جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

كتاب وآراء   2022-05-16T21:21:59+02:00

كتاب جديد.. وأمسية أدبية بملتقى الشربيني الثقافى أعاداه الى الصداره

صوت الملايين

رغم مرور ٩٠عاما تقريبا على رحيله ، إلا أن الغالبية العظمي فى الوطن العربي تعرف إسم هذا الرجل ..فاتن الكلمة .. عذب الحرف .. فريد الصورة الشعرية . لايزال أمير الشعراء أحمد شوقي ملهمًا يثير خيال الشعراء والنقاد و البحاثة.

فى أمسية ثقافية جديدة ، حول كتاب جديد عن أحمد شوقى بك ، بعنوان <شعرية شوقى ..قراءة فى جدل المحافظة والتجديد> .. أعاد ملتقى الشربيني- والكتاب الذي ألفه د. محمد السيد اسماعيل ،و حمل هذا العنوان - الشاعر أحمد شوقى  إلى صدارة المقدمة .

يقول مؤسس ملتقى الشربيني الثقافى أنه  وعلى مدي ساعات ، تحدث كبار كتاب وشعراء ونقاد مصر عن أحمد شوقى أمير الشعر العربى ، فإذا بنا نكتشف أنه لم يمت..بل عاش فينا حتي اليوم رغم كل هذه المياه التي جرت تحت الجسور . رغم ظهور التوكتوك .. واندثار الساقية .. والقناطر الشهيرة .. وبروز ازمة مياه سد أثيوبيا  ..ومخاوف المصريين من العطش، ورغم الخلل الاجتماعى الرهيب الناجم عن الخلل فى السياسي والاقتصادي ، ورغم الحرب الاوكرانية التى تعد مقدمة للحرب العالمية الجديدة .. شوقي لم يمت ،ولايزال موجودا فى وجدان الجميع ، حتى تلاميذ المدارس الغير متفوقين ، لايزالون يستذكرون أن هناك من أعطي للمعلم قيمة لم تنسفها سوي مسرحية مدرسية المشاغبين ومع هذا بقيت كالتراث الخالد .. أليس شوقى هو من أنشد :

قم للمعلم وفه التبجيلا /كاد المعلم أن يكون رسولا

لازال شعراؤنا يقرئونه السلام وهم ينصتون لأشعاره المغناة ( سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها . واستذكروا الراح هل مست ثناياها ) و"ياجارة الوادي طربت وعادني ما يشبه الأحلام من ذكراك" . فيقرأون الفاتحة على روحه كلما انثال فى الصفحات غثاء الكلمات التى ليست بشعر ولا بنثر ولا ببلاغة من أي نوع.

البداية ..والميلاد

بعد عزف السلام الوطني والوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء ،وقبل أن  يقدم الكاتب الصحفى محمود الشربيني، لمحات من تاريخ  فاتن الشعراء وأميرهم أحمد شوقي ، فإنه اعرب لرواد الملتقى عن أمله فى ان يشارك فى الأمسية مواطنون عاديون ، من سائقين إلى عمال إلى موظفين ومن أعمار مختلفة .. فهذا الملتقى يسعى من بين مساعيه  إلى صياغة  الذائقة صياغة لائقة بالانسان .. "و كم تمنيت أن يصطحب كل مثقف فى يده أحدًا من هؤلاء الذين يمكنهم أن يكونوا نواة لذائقة نساهم فى صياغتها ، من أجل أن تصنع لنا المستقبل" .

احمد شوقى بك  ولد  بحي الحنفي بالقاهرة في  16 أكتوبر 1868، لأب شركسي وأم يونانية تركية ( وهناك أراء متعددة فى هذا الصدد)ربته جدته لأمه ، وكانت  عملت  وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، ولغناها تكفلت بتربيته  ونشأ معها في القصر.ثم التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم  بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء  فبدأ ينظم الشعر. وفى  الخامسة عشرة من عمره  التحق بمدرسة الحقوق، وانتسب إلى قسم الترجمة ، ولفتت موهبته الشعرية الأنظار.

منطلقات فكرية وإبداعية

سافر إلى فرنسا على نفقة الخديوي توفيق، وحسم فى عامه الأول منطلقاته الفكرية والإبداعية، فقد اشترك مع زملاء البعثة في تكوين (جمعية التقدم المصري)، للنضال ضد الاحتلال الإنجليزي. وارتبط  حينئذ بصداقة حميمة بالزعيم مصطفى كامل، وتفتّح  على مشروعات النهضة المصرية.رغم  إقامته الطويلة فى أوروبا إلا ان قلبه ظل معلقا بالوطن ،وتأثر  بالثقافة الفرنسية وشعراء فرنسا.

مراحل تطوره الشعري

مر شوقى فى حياته بمراحل تطور ، فقد غلب على شعره أثناء دراسته فى فرنسا الاتجاه إلى مدح الخديوي عباس وكان طامحا ليكون شاعر القصر  وبعد عودته إلى مصر برز بمديحه    للخديوي عباس، فى مواجهة محاولات الإنجليز تهديد عرشه ، وأعاد النقاد أسباب لجوئه إلى مديح  الخديوي  إلى عدة أسباب منها أن الخديوي كان ولي نعمته ، ثم أنه كان يري وجوب الدفاع عن الخلافة العثمانية من منطلقات عقائدية باعتبار أن الخلافة العثمانية هي خلافة إسلامية وبالتالي وجب الدفاع عن هذه الخلافة.

المنفى .. والإمارة

تسبب موقفه هذا فى معاداة الاحتلال الانجليزي للبلاد لشوقي وتم نفيه إلى إسبانيا عام 1915، وأثناء ذلك  اطلع أحمد شوقي على الأدب العربي والحضارة الأندلسية هذا بالإضافة إلى قدرته التي تكونت في استخدام عدة لغات والاطلاع على الآداب الأوروبية، وكان أحمد شوقي في هذه الفترة على علم بالأوضاع التي تجري في مصر، فأصبح يشارك في الشعر من خلال  اهتمامه بالتحركات الشعبية والوطنية الساعية للتحرير عن بعد وما يبث شعره من مشاعر الحزن على نفيه من مصر، وعلى هذا الأساس وجد توجه آخر في شعر أحمد شوقي بعيدا عن المدح الذي التزم به قبل النفي. ثم عاد شوقي إلى مصر سنة ١٩٢٠.. وفي عام ١٩٢٧بويع بالاجماع أميرًا للشعر العربي .

أعماله  الكاملة

خلف ديواناً ضخماً عرف بديوان (الشوقيات) وهو يقع في أربعة أجزاء  ضم قصائده وسيرة لحياته. وطبقا لأرشيف كتاباته فقد أبدع عددا من الروايات الشعرية التمثيلية وضعت في الفترة ما بين 1929 م، وحتى وفاته، وله مسرحيات شعرية رائعة منها “مصرع كليوباترا”، “قمبيز”، “مجنون ليلى” “الست هدى”، “البخيلة”، كما كتب روايات نثرية مثل “عذراء الهند”،  و لادياس و شيطان بنتاؤور و ورقة الآس .

ولا نعرف لماذا لم يكن لديه اهتمام كبير بالمرأة ، مع أن له فى الغزل أسلوبا  جديدا أبدع فيه فهو القائل :

خَدَعوها بِقَوْلِهِم حَسْناء                   والغواني يغرهن الثناء

وله  قصائد في القمر،  والخمر والمدن المنكوبة والأطلال.

محمد السيد اسماعيل رؤية جديدة

شعرية شوقى قراءة فى جدل المحافظة والتجديد..كتاب جديد يعيد إلى الصدارة والواجهة الشاعر العظيم احمد شوقى بك. وطبقا لمحمد السيد اسماعيل لاتزال" شعرية شوقى"- وهو مصطلح أو بالأحرى عنوان اختاره محمد السيد اسماعيل لكتابه فأثار به جدلا كبيرًا حول الشعرية والشاعرية ، وأيهما كان أصوّب فى الاستخدام -  فى حاجة إلى الدراسة واكتشاف جمالياتها الفريدة وتخليصها من التحامل غير الموضوعى والمحاباة غير المبررة وقد حاول هذا الكتاب  التدليل على تعدد أساليب هذه الشعرية التى جمعت فى تآلف فريد بين الأساليب الغنائية و الدرامية والملحمية والقصصية .وفى تقديري كناقد أن أصالة شوقى ومعاصرته تكمنان  فى هذا التعدد تحديدا،  ولم يكن هدف الكتاب التنظير بقدر ماكان التطبيق والمقاربة الجمالية بالإضافة إلى تحديد مفهومى الشعر والشاعر فى الاتجاه الإحيائى الذى يمثل شوقى ذروته وهو ما مكنني من استكشاف جوانب هذه الشعرية التي غابت عن العديد من الدراسات السابقة .

الكتاب الواقع فى ١٨٥ صفحة من القطع الصغير  والمتضمن ٣فصول أولها البنية الدلالية قراءة فى جدل المفاهيم ،وهو يضم  ثلاثة مباحث أولها مفهوم الشاعر والثاني مفهوم الشعر والثالث  رؤية العالم .

أما الفصل الثاني فيضم  مباحث خمسة:الأول بنية القصيدة الغنائية والثاني بنية القصيدة الدرامية والثالث بنية القصيدة الملحمية والرابع بنية القصيدة القصصية والخامس بنية التمثيل الكنائي.

اما الفصل الثالث والأخير فجاء بعنوان مستويات البناء الفني قراءة تطبيقية فى قصيدة "أندلسية".. وفى هذا الفصل يقدم الدكتور محمد السيد اسماعيل مدخلا تمهيديا ،ثم ينشر نشر قصيدة أندلسية ،ثم يقدم قراءته لنص القصيدة ، فيتناول الصورة الذاتية ( محاكاة من الداخل ) والصورة الموضوعية (محاكاة الخارج) والصورة الاسترجاعية ( محاكاة التاريخ ).

 

 

محمد السيد اسماعيل ناقد وشاعر ومسرحي ستيني العمر ، شاب القلب ..يلقب بناقد الشعب ، نظرًا لغزارة انتاجه واطلاعه على أعمال الكثير من الكتاب والمبدعين والتصدي لكتاباتهم واعمالهم بالنقد والتحليل . وهو احد أعمدة ملتقى الشربيني الثقافى، الذي يمضي بخطى راسخة نحو تحقيق أهدافه وشعاراته ك"كشمعة تقاوم العتمة"، وترسيخ وجوده فى الحياة الثقافية المصرية



لا يتوفر وصف.




لا يتوفر وصف.


لا يتوفر وصف.





مقالات مشتركة