فضيحة : 7500 مركز طبي وهمي وغير مرخص في القاهرة والمحافظات

المراكز الطبية الوهمية ، تحولت إلى ظاهرة منتشرة في كل ربوع مصر ،  لم تسلم منها العاصمة "القاهرة" ولا الأقاليم ، منتشرة في الأحياء الراقية ، والعشوائيات، كل سواء .. استغل اصحابها إما الثغرات القانونية ، أو ضآلة وضحالة الغرامات والعقوبات .. في ظل قانون العلاج الحر ، القابع على جثمان التشريع منذ الستينات ولم يطرأ عليه أي تعديلات سوى في بعض المواد الهامشية .

وتواصل « صوت الملايين » حملتها لكشف هذه المراكز الوهمية ، بعد ان بدأت بحملة كشف فضائح  أوكار مركز قورة  الوهمي لعلاج وجراحات العمود الفقري ، بالمهندسين، والفروع الأخرى بالقاهرة والجيزة .

وكشفت مصادر ، بالادارة المركزية للعلاج الحر ، بوزارة الصحة ، واختصاصها الرقابة  على كل المراكز الطبية العيادات  والمستشفيات والمعامل وبنوك الدم  الخاصة ، أن عدد العيادات العلاجية غير المرخصة يتجاوز 50 ألف عيادة في المدن والأقاليم ، بينما يبلغ عدد المراكز الطبية الوهمية وغير المرخصة أكثر من 7500 مركز طبي ما بين وهمي ، يشرف عليه ويمارس فيه فنيون واطباء مزيفون ، وخريجي علم نفس ، وفلسفة ، يتعاملون مع المرضى على انهم أخصائيين واستشاريين واطباء نفسيين ، مستغلين اما جهل المرضى وعدم قدرتهم على اكتشاف حقيقة زيفهم ، وإما الثغرات القانونية التي تتمثل في عدم وجود العقوبة الرادعة والقوية التي يخشى عديمو الضمير ،  أن تطالهم .

واوضحت المصادر أن هناك أكثر من 5250 مركز طبي مابين مزيف ووهمي وغير مرخص، للتجميل وعلاج التخسيس والنحافة واجراء الشد والنفخ ،وما يشبه ذلك ، بنسبة تمثل 70 % من  إجمالي المراكز الطبية الوهمية وغير المرخصة .

واضافت المصادر أن هناك أيضا  أكثر من 7500 مركز طبي وهمي لعلاج الإدمان ، والأمراض النفسية ، يقوم على هذه العلاجات اشخاص لاينتمون الى مهنة الطب بصلة ، بل المفاجأة ان معظمهم من خريجي كليات الاداب والتربية ومعاهد الخدمة الاجتماعية ، اقسام فلسفة وعلم نفس ، بينما تنتشر حوالي 1500 مركز طبي مابين وهمي وغير مرخص ، لعلاجات العمود الفقري تارة بالخشبة ، وتارة بحقن الكورتيزون ، وتارة أخرى بتخدير العصب،   واجراءات جراحات احيانا، يقوم بها اطباء، في افضل الظروف ، غير متخصصين .

وأوضحت المصادر ، أنه على الرغم من أن اطقم وافراد الادارة المركزية للعلاج الحر، يتمتعون بصفة الضبطية القضائية ، لضبط المخالفين ، وتحرير المحاضر ضدهم ، الا أنه للاسف علميات الضبط والتبليغ عن هذه المراكز الوهعمية والمزيفة وغير المرخصة ، تتم في أضيق الحدود لأسباب متنوعة منها الفساد من رشاوى وغيرها ، وإما للاهمال وعدم القيام بالواجب المنوط بافراد هذه الادارة .

وفجرت المصادر مفاجآت غريبة ، منها اعتراف مسئولين حاليين ، بوجود مثل هذه المراكز على أرض الواقع ، حتى ان مسئول كبير بالعلاج الحر قد اعلن في تصريحات لاحدى الفضائيات أن عدد المراكز الطبية غير المرخصة تصل الى حوالي 470 مركزا ، وملفات هذه المراكز ، محفوظة في ادارة العلاج الحر ، لافتة الى أن هناك رجال اعمال أصحاب مشروعات كبرى ، هم انفسهم أصحاب هذه المراكز الوهمية ، الذين يدفعون اموالا كبيرة للاعلان عن هذه المراكز في بعض الفضائيات ، وقنوات اليويتوب، ومواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا  التي ساعدت كثيرا في انتشار هذه الظاهرة ، واوكار النصب والاحتيال على المرضى ، مستغلين حاجاتهم للعلاج وانهاء شعورهم بالألام ، وذلك بالتغرير بضحاياهم والايقاع بهم فريسة ، تحت زهو وتغرير هذه الاعلانات ، الوهمية الكاذبة التي يقدم فيها القائمون على هذه المراكز على أنهم استشاريون ، واخصائيون ،واطباء بسكل رسمي .

ولفتت المصادر الى ان انتشار هذه الظاهرة ، تتساوى فيه المناطق الراقية ، والاحياء المتميزة مع المناطق الشعبية والعشوائيات ، بينما تقل ظهورها في الريف ، حيث تكون الرقابة ومعرفة الناس باصحاب هذه المراكز أكثر ملاحظة على عكس ما يظن الكثيرون .

جدير بالذكر أن مسئولا كبيرا بالادارة المركزية للعلاج الحر ، أن هناك  50ألف عيادة غير مرخصة خاصة بالريف والعشوائيات مقابل  150 ألفا مرخصة.

وكانت «صوت الملايين » قد فجرت حملة صحفية هامة ، ضد احد المراكز الطبية المشبوهة  في منطقة المهندسين ، حيث  انتحل شخصان صفة أطباء، وأنهما لديهما مركز طبي يجرى عمليات جراحية في العمود الفقري وقاما بإنشاء صفحة على السوشيال ميديا، وتحصلا من الكاتب الصحفي سيد سعيد رئيس مجلس ادارة جريدة صوت الملايين ، على حوالي 60 ألف جنيه ،  لاجراحة ازالة غضروف في  احدى فقرات الظهر بالعمود الفقري ، بعد أن غاب عنه النوم ساعات وايام  طويلة بسبب الآلام التي اعتصرته ، ولكنه اكتشف في النهاية وبعد مرور ستة أشهر ظل يعاني فيها من الألام دون اي تحسن ، ليكتشف انه وقع ضحية مركز نصب واحتيال وليس مركزا طبيا حقيقيا لعلاج امراض وجراحات العمود الفقري ، المنتشر بشكل مثير على مواقع السوشيال ميديا وبعض الفضائيات للايقاع بضحاياهم .