![](https://www.soutalmalaien.com/uploads/1696273235_688722a0201621b77af2.png)
لم يخطر على بال أكثر الناس تفاؤلاً، أننا سوف ننجح فى
حملتنا ضد فساد منظومة العلاج الحر بوزارة
الصحة ، ومن كان لديه قدر من التفاؤل ،لم يخف ظنه بأن الأمر سيستغرق وقتا طويلاً ، لأننا نواجه مافيا
محترفة ،لديها شبكة مصالح و علاقات عنكبوتية،تفوق الوصف ، لكننا كنا على قناعة بأننا سوف تنتصر للمجتمع ،
فى قضية عادلة ، وان كان عنوانها الحرب ضد الفساد ،الا أن مضمونها يتعلق بحياة
الناس وصحتهم .
كان لدينا يقين بأن الجهات الأمينة على مصالح هذا
البلد ، وفى مقدمتها هيئة الرقابة
الإدارية ، تتابع ما ننشره من وقائع طيلة شهرين كاملين ، و كنا نعلم أن ما بحوزتها أكبر بكثير مما لدينا
،فهى كانت ترصد و تراقب كل ما يدور في الغرف المغلقة على مدار أكثر من شهر .
البداية .. كانت إلقاء الضوء على ممارسات طبيب تخدير
نصاب يدعى محمد قورة ،لديه مركز يحمل لافتة لعلاج العمود الفقرى ، ويقوم بالترويج
لنفسه بمقابل فى الميديا والصحافة ، بأنه
استشارى جراحات العمود الفقرى ، لكن تبين أنه طبيب تخدير ويقوم بالنصب على المرضى
وايهامهم بقدرته على العلاج ، كانت تلك البداية بمثابة الخيط الذى قادنا إلى
تفاصيل مذهلة ، وجرائم تدور فى فلك، ليس فقط ، تراخى وزارة الصحة مع عمليات النصب
،لكنها تتستر عمداً ،فى إطار سياسة "شيلنى واشيلك " ،على التلاعب بصحة
المرضى ،و الحصول على رشاوى لاصدار التراخيص للفهلوية والنصابين بالمخالفة لكل
المعايير الأخلاقية والمهنية والقانونية
.
القينا حجر ضخم في بحيرة من المياه العفنة ،فخرج لنا
كم هائل من المعلومات والبيانات وطرق
اصدار التراخيص، ولم يكن أمامنا سوى اختراق المناطق الملغومة ، وبالامس القت
الرقابة الادارية القبض على ٤ من المسؤولين الكبار فى العلاج الحر ،اضافة إلى مدير
مكتبها للاتصال السياسي ، فانهارت الوزيرة هالة زايد ،التى لم تنظر في الشكاوى
المقدمة إليها ، وتم نقلها إلى المستشفى قبل خروج ضباط الرقابة الإدارية من مقر
الوزارة ، جاء تنفيذ عملية القبض على عصابة العلاج الحر ،بعد أن اكتملت كل الأدلة حول الوقائع التى سردناها ،فاتخذت
الإجراءات القانونية اللازمة .
قضية الفساد الكبرى تشمل خمسة من كبار مساعدى الوزيرة التى لم تدرك
أن تجاهل الرقابة الداخلية على المراكز
الوهمية ، سيكون ثمنه فادح ... فهى لم تلتفت إلى صحة المواطنين، بل تركتهم فريسة للمصابين وأصحاب الدعاية السوداء ،
ومنحتهم تراخيص رسمية ،يمارسون بها بيع الوهم ،والبقية تأتى