البنك المركزي يكشف أسرار تراجع معدلات التضخم       الداخلية تعلن القبض على المتهم في واقعة العبارات المسيئة على شاشة فيصل       الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين بنظام ( الأونلاين ) يوم واحد أسبوعيًا       أخبار سارة .. المركز القومي للبحوث ينجح في إنتاج مُخصب حيوي يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية       وزير الإسكان : الدولة لن تسمح مرة أخرى بالبناء غير المخطط والعشوائي والمخالفات       التفاصيل الكاملة لزيارة وفد قيادات الأوقاف ل شيخ الأزهر       الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

كتاب وآراء   2022-05-16T21:33:50+02:00

الجزء الثاني من مناقشات ملتقى الشربيني لكتاب ( شعرية شوقي )

صوت الملايين

هذه أمسية مختلفة ومتميزة وليلة ثقافية بامتياز كانت حافلة بالكثير ،فى مجالات الفكر والادب والفن والشعر والغناء . تمايل فيها المبدعون والكتاب الذين أثروها طربا بافكارهم الثرية ورؤاهم الثقافية المهمه وفى بعض الاحيان لاحت وقائع معركة فكرية. لقد تتابعت الرؤي والافكار ونظمت الأشعار والقيت القصائد على وقع مناقشة كتاب جديد للدكتور محمد السيد اسماعيل بعنوان شعرية شوقى -قراءة فى جدل المحافظة والتجديد .توهج الشاعر د. مصطفي زيكو و ألهب الايدي بالتصفيق وتألق الشاعر محمد فوزي حمزة. والشاعرة فاطمة هزاع والفنان المطرب محمد شريف.فى جلسة أدارها الكاتب الصحفى مؤسس الملتقى محمود الشربيني        

 فى البداية كانت الكلمة للمتحدث الرئيسي الناقد د. محمد عبد الباسط عيد الذي  استهل حديثه بقوله: اعرف د. محمد السيد اسماعيل  منذ ربع قرن تقريبا ، والمفارقة أنه اهتم بشعر أحمد شوقى الإحيائي ، مع أنه أحد كتاب قصيدة النثر ( التفعيلة ) المهمين ؟ هذا الانشغال بشعر ينتهي إلى جمالية مغايرة لجمالية قصيدة التفعيلة ، يستحق التوقف عندة ، لانه يجعلنا نري هذا التناول بمنطق النمو والتصاعد .وقال الدكتور محمد  عبد الباسط عيد إن الكتاب أثار العديد من القضايا و التساؤلات حول المنهجية وحول اسباب العودة لشعر شوقى رغم كل هذه السنوات ، والحقيقة ان مؤلف كتاب شعرية شوقى لم ينشغل أبدًا بمناهج النقد المعاصرة ، وانما كانت له دوما رؤية ووجهة نظر ، ومع أنه تتلمذ على اساتذة مثل الدكتور محمود الربيعي. والدكتور رشاد رشدي ، وتعلق بمنهجيهما فى النقد الادبي ، لكنه كانت له دوما رؤيته ووجهة نظرة .

واما التساؤل الأساسي الملح هنا فهو لماذا العوده إلى شاعر كأحمد شوقى ؟ ولماذا الخوض فى جدل المحافظة والتجديد وقد ولج هذا المجال الدارسون من قبل و أثاروا كل القضايا .. وفى هذا السياق استذكر الدكتور عيد الاجواء الادبية والنقدية والشعرية السائدة منذ مطلع القرن الماضي ، والسابقة على ثورة ١٩ .. وعلى السجال الدائر بين العقاد و والشعراء وهجومه الكاسح على شوقى ،  ووصف شعره بأنه مثل  "مرقعة الدراويش" واستذكر كتاب الديوان ( مدرسة الديوان المعروفة شعريا)و التي ينتمي اليها البارودي والتى كان ذروتها أواعلى ذروة فيها احمد شوقى .. معتبرا ان كتاب الديوان هو "أول جملة نقدية عربية فى النقد العربي المعاصر"

وقال الدكتور عيد  ان جدل المحافظة والتجديد عند محمد السيد اسماعيل لم يكن جدالًا بالمعني الفلسفي ، وانما بمعني الحوار اللفظي المباشر وتجلت سمات هذا الدل فى كون مؤلف الكتاب جعل نفسه محاميا لشوقى شاعره المفضل ، وجعل يدفع عنه التهم التى وجهت إليه ، ويؤكد أنه شاعر مجدد والحقيقة أنني أشفقت  عليه من هذا الكلام ، لان جمالية شعر شوقى كانت تكرارا لما فى الشعر العربي الكلاسيكي من جماليات . ولكن فى واقع الأمر أنه مع التطور الذي حدث بعد ظهور مدرسة الديوان ، ان هناك تطور حدث لشعر شوقى ، وان هذا السجال الدائر الذي كان نموذجه العقاد وطه حسين والرافعي مثلا كان لابد أن يؤثر على شوقى ، وهو ماكان واجبا القاء الضوء عليه ، ولايشعر أثر لهذا السجال فى الكتاب .

وتحدث د.عيد عن الملامح الأساسية في شعر شوقى وهى فكرة المحاكاة وهى أساسية عنده..فكرة محاكاة الواقع أو التراث ..الكتاب يتحدث عن سمات محددة هى الخيال والبساطة وعدم التعقيد والموقف الأخلاقى  وعودة الغزل العذري ، وهى كلها حالة من حالات التكرار المستخدمة فى الشعر العربي كله .. متسائلا ماهى القضية الأساسية لأحمد شوقى ؟

واوضح محمد عبد الباسط عيد ان كتاب محمد السيد اسماعيل يجمع بين النظرية والتطبيق و لم يضع فصلا حادًا بينهما  على غرار مايحدث فى التراث ، وهذا الفصل الحاد لم نعرفه الا مع وجود النقد المعاصر .

وقال اننا بالعناوين التى صاغها د.اسماعيل سنجد أنها ستتجلى فى الفصل الأخير ،وانه كان لديه قضية ، وانه كان محافظا وكان مجددًا .لقد حاول محمد اسماعيل طوال الوقت ان يكون مدافعا عن هذه الافكار  فى حين أن كان يستطيع أن يضع يده على على السمات الفارقة والواضحة فى التجديد الذي ارتآه عند شوقى .

ولم يشتغل محمد بالنقد فى هذا الكتاب الا عندما قدم قصيدة أندلسية  الاخيرة وتصدي لها بالنقد ، لكنه فيما عدا ذلك كان يشتغل بالمحاماة .. كان يتعامل مع شعر شوقى  باعتباره شاهد على فكره وقضيته باعتبارها رؤية ثبوتية تكرارية والحقيقة أن د. محمد يحيرني جدا  ،ففكرة المنهجية كانت واضحة جدا فى الفصل الأخير ، والذي تختبر فيه افكار الناقد وقدراته وخبراته - وهى عالية جدا عنده -فقد أجري مقاربة نقدية لقصيدة من  ٨٠ بيتا ..

هكذا نحن إمام ناقد يعيد  تقديم النقد الجديد، مدرسة الربيعي ورشدي التي اشرت اليها، ولكني لو كنت مؤلفا للكتاب لاضفت اليه فصلا كاملا حول السمات المميزة في لغة الشاعر احمد شوقى ، فهذه اللغة كانت له فيها رؤية ووجهة نظر .. كان له سحر في البيان ،ووضوح فى علاقات المفردات والافكار والكلمات وكان لابد من ابراز اسباب هذا السحر البياني البديع  وهذا الاعجاز الحقيقي فى شعر شوقى من حيث اللغة كان يستحق التوقف المطول عنده لانه اهم مايميزه.

واختتم حديثه بقوله ان اهم مافى هذا الكتاب هو الخبرات الواسعه التي التي تجلت فى الفصل الاخير للكتاب  ، وما آخذه على الكتاب هو أنه نثر فى فصوله مايميز شعر شوقى من سمات ، وكان واجبا ان يفرد لها فصلا كاملا، كما اننا أزاء كتاب عن احمد شوقى فى المطلق  ، ولم يذكر فيه على الاطلاق ان هذا الرجل كان أميرًا للشعراء وانه كان سببا فى بروز الجملة النقدية المعاصرة،وان شوقى  أثار زوبعة  وكان شعره موضوعا للسجال الرهيب بين الكتاب والنقاد ، فهذا البيان الاعجازي فى شعر شوقى كان يستحق التوقف عنده  مطولا ، واختتم كلامي بالقول أن انني آثرت أن أرمز كلامي عما غاب وليس عما حضر وفاء لصداقتنا الطويله .

——————-

رؤية صحافى مثقف

——————-

الكاتب الصحفى الكبير نبيل عمر مدير تحرير الاهرام تحدث في ملتقى الشربيني الثقافى عن الكتاب "شعرية شوقى قراءة فى جدل المحافظة والتجديد "  وطرح أكثر من قضية ، بين فيها في البداية أنه من عشاق قصيدة التفعيلة وانه كان عقاديًا  فى البداية ، يميل إلى طريقة تفكير عباس محمود العقاد ، إلى أن اكتشف أنه لايحمل قلما في يده بقدر مايحمل أسنانًا مسنونه ، ومن ثم فيقترب من اشعار العقاد ، وانما اتجهت به بوصلة ذائقته نحو شعراء التفعيلة ( صلاح عبد الصبور والسياب. والحيدري وأمل دنقل الخ ، وذلك منذ أن بدأ يفكر بالقراءة  وهو مراهق في الثانوية العامة ، منوها بأن أول  كتاب قرأه فى النقد كان من تأليف الناقد رجاء النقاش ( ثمنه لم يزد عن قرش صاغ).

وانتقل نبيل عمر للحديث عن الكتاب مشددا على جرأة محمد اسماعيل ،وعلى كونه شاعر تفعيله يتصدي لشعر من نوع آخر تماما هو الشعر العربي الكلاسيكي  الإحيائي الذي يتقيد بالبحور والأوزان والقافية .

وأوضح نبيل رؤيته للثقافة فقال أن الثقافة إذا حوصرت في لقاءات المثقفين ببعضهم ف(بلاها ثقافة) مشيرا بأننا فى الوطن العربي عندنا مشكلة فى صناعة الوعى وتقديري أن الشعر يصنع  الوعى بدرجة مذهلة لا يصنعها مجال ابداعى أخر   ،ومن هنا اهتممت به جداً، ورغم أنني فى معظم كتاباتي سياسية إلا أن ثقافتي أدبية ، فالادب هو من علمني وليس كتب السياسة والاقتصاد .

وقال ان معيار الكتاب الجيد عنده هى المسافة التى كانت بينه وبين الموضوع قبل قراءاته وبعدها ، فاذا كانت بيني وبين شوقى مثلا  مسافة قبل أن أقرؤه   وقربني منه هذا الكتاب أكثر ، فهذا هو معياري ، وبهذا فإنني أعتبر كتاب محمد اسماعيل كتابا جيدا لأنه قربني من شعر شوقى . واختتم حديثه بقوله ان المسألة ليست فى الافكار وانما فى التناول وكيفية التعبير عنها .. وهذا ماكان يفعله المبدعون وعلى رأسهم أحمد شوقى .

كنز عظيم لا نهتم به

أما الروائى فؤاد مرسي فبادر بتحية الدكتور محمد السيد اسماعيل ووقال انه صاحب فضل على جيل الثمانينات،  وهو يذكرني بحق بالدكتور محمد مندور الناقد الادبي المعروف ،وانا اعتبره ليس ناقد الشعب فقط بل هو ناقد الجيل الذي لم يترك كتابا لكاتب من ابناء جيل الثمانينات إلا وقرأه وقدم له مقاربه نقديه ، وبشر بهولاء الكتاب وعكف على قراءة مشروعهم الاول فى السرد وهذا مهم جدا . وفى هذا الكتاب الذي نناقشه أخذ على عاتقه أن يصالحني على احمد شوقى وجعلني أعيد قراءاته بطريقة مختلفة . ويأتي الكتاب فى ظل مشهد بائس جدا واسهامات النقاد محل تساؤل .

وأضاف: سألت نفسي لماذا وبعد ان هرس النقاد والدارسون احمد شوقى على مدي السنوات الطويله الماضية ،فاذا به يعود بكتاب عنه ،ويصدر الكتاب فى دوله عربية وكإنه يريد أن يوسع رقعة الانتشار .

قراءتي لهذا الكتاب جعلتني استشعر انه يريد أن يقول لنا اننا  نحن فى لحظة مخاض متشابهه، فهذا كتاب مخاضي، ويتحدث عن لحظة مخاضية ، و تتجلي أمامنا فى هذه  المفارقة التي صاغها عنوان الكتاب ..لحظة البينية بين  التجديد والمحافظة.

ولاحظ فؤاد مرسي أن محمد اسماعيل لم يتورط فى الانتصار لأي من الفريقين او الاتجاهين( المجددون - المحافظون) وانما سار على خطين متوازيين .

ولكن فؤاد مرسي يأخذنا كلنا صوب  وجهة أخري ، حينما يشير إلى أن الكتاب لم يقع أو لم يستفد كليا من كنز احمد شوقى وهو كنز الفلكلور ، فعلى الرغم من انه قدم لنا فصلا كاملا (الفصل الثاني من الكتاب) عن الكنائية  الا إنه تجاهل الموتيفات الفلكلورية الشهيرة والمهمة التى قدمها شوقى .فمازال شوقى يدهشنا بالقصائد التى كان يكتبها على ألسنة الحيوانات وكنا نتعلم منها المغزي التربوي. وقال مرسي انه من الغريب ان تكون لدي شرقى هذه الطاقات المذهله فى التراث الشعبى والتى يمكن أن تبين لنا أهمية دراسة الثقافة الشعبية بوصفها ثقافة أصيلة لدي الانسان المصري ومع هذا لا يستفاد من هذا الكنز .

ازمة مصطلح

الكاتب الصحفي محمد هزاع تحدث عن كتاب محمد السيد اسماعيل من حيث هو اضافة لمجموعة ابداعاته التى أطل عليها على مدي عقدين من الزمان أو اكثر والتي تبلور خلالها مشروعه الابداعى مابين ابداع شعري و ابداع قصصي ومسرحي ، وصولا الى مجموعة من الكتب التي صدرت له موخرا ومنها الرواية والسلطة ومنها شعرية شوقى قراءة فى جدل المحافظة والتجديد . والحقيقة انني اريد أن اتوقف عند العنوان وهو شعرية شوقى وهل هو ادق من شاعرية شوقى أم أن شعرية شوقى هى الادق . ولاحظ هزاع -وهو كاتب ومؤلف أثري المكتبة العربية بستة كتب حتي الآن من بينهأ العشق على طريقتي وسر مصر -ان هناك خلافا بين المتحدثين حول الفرق بين الشعرية والشاعرية وان كلا الفرق المتحاورة حول المعني جعلت هذا الجدل يطول ، منوها بان لدينا في العالم العربي ومصر مشكلة كبري بسبب المصطلح .. فنحن نطلق مصطلحات كثيرة لكننا بعد ذلك نقوم بتحميلها افكارا أو مضامينا لا تتسق معها .

مشروع إبداعى

وتحدث  الكاتب الصحفي مجدي صالح عن مشروع الدكتور محمد السيد اسماعيل الذي رافقه فيه على دار رحلة صداقتهما الطويلة ، فنوه بإخلاصه الشديد لأفكاره ولإبداعه وورغبته الدائمة فى أن يقدم الجديد ومن هنا فهو أثري المكتبة بالعديد من المؤلفات المرموقة  وأخلص لمشروعه الابداعى وهذه المقاربة الجديدة لشعر شوقى بعد مرور اكثر من ٩٠ عاما على غيابه تعني أنه ينتصر دوما لأفكاره ، فهو يري الجمال ولا يحيد عنه ويجعل دائما هذا الملمح اساسيا ، فهو وأن كان من ناظمي قصيدة التفعيلة بامتياز الا أنه لا يستطيع ان يتجاهل تأثره بشاعر فذ مثل احمد شوقى ولذا أعاد قراءته واعاد تقديمة الينا . وامام كل هذا الجهد والدور الابداعي الكبير لمحمد السيد اسماعيل لايسعني الا ان اشكره وأحييه وأقدر له له كل هذه المساهامات الابداعيه ..


لا يتوفر وصف.



لا يتوفر وصف.


لا يتوفر وصف.







مقالات مشتركة