![](https://www.soutalmalaien.com/uploads/1696273235_688722a0201621b77af2.png)
الإنسانية ليست وظيفة ، أو لقب، أو رتبة ، يحصل عليها
المسؤول - أي مسؤول وأيا كان اسمه - لأنه يقوم بأداء واجبه الوظيفى ، إنما سمة
أساسية من مكونات الشخصية المتحققة على المستويين الذاتى و المهنى ، فهى لا تأتى
بالتعلم من الدروس أو المحاضرات ،أو مكتسبة بفعل الاشفاق على البسطاء ، لذا يصبح
من الصعب ، بل من الصعب جداً ، أن يتحول معناها النبيل الي وصف مجانى لا يتسق مع جوهر مصطلح الإنسانية وما يحويه من
دلالات عميقة ، تتجاوز فى مصمونها كل العبارات الانشائية .
الاستهلال مقصود في تلك المقالة ، فمصطلح الانسانية
يبرز بجلاء أمام القاصى و الدانى من دون
تزويق للقصد ، حين يطالع سيمفونية النجاح الاداري المُبهرة ، والمشحونة بقدر هائل
من الانسانية ، التى صارت مرادف موضوعى لاسم
الدكتور محمد عبدالهادي عميد الصرح الطبى الأشهر والأهم فى مصر الآن ، وهو
معهد القلب القومي .
ان منظومة العمل التى يقودها ببراعة الدكتور عبدالهادي
فى المعهد تؤكد المقولة الدارجة فى ادبيات المتفائلين "فيها حاجة حلوة" ،
فالرجل الذى تولى ادارة المعهد خلفاً لاسماء بارزة ولامعة ، استطاع ان يحفر اسمه
باقتدار بعلمه، و بقدرته على ترجمة مفهوم "المسئولية الوطنية والاخلاقية "
فى قلوب المترددين للعلاج، او لاجراء الجراحات ، ما أضفى على الصرح الطبى
الشامخ مكانة تشى بالارتياح والثقة فى نفوس المواطنين .
الانسانية فى هذه الحالة ،ليست مستقلة بذاتها، أو
شاردة عن جواهر أخري لامعة متراصة فى
تشابك متين منها ، النبوغ العلمى ، والفهم الدقيق لأساليب الادارة الناجحة، والثقة
بالنفس، والرقى، والملكات الشخصية "الكاريزما"
، والأهم هو الايمان والقناعة بأن الطبيب ليس موظف ، انما يؤدى رسالة سامية ،
رسالة نبيلة ، وهل هناك اعظم من تطبيب الآلام؟
إن معهد القلب ليس مجرد بناية تابعة لوزارة الصحة ، وتعانى مثل بقية
المستشفيات المنتشرة فى بر مصر من الاهمال والفشل الادارى ، انما هو صرح طبي وتعليمي عملاق يؤدي الخدمة الطبية
والمتابعة المستمرة واجراء الفحوصات والعمليات وتركيب الدعامات.
ولذا فان النظرة الرسمية إليه تفوق غيره ، خاصة فى
اختيار القيادة المسؤولة ، ومن هذه الزاوية تحديداً ،يمكن لنا الحكم بموضوعية على الثقة فى شخص الدكتور محمد
عبدالهادي ، الذى يتسم ،وفق شهادات كبار الأطباء ، و شهادات تلاميذه وزملاءه ،
والمترددين على المعهد ، وقبلهم جميعاً ، المرافقون لحالات الطوارئ والمرضى ،
أن الرجل لا يدخر جهداً او وقتاً ، فى سبيل انقاذ المرضى ، وتذليل
الاجراءات ، والمتابعة الشخصية ، خاصة
أن المعهد يقوم بعمل جراحات القلب وعمل الخدمات الملحقة بالعملية، حيث
ساهم وفق الأرقام الرسمية في علاج 2 مليون
و 178 الف مواطن في العام الماضى 2021 ، فضلاً عن استقبال ما يزيد عن أربعمائة
حالة طارئة يوميا و إحصائيات العام الماضى
2021 تؤكد على حزمة من المعلومات
المشحونة بالارقام الواقعية والرسمية ، مفادها القيام باسنقبال ٣٥٠ ألف حالة طوارىء خلال العام المنصرف ،
وتزيد هذه الارقام وفق معدلات الاستقبال فى العام الجارى،و ابرز الحالات تكمن فى
امراض القلب الشائعة هي الجلطات الحادة .
ان حديثنا عن القيادات المشرفة لن يتوقف، حتى يعى المتكاسلون ان المواقع القيادية لا تاتى مصادفة ، لكن تحكمها معايير مثل التى توافرت فى شخص الدكتور الإنسان محمد عبدالهادى عميد معهد القلب القومى .