![](https://www.soutalmalaien.com/uploads/1696273235_688722a0201621b77af2.png)
لم يخطر على بال أكثر الناس تفاؤلاً فى مصر
المحروسة ، أن تشهد وزارة الصحة ، نعم
وزارة الصحة، حالة من الرضا الشعبى مثل ما يحدث
الآن ، جراء الطفرة الاصلاحية التى صارت مرئية وملموسة من الكافة، طفرة ،
او إن شئنا الدقة، ثورة، تواكب بصورة جلية ،تطلعات القيادة السياسية على صعيد
توفير الخدمة الطبية للمواطنين باعتبارها
من الأولويات التى تحظى باهتمام لم يعد
خافياً على أحد ، بالتوازى مع "غربلة" الوزارة وتنقيتها من العناصر
الفاسدة، و تفكيك شبكة أصحاب المصالح
ومراكز القوى ، ممن توغلوا و توحشوا ،
و هذا الواقع لا ينكره سوى كل من يجافى الحقيقة عمداً .
لم يكن ذلك ليحدث الا بوجود ارادة حقيقية ، وقيادة قوية ممثلة فى
وزير قوى ، لديه مهارة فى تطويع المستحيل
، وزير قادر على ترجمة الرؤى الاستراتيجية ، و براعة فى التناغم مع كافة عناصر
الرؤية المستقبلية للدولة ، نتحدث هنا عن الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم
العالى والبحث العلمى ، والذى أسندت اليه مهام وزارة الصحة و السكان ، فى
ظروف شديدة الحساسية و مشحونة بالتعقيدات
، خاصة أن تلك الظروف تزامنت مع اوضاع
عالمية مضطربة، بفعل جائحة كورونا ، واوضاع اخرى مرتبطة بوقائع فساد فى ديوان عام
الوزارة وقطاعات مختلفة ، تابعة لها، ناهيك عن سمعة سيئة طالت سياسات الوزارة بفعل
منافع شبكات المصالح .
الدكتور خالد عبدالغفار ، عكف منذ اللحظة الأولى
لتوليه المهمة، على دراسة الملف كاملاً ، والتعرف على أوجه الخلل، و على اثر
المعلومات والبيانات التى اصبحت بحوزته ، ألقى حجراً فى المياه الأسنة ، باجراء
حركة تغييرات واسعة فى العديد من الادارات ، لتذليل العقبات امام المواطنين ،
فضلاً عن تعليماته الصارمة لمرؤسيه ، بالتحرك الفورى للتحقق من اية شكاوى سواء
فيما يتعلق باللقاحات او تلقى العلاج فى المستشفيات العامة ، او التابعة لهيئة
المستشفيات التعليمية والمعاهد القومية .
لو عددنا الانجازات التي تحققت خلال شهور قليلة ، لن
نتوقف عن السرد ، لكننا سنتوقف هنا امام واقعة ، كانت كافية وحدها لارتياح
الملايين من قاطنى محافظة الجيزة على اتساع نطاقها الجغرافى ، وتنوع الفئات
المجتمعية بها من سكان المناطق الراقية والريف والمراكز المترامية ، وربما يسال
سائل ، مالذى حدث فى الجيزة على يد الوزير القوى والشجاع الدكتور خالد عبدالغفار
، الذى اشهر سيفه البتار فى وجه الفساد و
اذالة المعوقات ، بالطبع كلنا يعلم ان المناطق الراقية بالمحافظة ، تحوى مئات
المراكز ، التى تحمل لافتة "تخصصية "وهى ليست كذلك ، وكلنا يعلم ان بعض
المراكز ، تمارس الدجل والنصب على نطاق واسع ، غالبيتها يروج عن علاجات العمود
الفقرى بدون جراحة ، واذالة الغضاريف ، والعلاج الطبيعى ، وهى ليست متخصصة فى هذا
المجال ، لكنها تمارس نشاطها بفعل التستر والحماية الادارية ، وكلنا يعلم ان الشكاوى
التى ترد الى مديرية الصحة بالجيزة ، يتم وضعها فى الادراج واخطار المشكو فى حقهم من اصحاب المراكز ، لتسوية
المخالفات قبل التحرك للتفتيش ، هذا ان كانت هناك ضغوط من اجل التفتيش ، والادهى من
ذلك هو ابتكار الحيل ، وتقديم معلومات مغلوطة للمحافظة ، بغرض تبرئة المخالفين
،وكما قلت كلنا يعلم بتلك التفاصيل ، وكلنا يعلم ان الدكتور محمد منصور وكيل وزارة
الصحة ، يعلم اكثر منا جميعاً ، لكنه لم يعبأ
بما يرده من شكاوى ، ولا ابالغ اذا قلت أنه كان بمثابة حصن الامان لاصحاب
المراكز ، وكان يعرقل قرارات محافظ الجيزة المتعلقة باغلاق المقار التى تبيع الوهم .
قبل يومين اصدر الدكتور خالد عبد الغفار ، قرارا
باقالة الدكتور محمد منصور وكيل وزارة الصحة بالجيزة ، الامر الذى تبعه حالة من
الارتياح لدى الشرائح المجتمعية، التى عانت كثيراً من الفشل الذريع للمديرية ،
فضلاً عن حالة التردى فى المستشفيات ، فالقرار جاء على خلفية عدم امداد المستشفيات
التابعة للهيئة العامة للمعاهد والمستشفيات التعليمية بلقاحات كورونا ، وما نتج عنها من عدم حصول المواطنين على الجرعة
الثانية ،بزعم عطل فى السيستم ، الا ان الوزير شكل لجنة للتحقيق لاجلاء الحقيقة ،
وتبين له التلاعب والعبث ، لذا جاء قرار الاقالة صامدا لمافيا بيع الوهم ، جراء
تخوفهم من امتداد عمل اللجان لنشاطهم
ان سياسة الدكتور خالد عبدالغفار ، الرامية لتطهير وزارة الصحة من المعوقين والفاسدين وشبكات المصالح ، قطعا سيكون لها اثار ايجابية في صالح المواطن البسيط الذى يسعى للحصول على الخدمة بدون محسوبية ، وامتداد نشاط اللجان بالتاكيد سيقضى على مافيا بيع الوهم ، وفى هذا السياق لا املك سوى القول ان الامم تنهض برجالها الاوفياء والاقوياء ، فهم الذين يتحملون المسؤولية الوطنية فى الاوقات الصعبة بالعمل الجاد والافكار البناءة ، ومن دون ضجيج .