محمود نفادى يكتب : حكايات وأسرار برلمانية

رحم الله الفقيد ابن مصر البار المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والانتاج الحربى الأسبق واحد ابطال حرب أكتوبر المجيدة ورمز من رموز المؤسسة العسكرية المصرية والذى تولى مسئولية ادارة شئون البلاد بعد تنحى الرئيس الراحل حسنى مبارك فى ١١فبراير ٢٠١١

وقد تحمل المشير طنطاوي مسئولية صعبة فى مرحلة أصعب من تاريخ مصر الحديث وانقذ مصر من فوضى كان يخطط لهااعداء مصر بالخارج واصابعم بالداخل من مجموعة النشطاءوالثوار وجماعة الإخوان الإرهابية الذين كانوا يضمرون العداء لمصر وشعبها

واستطاع المشير طنطاوى بخبرة السنين وحكمة السنين ان يجنب جيش مصر ماكان يخطط له بوضع الجيش فى مواجهة الشعب ووقتها أطلقت جماعة ٦ابريل ومن هم على شاكلتها شعار عسكر كاذبون بهدف استفزاز الجيش الا ان فطنه وحكمة المشير طنطاوى أسقطت هذة الفتنة ليرتفع بدلا منها شعار الجيش والشعب ايد واحدة على السنة الشرفاء من شعب مصر وكنت ضمن من رددوا هذا الهتاف عندما اسست جماعة قوم يامصري ومعى بعض نواب البرلمان منهم مجدى البساطى نائب دمياط واحمد الكاجوجى نائب اسوان وجمال شاهين نائب الغربية وسيد الفيومي نائب طوخ

والمشير محمد حسين طنطاوى رفض رفضا قطعيا كل المحاولات الصحفية والاعلامية التى جرت معه عقب تسليم السلطة للظهور الإعلامي وكشف الأسرار عن فترة اداراته لشئون البلاد وبعضها محطات اعلامية امريكية شهيرة بل رفض ان يكتب مذاكرته عن تلك الفترة لانه رجلا عسكريا ملتزما ومنظبطا

فالمشير طنطاوى رحمة الله عليه ترك أسرار تلك الفترة فى ايدى امينه وهى صاحبة القرار فى موعد اذاعتها والكشف عنها وايضا كيفية وآلية إذاعة ونشر هذة الأسرار المدونه فى وثائق المؤسسة العسكرية

وبصفتى محررا برلمانيا سابقا لجريدة الجمهورية على مدى ٤٢عاما فقد تابعت المشير طنطاوى تحت قبة مجلس النواب وخاصة عند حضورة اجتماع لجنة الدفاع والامن القومى فى بداية كل دورة برلمانية لالغاء بيان امام اللجنه

واتذكر فى احدى هذة الاجتماعات والتى كانت تغلق امام المحررين البرلمانيين انه طلب من رئيس اللجنة وقتها اللواء فاروق عبدالله السماح بحضور المحررين البرلمانيين لانه يثق فى وطنيتهم وان مأسوف يعلنه من أسرار لايجوز نشرها عليهم الالتزام بذلك

وتأكيدا على الأدب الجم الذى كان يتميز به المشير طنطاوى ففى احدى جلسات المجلس فى افتتاح الدورة البرلمانية والتى كان يحضرها الرئيس مبارك لالغاء خطابه دخل القاعة فوجد احد النواب يجلس فى المقعد المخصص له حيث كان بعض النواب لايلتزمون بقواعد المراسم والبروتوكول ووقتها جلس المشير طنطاوى فى أحد المقاعد بالصف الاخير من القاعة مما دعا اشرف عبدالوهاب مسئول المراسم الى التحرك سريعا الى النائب لترك المقعد وتوجه للمشير طنطاوى للجلوس فى مقعده وهذة الواقعه يعلمها الصديق اشرف عبد الوهاب وهو حى يرزق

فالمشير محمد حسين طنطاوى رحل عن عالمنا ولكنه ترك سيرة عطرة حافلة بالعطاء الوطنى لصالح مصر وشعبها وقواتها المسلحة ورحل ولم ترحل معة أسرار مرحلة يناير ٢٠٢١ولكنه ترك الأسرار فى ايدى امينه حارسه عليها.

( 2 ) أسرار منع على عبدالعال فوز " خدامة " بعضوية مجلس النواب ؟!!

من يتابع جلسات البرلمانى المصرى يعلم أن رئيس البرلمان من فوق المنصة عندما ينادي على احد النواب لمنحه حق الحديث ينادي عليه قائلا الكلمة للنائب فلان دون اضافة اى القاب اخرى

وفى عام ٢٠٠٥ عندما حصلت الجماعة المحظورة وهى جماعة الإخوان الإرهابية بناءا على ضغوط ومطالبات أمريكية لصعود تيار الإسلام السياسى فى مصر وحصلت على ٨٨مقعدا سعى بعض نواب هذة الجماعة الى القيام بعملية استعراض للعضلات ومحاولة فرض إراداتهم على رئيس البرلمان الدكتور فتحى سرور أمد الله فى عمره ومتعه بالصحه

وفى احدى الجلسات نادى الدكتور فتحى سرور على احد نواب جماعة الإخوان الإرهابية وهو سيد عسكر نائب عن طنطا وافتعل ازمة مع الدكتور سرور لانه نادى عليه دون ان يقول الكلمة للنائب الشيخ سيد عسكر حيث انه كان ازهري ويرتدى زى الأزهر بالطبع شكلا وليس موضوعا

وهنا تصدى له الدكتور فتحى سرور بعلمه وحكمته قائلا له لن اناديك بوصفك شيخا ولكنك نائب عن الشعب ولن أميزك عن باقى النواب واذا حدث ذلك فمن حق النائب الذى كان لواء بالجيش أو الشرطة ان اقول له الكلمة للنائب اللواء والدكتور اقول له النائب الدكتور وهكذا

واقترح الدكتور فتحى سرور رئيس المجلس وقتها اضافة كلمة المحترم فقط على أساس إن كل النواب محترمين وهكذا أصبح النداء على النواب تحت القبه النائب المحترم وبالتأكيد إضافة هذا اللقب ليس تقديراً للنائب ولكن تقديراً للشعب المصرى الذى أختار النواب .

وكما سجلت مضبطه المجلس هذة الواقعه فانها سجلت أيضا وقائع لنواب صدرت ضدهم أحكام قضائية بالحبس وقضوا ،فترة الحبس خلف أسوار السجن وهم يحتفظون بعضويتهم البرلمانية وحصانتهم

ومن أبرز هؤلاء النواب النائب الراحل أحمد طه نائب الساحل ،وكان يطلق عليه نائب الغلابه وتم حبسه وهو نائب فى البرلمان وقضى فترة الحبس وخرج الى قاعة البرلمان مرة أخرى ليفقد لقب النائب المسجون ويستر د لقب النائب المحترم

وايضا النائب الراحل طلعت السادات نجل شقيق الرئيس الشهيد انور السادات ،حيث صدر حكم قضائى عسكرى عليه عام ٢٠٠٧بتهمة اهانه القوات المسلحة بسبب حوار مع عمرو اديب وصدر حكم بحبسه سنه وهو نائب بالبرلمان حيث قضى فترة العقوبة فى السجن الحربى وبعد عام عاد لعضوية البرلمان مرة أخرى

والنائبة الوحيدة التى اطلق عليها النائبة المسجونه هى النائبة سحرالهوارى نائبة الفيوم عن قائمة فى حب مصر فى مجلس النواب السابق وهو برلمان عبدالعال نسبه الى رئيس هذا البرلمان الدكتور على عبدالعال

وقد صدر حكم من المحكمة الاقتصادية بالسجن ٥سنوات هى وشقيقها لحصولهم على قروض من البنوك بقيمة ٥٠٠مليون جنيه دون ردهم والغريب ان سحر الهوارى ظلت نائبة حتى انتهت مدة البرلمانفى عام ٢٠٢١ دون إسقاط عضويتها

ومن الاسرار التى لم تعلن عن عدم إسقاط عضويتها ليس كما يعتقد البعض لان المستشار بهاء ابوشقه رئيس حزب الوفد ورئيس اللجنه التشريعية بالبرلمان السابق كان المحامى الخاص بها ولكن السر الذى كشفه لى امين سر اللجنه التشريعية هو رفض الدكتور على عبدالعال إسقاط العضوية لانه فى حال حدوث ذلك كانت ستحل محلها خادمتها باعتبارها المرشحة الاحتياطية فى القائمة لان مرشحى القائمة اساسين واحتياطيين وفى حال خلو مقعد العضو الاساسى يحل بدلا منه العضو الاحتياطي وابلغ الدكتورعلى عبدالعال أعضاء اللجنة التشريعية صعوبه اتخاذ هذا القرار ولم أتمكن من معرفة مبررات الدكتور على عبدالعال فى رفض دخول الخادمة وحصولها على عضوية البرلمان وربما لوكان الدكتور فتحى سرور هو رئيس البرلمان لوافق على منح الخادمه عضوية البرلمان .

وهكذا تؤكد هذة الوقائع البرلمانية ان تمتع النائب بكافة حقوقه السياسية والمدنية ليست شرطا لعضوية البرلمان وان النائب يمكن ان يكون مسلوب الحرية ويحمل رقم على بدلة السجن ويظل نائبا بالبرلمان باعتباره النائب المسجون وليس النائب المحترم .

( 3 )  حكايات مثيرة من دفتر أحوال  الفيديوهات الجنسية للنواب

بلاشك أن عضوية البرلمان تفرض على صاحبها قيود مشددة فى كافه اعماله وممارساته وخاصة الاخلاقية منها لان النائب منذ انتخابه يصبح هدفا لخصومه ومنافسيه وينتظرون اى سقطة او زلة له بهدف إسقاط عضويته البرلمانية

ومن خلال متابعتى للبرلمان على مدار ٤٥عاما تأكد لى ان الغالبية من النواب يحرصون على ذلك واقلية من النواب يقعون فى المحظور ويرتكبون أخطاء واحيانا جرائم تزج بهم الى السجن

واتذكر يوما تعليق قاله لى الدكتور زكريا عزمى نائب الزيتون عند إسقاط عضوية نائب كفر الزيات احمد رزق الملاح فى برلمان ٢٠٠٠ بسبب ارتكاب افعال تسئ للبرلمان قال لى اننا كنواب زملاء تحت القبه ولكن لم نختار بعض ولكن الشعب هو الذى اختارنا

ولعل الفيديو الجنسى الذى انتشر مؤخرا كالنار فى الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعى لاحد نواب المجلس عن محافظة اسوان وزميله له فى المجلس عن نفس المحافظة فجر قضية الفيديوهات الجنسية لبعض النواب رغم ان النائب اعلن ان النائبة كانت زوجه له وأن ماتدواله الناس فى الفيديو كان فى الحلال وقدم بلاغا ضد من شير الفيديو وايضا من صوره

ومن اشهر قصص الفيديوهات الجنسية التى عاصرتها تحت قبة البرلمان الفيديو الجنسى للنائب السابق حيدر بغدادى نائب المنشية فى عام ٢٠٠٧وأحيل للتحقيق امام لجنة القيم برئاسة الدكتورة زينب رضوان وكيلة المجلس وقتها وانتهى التحقيق بتوجيه اللوم للنائب واتذكر اننى قابلته فى البهو الفرعوني وكان ينتظر قرار اللجنه فقلت له يااستاذ حيدر انا كنت باحترمك فنظر اليه بغضب وأكملت عبارتى ولكن بعد هذا الفيديو زدت احتراما لك فابتسم ابتسامه عريضه وكانت لكلماتى معانى عديدة

وايضا الفيديو الخاص بنائب طوخ السلفى على عبدالونيس فى برلمان عصابة الاخوان حيث كان يمارس الفاحشة مع طالبه فى سيارته واحيل للتحقيق امام لجنة القيم برئاسة وكيل المجلس اشرف ثابت وهو عضو مجلس شيوخ حاليا ولم تعاقب النائب برلمانيا وطرمخت على النائب بل ربما كانت تريد منحه مكافاة وصدر حكم قضائى بادانته بعد ذلك

وايضا واقعة النائب السابق المخرج خالد يوسف والتى تم تسريب الفيديو على الجروب المغلق للنواب وتم اتهام أحد النواب ، الذى اعلن فى التحقيق معه ان هكرز اخترق تليفونه وسرب الفيديو ،ولم يتعرض خالد يوسف لاى عقاب برلمانى بل تم تقديمه لنا مؤخرا عبر برنامج الحكاية لعمرو اديب كبطل قومى

والواقعة الأخيرة تختلف عن كل الوقائع السابقة لان الطرفين الفاعل والمفعول به عضوين بمجلس النواب مما يتطلب عقابا برلمانيا حاسما لفقدان الطرفين شرطا من شروط العضوية وهو الثقة والاعتبار مما يتطلب إسقاط العضوية او تقديمهما باستقالة حتى يثبت البرلمان انه يطهر نفسه بنفسه فهل يفعلها المستشار الجليل حنفى الجبالى رئيس مجلس النواب سؤال ينتظر الشعب وليس ابناء اسوان فقط الاجابة عليه

كما ان وقائع الفيديوهات الجنسية تتطلب تفعيل نصوص لائحة البرلمان بشان مدونة السلوك البرلمانى والمنصوص عليها فى اللائحة منذ ٢٠١٦دون تفعيل حتى الان وهذة مسئولية رئيس مجلس النواب ايضا .

( 4 ) اضحك كركر .. فضائح بالجملة فى السفارات المصرية بالخارج

من الأفلام الكوميدية الشهيرة لملك الترسو فريد شوقى واستاذ الكوميديا فؤاد المهندس فيلم صاحب الجلالة الذى يتحدث عن دولة بورينجا وسلطانها والذى جسده فريد شوقي هو مارينجوس الاول وكانت بطلة الفيلم القديرة سميرة احمد .

ومن شاهد هذا الفيلم يتذكر العبارة التى كان ينطق بها فؤاد المهندس بوصفه ياوران السلطان وهى " طويل العمر يطول عمره يزهزه عصره وينصره على من يعاديه هاى هى " والتى كتبها مؤلف الفيلم سيد بدير ،ورغم ان إسم دولة بورينجا من وحى خيال المؤلف الا ان بعد مرور نحو ٦٠عاما على إنتاج الفيلم اكتشفنا دولة اسمها سانت كيتس ونيفيس صدقنى لاتندهش عزيزى القاري هذا اسم دولة تم توقيع اتفاق تبادل دبلوماسي بين وزير خارجيتنا سامح شكرى ووزير خارجيتها مارك برانتلى منذ ايام قليلة

والغريب ان دولة سانت كيتس ونيفيس التى أكاد أجزم ان جميع المصريين بإستثناء العاملين بالسلك الدبلوماسى لايعرفون هذة الدولة وموقعها على خريطة العالم

وانا ايضا لم أكن أعرفها وبالبحث عنها اكتشفت انها تقع فى أمريكا الجنوبية واكتشفها البحار كريستوفر كولومبس وعدد سكانها ٥٥الف نسمة وبرلمانها اعضائه ١١عضوا

ولو كنت عضوا بمجلس النواب لوجهت استجواب لوزير الخارجية سامح شكرى حول مبررات اقامة تمثيل دبلوماسي مصرى مع دولة سانت كيتس ونيفيس وماهو العائد على مصر ومصالحها خاصة أن تكلفة مصاريف السفارة تقارب ١٠٠الف دولار شهريا .

وياليت الامر توقف عند دولة سانت كيتس ونيفيس ولكن مصر لديها تمثيل دبلوماسي مع دولة بليز وهى بأمريكا الجنوبية ايضا وعدد سكانها ٣٧٤الف نسمة وايضا مع دولة سورينام وعدد سكانها ٤٧٠الف نسمة والاخيرة نائب رئيسها اكبر لاعب كرة فى العالم وعمره ٦١عام وقاد فريقه مؤخراً أمام فريق من هندرواس ولقى هزيمة ثقيلة ٦/صفر

واستجوابى لوزير الخارجية هل مصر فى حاجة لاقامة سفارات لها مع هذه الدول خاصة ان لدينا ١٦٥سفارة وقنصلية فى ١٢٩دولة وأن تكلفة الانفاق عليهم يقدر بنحو ٢مليار جنيه سنوياً .

وهناك دول أغنى من مصر تجرى مراجعات لتمثيلها الدبلوماسى الخارجى وتغلق بعض السفارات لتوفير الانفاق ونحن فى مصر نحتاج إلى تلك المراجعة بدلا من فتح سفارات جديدة فى دول ليست معروفه على خريطة العالم وياليت الوزير سامح شكرى يقوم بذلك انطلاقا من حرصه على مصالح مصر وايضا اموالها حتى لانفاجأ يوميا بافتتاح سفارة مصرية فى دولة بورينجا .