جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

د.محمد صالح يكتب   2022-05-23T20:24:05+02:00

كيف نستفيد من دعوة الرئيس السيسى للحوار الوطنى ؟!!

د.محمد أحمد صالح

 

من المؤكد أن الدعوة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال حفل إفطار الأسرة المصرية فى شهر رمضان الماضى  ، لعقد جلسات الحوار الوطنى تعد بمثابة بدء مرحلة جديدة في توجهات الدولة المصرية .

جاءت هذه المبادرة من جانب الرئيس بعد الانتهاء من مرحلة مهمة من فرض الأمن والاستقرار بهدف الانتقال بخطى ثابتة إلى مرحلة جديدة تقوم على منح كل الأصوات فرصة التعبير عن نفسها، في ظل الأطر التي ينظمها الدستور المصري والقانون.

 

ويخطىء من يتصور أن هذه الدعوة الرئاسية هى البداية للإصلاح السياسى والإهتمام بحقوق الإنسان فى مصر ، فقد سبق أن أطلق الرئيس السيسى ، الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في الربع الأخير من العام الماضي والتى صاحبها إدخال تعديلات تشريعية متتالية على القوانين التي تحكم حركة المجال العام والإصلاح المجتمعى الشامل .

وفى رأيى الشخصى أن هذه الدعوة سوف يكون لها تاثيرات إيجابية على  الأجيال الشابة  وتشجيعها على المشاركة الفاعلة في بناء جمهورية جديدة تقوم على أسس الحقوق المتساوية لكافة المواطنين، والعدالة والمساواة في الفرص، والحق في التعبير عن الآراء السياسية بحرية تامة.

 

إن هذه الدعوة للحوار الوطنى ، خطوة جيدة انتظرناها كثيراً ، ونتمنى أن  يكون لها أصداء واسعة على كافة نواحى ومجالات الحياة فى مصر  بما ينعكس  بشكل ايجابى على أحوال المواطن البسيط خلال السنوات القادمة .

 

هذا الحوار الوطنى لو تم تفعيله بشكل جاد وفعال سوف يكون له أكبر الأثر فى مواجهة الشائعات المغرضة التى تبثها صفحات ومواقع وقنوات جماعة الإخوان  وتنظيمها الدولى بالتعاون مع بعض الدول والمنظمات المشبوهة ، التى تستهدف تدمير مصر على كافة المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، ولذلك فإن الحوار سوف  يكون له دور كبير فى عدم تصديق المواطن البسيط للشائعات الحقيرة التى يتم إطلاقها بشكل يومى .

 

وفى هذا السياق أتمنى أن يتم تطبيق تصريحات الرئيس السيسسى التى اطلقها فى افتتاح مشروع مستقبل مصر الزراعى والتى قال فيها : " الحوار الوطنى فرصة عشان نسمع بعض " ، وهى بالفعل كلمة قصيرة لكنها معبرة وتحمل معانى كثيرة أهمها أن نتعلم ثقافة الإختلاف ، وأن يسمع كل طرف للأطراف الآخرى بعيداً عن التعصب لأى فكر أو التحيز لأى توجه سياسى ، ويجب أن يكون هدفنا الأسمى هو تحقيق الصالح العام لمصر ولشعبها الطيب .

وهنا أؤكد على ضرورة أن يخلع كل طرف ردائه الحزبى وتوجهه السياسى وأن يكون هناك ابتعاد تام عن محاولة فرض الرأى بالقوة على الأطراف الآخرى باستغلال ما يسمى بالأغللبية ، ويجب أن يرتدى الجميع خلال جلسات ومراحل الحوار الوطنى ثوب الوطنية المصرية الخالصة .

ويجب أن تطبق قاعدة " الرأى للجميع والقرار للأغلبية " ولكن دون الإنتقاص أو التسفيه من رأى الأقلية التى ينبغى أن يكون لها احترام كبير مها كانت حساسية أو خطورة القضايا التى تطرحها طالما تستهدف الصالح العام بعيداً عن الترويج أو تبنى أفكار من شأنها المساس بالأمن القومى لمصرنا الحبيبة .

 

وفى هذه السياق ، أتمنى أن يتم استغلال هذه الدعوة للحوار الوطنى  فى إعادة الحياة لكل القوى السياسية وفى مقدمتها البرلمان والإعلام والاحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدنى  ، لكى يكون حوار جاداً ومتميزاً يؤتى ثماره المرجوة منه بعد أن يتم عرض نتائجه على مجلسي النواب والشيوخ لمزيد من النقاش قبل عرضه على السيد رئيس الجمهورية ، بحيث يتم تفعيله مع إطلاق الجمهورية الجديدة”.

 

وأنا أتفق مع رأى الخبراء ووالمحللين السياسيين الذين يرون أن الحوار السياسي على أرضية الوطنية المصرية ومنح كل الأصوات الحق في التعبير بشكل شرعي عن آرائها هو توجه إيجابي يصب في صالح بناء مجتمع متعدد، يحترم حرية الرأي والتعبير، ويقبل بقيم الاختلاف، وهي ركيزة مهمة في مواجهة الأفكار المتطرفة وحماية المجتمع من الغلو والتشدد.

 

إن الدعوة للحوار الوطنى خطوة محترمة ، لها ايجابيات كثيرة منها زيادة الثقة من الشعب تجاه قيادته السياسية ، حيث ستكون هناك قناعة أن هناك خطوات جادة يتم اتخاذها بالفعل لتحقيق نهضة شاملة ترتقى بحياة ومستوى معيشة المواطن وصيانة حقوقه وحرياته فى الحاضر والمستقبل .


مقالات مشتركة