البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

سيد سعيد يكتب   2022-03-06T19:35:08+02:00

عبدالغفار يفكك شبكة فساد الصحة

سيد سعيد

لم يخطر على بال أكثر الناس تفاؤلاً فى مصر المحروسة  ، أن تشهد وزارة الصحة ، نعم وزارة الصحة، حالة من الرضا الشعبى مثل ما يحدث  الآن ، جراء الطفرة الاصلاحية التى صارت مرئية وملموسة من الكافة، طفرة ، او إن شئنا الدقة، ثورة، تواكب بصورة جلية ،تطلعات القيادة السياسية على صعيد توفير الخدمة الطبية للمواطنين  باعتبارها من الأولويات التى تحظى باهتمام لم  يعد خافياً على أحد ، بالتوازى مع "غربلة" الوزارة وتنقيتها من العناصر الفاسدة،  و تفكيك شبكة أصحاب المصالح ومراكز القوى ، ممن توغلوا و توحشوا ،

و هذا الواقع لا ينكره سوى  كل من يجافى الحقيقة عمداً .

 لم يكن ذلك ليحدث الا بوجود ارادة حقيقية ، وقيادة قوية ممثلة فى وزير  قوى ، لديه مهارة فى تطويع المستحيل ، وزير قادر على ترجمة الرؤى الاستراتيجية ، و براعة فى التناغم مع كافة عناصر الرؤية المستقبلية للدولة ، نتحدث هنا عن الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى ، والذى أسندت اليه مهام وزارة الصحة و السكان ، فى ظروف  شديدة الحساسية و مشحونة بالتعقيدات ،  خاصة أن تلك الظروف تزامنت مع اوضاع عالمية مضطربة، بفعل جائحة كورونا ، واوضاع اخرى مرتبطة بوقائع فساد فى ديوان عام الوزارة وقطاعات مختلفة ، تابعة لها، ناهيك عن سمعة سيئة طالت سياسات الوزارة بفعل منافع شبكات المصالح   .

الدكتور خالد عبدالغفار ، عكف منذ اللحظة الأولى لتوليه المهمة، على دراسة الملف كاملاً ، والتعرف على أوجه الخلل، و على اثر المعلومات والبيانات التى اصبحت بحوزته ، ألقى حجراً فى المياه الأسنة ، باجراء حركة تغييرات واسعة فى العديد من الادارات ، لتذليل العقبات امام المواطنين ، فضلاً عن تعليماته الصارمة لمرؤسيه ، بالتحرك الفورى للتحقق من اية شكاوى سواء فيما يتعلق باللقاحات او تلقى العلاج فى المستشفيات العامة ، او التابعة لهيئة المستشفيات التعليمية والمعاهد القومية .

لو عددنا الانجازات التي تحققت خلال شهور قليلة ، لن نتوقف عن السرد ، لكننا سنتوقف هنا امام واقعة ، كانت كافية وحدها لارتياح الملايين من قاطنى محافظة الجيزة على اتساع نطاقها الجغرافى ، وتنوع الفئات المجتمعية بها من سكان المناطق الراقية والريف والمراكز المترامية ، وربما يسال سائل ، مالذى حدث فى الجيزة على يد الوزير القوى والشجاع الدكتور خالد عبدالغفار ،  الذى اشهر سيفه البتار فى وجه الفساد و اذالة المعوقات ، بالطبع كلنا يعلم ان المناطق الراقية بالمحافظة ، تحوى مئات المراكز ، التى تحمل لافتة "تخصصية "وهى ليست كذلك ، وكلنا يعلم ان بعض المراكز ، تمارس الدجل والنصب على نطاق واسع ، غالبيتها يروج عن علاجات العمود الفقرى بدون جراحة ، واذالة الغضاريف ، والعلاج الطبيعى ، وهى ليست متخصصة فى هذا المجال ، لكنها تمارس نشاطها بفعل التستر والحماية الادارية ، وكلنا يعلم ان الشكاوى التى ترد الى مديرية الصحة بالجيزة ، يتم وضعها فى الادراج واخطار  المشكو فى حقهم من اصحاب المراكز ، لتسوية المخالفات قبل التحرك للتفتيش ، هذا ان كانت هناك ضغوط من اجل التفتيش ، والادهى من ذلك هو ابتكار الحيل ، وتقديم معلومات مغلوطة للمحافظة ، بغرض تبرئة المخالفين ،وكما قلت كلنا يعلم بتلك التفاصيل ، وكلنا يعلم ان الدكتور محمد منصور وكيل وزارة الصحة ، يعلم اكثر منا جميعاً ، لكنه لم يعبأ  بما يرده من شكاوى ، ولا ابالغ اذا قلت أنه كان بمثابة حصن الامان لاصحاب المراكز ، وكان يعرقل قرارات محافظ الجيزة المتعلقة باغلاق المقار التى تبيع الوهم .

قبل يومين اصدر الدكتور خالد عبد الغفار ، قرارا باقالة الدكتور محمد منصور وكيل وزارة الصحة بالجيزة ، الامر الذى تبعه حالة من الارتياح لدى الشرائح المجتمعية، التى عانت كثيراً من الفشل الذريع للمديرية ، فضلاً عن حالة التردى فى المستشفيات ، فالقرار جاء على خلفية عدم امداد المستشفيات التابعة للهيئة العامة للمعاهد والمستشفيات التعليمية بلقاحات كورونا ،  وما نتج عنها من عدم حصول المواطنين على الجرعة الثانية ،بزعم عطل فى السيستم ، الا ان الوزير شكل لجنة للتحقيق لاجلاء الحقيقة ، وتبين له التلاعب والعبث ، لذا جاء قرار الاقالة صامدا لمافيا بيع الوهم ، جراء تخوفهم من امتداد عمل اللجان لنشاطهم 

ان سياسة الدكتور خالد عبدالغفار ، الرامية لتطهير وزارة الصحة من المعوقين والفاسدين وشبكات المصالح ، قطعا سيكون لها اثار ايجابية في صالح المواطن البسيط الذى يسعى للحصول على الخدمة بدون محسوبية ، وامتداد نشاط اللجان بالتاكيد سيقضى على مافيا بيع الوهم ، وفى هذا السياق لا املك سوى القول ان الامم تنهض برجالها الاوفياء والاقوياء ، فهم الذين يتحملون المسؤولية الوطنية فى الاوقات الصعبة بالعمل الجاد والافكار البناءة ، ومن دون ضجيج .


مقالات مشتركة