء، حيث يتميز بالخصوصية في اقتراح الموضوعات المطروحة أو دعوة من يرون أنه جدير بالدخول إلى غرف الحوار المغلقة.

 

 

على غرار فيلات الكومباوندات وحمامات السباحة الخاصة

 

600  ألف غرفة مغلقة على حوارات " الهاى كلاس"

 

-           تستحوذ على النصيب الأكبر من كعكة الاقتصاد وحققت المليارات من وراء جائحة كورونا

-           رموز عالم البيزنس يبحثون عن أجواء أكثر حميمية على غرار غداء وعشاء العمل

 

حول هذا العالم الغامض وماذا يحدث داخل غرفه المغلقة صدرت مؤخراً دراسة بعنوان ( كلوب هاوس.. إعادة بناء للنخب الافتراضية أم إختراق جديد للعقول) أعدها الدكتور أسامة السعيد، الذى استهل دراسته بالحديث عن تكنولوجيا التواصل الاجتماعي التى باتت تستحوذ على النصيب الأكبر من كعكة النمو الاقتصادي في العالم، لافتاً إلى أن أهمية تلك التطبيقات تصاعدت بشكل كبير وسريع مع انتشار جائحة فيروس كورونا، التى أجبرت العالم على التوسع في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتعليم والعمل والتسوق وعقد الصفقات وتبادل المعلومات والخبرات عن بعد.

وأشارت الدراسة إلى أنه في عالم ما بعد كورونا لم تعد تلك التكنولوجيا مجرد محركات للبحث ووسائل للترفيه والدردشة، بل أصبحت تشكل أفكار وترسم سياسات وتساهم في اقتصاديات كما يفوق تأثيرها جميع وسائل الإعلام التقليدية.

وفيما يتعلق بتطبيق "كلوب هاوس" تحديداً أوضح (السعيد) أنه يوجد حالياً أكثر من ٦٠٠ ألف غرفة حوار حول العالم، وهو رقم يكشف عن كونه تطبيق يستقطب مستويات معينة، مشيراً إلى أن إسم التطبيق نفسه مقتبس من عالم أندية الجولف وسياحة اليخوت، التى تقتصر على فئة معينة من الناس، ومن ثم اقتصر في بداية إطلاقه على مستخدمي أنظمة ios، الخاصة بمنتجات شركة "أبل" ذات المكانة الاجتماعية الرفيعة.

وعن أبرز استخدامات التطبيق أكد الخبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن أصحاب الياقات البيضاء يستخدموه لتبادل المحادثات والنقاش، على غرار أندية الجولف ومارينا اليخوت التى يلتقون فيها لعقد الصفقات التجارية وتبادل النقاشات قبل وبعد ممارسة رياضاتهم الفارهة، حيث يفضل هؤلاء الحديث عن البيزنس في النادي بعيداً عن رتابة المكاتب، وبحثًا عن أجواء أكثر حميمية فيما يطلق عليه رموز عالم البيزنس غداء عمل أو عشاء عمل، ومن خلال هذا التطبيق أصبح لديهم "غرف شات" عمل.

 

هل "كلوب هاوس" خالى من التسريبات ؟!!

 

-           حقيقة إختراق التطبيق فى الدول العربية لأسباب سياسية

 

-           تيارات طائفية ومذهبية تستخدم المنصة كمساحة للصراع واجتذاب الأنصار والمؤيدين

 

نظراً لأن هذه الفئة من الناس تبحث دائمًا عن أعلى درجات السرية والخصوصية فى علاقاتها المتبادلة، يتمتع التطبيق بخاصية أن المحادثات داخله تحتفي بمجرد انتهائها، كما أنها لا تسلم لأي جهة مما يجعلها وجهة لإجراء نقاشات تتعلق بكافة الموضوعات دون القلق من مسائل التسريبات والاختراق وغيرها.

وعلى الرغم من ذلك، كشفت الدراسة أن  تطبيق كلوب هاوس ليس استثناء من عدوى التسييس التي سرعان ما تصيب تطبيقات التواصل الاجتماعي، بل إن تنامي معدلات المحتوى السياسي على المنصة الجديدة بات يمثل واحدا من الظواهر اللافتة لأي مراقب.

وبحسب الأرقام المعلنة رسميا من جانب التطبيق، فإنه يوجد حتى مطلع أغسطس الجاري نحو 600 ألف غرفة نشطة للحوار على التطبيق يوميا، وقد تضاعف هذا الرقم في أقل من ثلاثة أشهر إذا كان يقف عند عتبة 300 ألف غرفة فقط في مايو من العام الجاري.

ورغم عدم وجود أرقام معلنة حول طبيعة التصنيفات لموضوعات النقاش داخل غرف الحوار الصوتي على المنصة، إلا أنه عبر العديد من الجولات لعينات عشوائية من الغرف، خاصة العربية منها، يبدو أن تسييس التطبيق، واستخدامه كمنصة لحوارات مفتوحة، وغير خاضعة للمراقبة يمثل اتجاها متناميا بقوة، لاسيما من تيارات سياسية ودينية ومذهبية غير حاضرة على ساحة النقاش الإعلامي والثقافي في العديد من المجتمعات العربية، وتجد في الفضاء الافتراضي غير المراقب ساحة مناسبة لمساحات من "التنفيس"، وأحيانا الصراع واجتذاب الأنصار والمؤيدين عبر تلك المنصات.

 

 

            فى مقدمتها الصين وسلطنة عمان

 

            قائمة الدول التى قامت بحظر التطبيق لأسباب ثورجية وأخلاقية

 

-           صعوبات فى الدخول إلى الغرف لمناقشة قضية الفتنة الطائفية

 

تطرقت الدراسة إلى تأثير تدخل السياسة فى التطبيق الاليكترونى، موضحةً أن تلك الصفة السياسية التي برزت سريعا مع انتشار التطبيق في العديد من البلدان، قد أثارت بشأنه الكثير من المخاوف، فسارعت الصين إلى حظره في شهر فبراير الماضي بعد أن بدأ في اكتساب شعبية كبيرة، وذلك بعد عدة أشهر من مراقبتها لمعدلات عالية من جانب مواطنيها على تحميل التطبيق الجديد، الذي لم يكن مدرجا على لائحتها للتطبيقات الغربية الخاضعة للرقابة، ورصدها لنمو لافت، وربما مزعج، للسلطات الصينية لمناقشات عبر منصة التطبيق حول موضوعات ذات طابع سياسى ثورى من بينها معسكرات الاعتقال في شينجيانج، واستقلال تايوان وقانون الأمن القومي في هونج كونج.

وعلى الصعيد العربى أعلنت عدة دول وقف استخدام التطبيق لديها، ومنها سلطنة عُمان، التي أمرت سلطاتها قبل شهرين تقريبا، بشطب تطبيق "Clubhouse" للتواصل الاجتماعي لعدم حصوله على الترخيص المطلوب في البلاد، وأوضحت هيئة تنظيم الاتصالات في السلطنة أن جميع التطبيقات المعنية بالاتصالات أو استخدامات الاتصال المرئي عبر الإنترنت تحتاج إلى تصريح منها، ولذلك تم وقف التطبيق لكونه غير مرخص به محليا، واستدعت تلك الإجراءات سجالات بشأن القرار، ومدى ارتباطه باعتبارات سياسية أو فنية.

وعلى خلفية ذلك يتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي بعدة دول عربية أخرى، معلومات بشأن وجود صعوبات فنية في الدخول إلى غرف الحوار الصوتي على "Clubhouse" ، ويربطون ذلك بتصاعد الاستخدام السياسي للتطبيق في مناقشة موضوعات وقضايا ذات حساسية لا يُسمح بمناقشتها على نطاق واسع في فضاءات الإعلام التقليدي، ويشير مراقبون، على سبيل المثال، إلى "قضية الفتنة"، التي شهدت الساحة الأردنية سجالات واسعة بشأنها خلال الأشهر الأخيرة، والتي ضجت غرف الحوار على "Clubhouse" بأحاديث حولها، وربط مراقبون وجود صعوبات فنية في الدخول لاحقا إلى التطبيق بتلك التطورات، وهو ما نفته السلطات الرسمية الأردنية.

 

قيادات المعارضة السياسية والدينية تستخدمه للتواصل المباشر مع الشباب

 

-           يتميز بالحوار الصوتى الغير مراقب الذى لا يمكن تسجيله

-           يتم محو المحتوى بعد إغلاق غرفة المتحدثين

 

استخلصت الدراسة أن هذه المناقشات بشأن الدور السياسي المتصاعد لتطبيق "Clubhouse" ربما تشير إلى أننا بصدد تطبيق جديد قد يفوق في تأثيره ما سبقه من منصات اجتماعية، فالتطبيق الصاعد بقوة يتمتع بميزة الحوار المباشر والآني بين المتحدثين، وعبر استخدام الصوت، الذي يوفر للقائمين بالاتصال عبر غرفه المتعددة قدرات تأثيرية أعلى، لا تتوافر غالبا للتطبيقات التي تعتمد بالأساس على الكتابة في إنتاج المحتوى، فضلًا عن أن الحوار غير مراقب، ولا يمكن تسجيله، ويتم محو المحتوى بعد إغلاق غرفة الحوار، أي أن الأمر يعتمد على اللقاء المباشر بين المتحدث والمشاركين، وهو ما يمكن أن يكون أداة لتواصل مفتقد نتيجة عوامل قانونية أو سياسية أو مجتمعية، أو حتى أخلاقية، بين بعض الشخصيات المحسوبة على المعارضة السياسية أو الدينية أو غيرها عبر حوار مباشر مع فئة واسعة من الشباب (الأكثر إقبالا على استخدام منصات التواصل الاجتماعي وتجربة الجديد منها .

 

 

            مخاوف من نشر التحرش والتنمر والتحريض على الكراهية والعنف

 

-           عدم القدرة على مراقبة وتتبع غرف التطرف الإرهابية

 

-           حدث مؤخرًا فى فرنسا.. تدبير عملية إرهابية عبر منصة " بلايستيشن"  

 

يمكن أن يستخدم تطبيق اليكترونى بشكل نافع ومفيد أو بشكل ضار ومؤذى،  لذلك تطرقت دراسة د. أسامة السعيد إلى جانب من التحديات التي تواجه "Clubhouse" ، والتى لا تتوقف على المحتوى المسييس، ومسارعة بعض شخصيات وتنظيمات معارضة في العديد من البلدان إلى استغلاله.

وحذرت الدراسة من أن الأمر يتعدى ذلك إلى وجود تحديات أمنية وأخلاقية لا تقل أهمية، فضلا عن تحديات تقنية يمكن أن تتماس مع بقية التحديات أيضا، فجميع منصات التواصل تعمل حاليا على مراقبة المحتوى على صفحاتها، سواء فيما يخص انتشار الأخبار المزيفة أو محاصرة خطاب الكراهية والممارسات  ذات الطبيعة العنفية أو التحرش، وذلك من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي باتت واحدة من أكثر التقنيات نموا في منصات التواصل الاجتماعي خلال السنوات الخمس الماضية.

لكن الأمر يبدو مختلفا في "Clubhouse" كونه يعتمد على المحادثات الصوتية الحية التي لا يمكن – بحسب خبراء تقنيين- لأي نظام حتى اليوم رصد ومتابعة ملايين النقاشات الحية التي تجري عليه، ولا مراقبة جميع لغات العالم، لذا فالتخوف من هذا التطبيق يكمن من عدة  نواحٍ، من بينها على سبيل المثال،  عدم القدرة على الحد من التحرشات اللفظية أو المعنوية أو التنمر، وعدم القدرة على مراقبة وتتبع الغرف التي تجري فيها نقاشات متطرفة أو إرهابية.

وعلى ذكر التطرف والعنف، يسوق المتخوفون من إمكانية استغلال التطبيق الجديد من جانب منظمات إرهابية تجيد استخدام مثل تلك الوسائط، حادثة حقيقية تتعلق بإحدى العمليات الإرهابية التي وقعت في الآونة الأخيرة في فرنسا،  وتم تدبيرها من خلال التواصل بين الإرهابين عبر الدردشة على منصة "بلايستيشن" ولم تتمكن السلطات الفرنسية من تعقب الجناة، فضلا عن استباق وقوع الجريمة، وهو ما يضاعف المخاوف من إمكانية استخدام المحادثات الصوتية الحية التي لا رقابة عليها ولا تسجيلات لها.

وإذا كان إنشاء غرف افتراضية يسمح فيها بإثارة الحوارات الصوتية المباشرة بين المستخدمين يمثل الميزة المركزية لهذا التطبيق، فإن البعض الآخر يمكن أن يرى في الأمر نقيصة في الوقت ذاته، فتلك الغرف لا توجد أية معايير واضحة للانضمام إليها، ويمكن دخول أي مشترك إليها دون الالتفات إلى عمره أو جنسه أو أي أبعاد أخرى. وقد تتطرق تلك الغرف الافتراضية في مواضيعها إلى موضوعات ذات حساسية دينيا أو أخلاقيا، أو فتح المجال أمام البعض دون قيود أمام مجموعات منبوذة اجتماعيا كالمثليين وغيرهم، وصولا إلى إثارة النعرات والتحزبات السياسية والمذهبية والتمييز والتعصب بأشكاله المختلفة، وليس انتهاء بإمكانية استخدامها من جانب جماعات خارجة على القانون، وتنظيمات متطرفة وإرهابية بحثا عن تواصل من أنصارها، أو سعيا وراء تجنيد عناصر جدد، مستفيدة من ضعف آليات الرقابة على المحتوى بالتطبيق الجديد.


مقالات مشتركة