الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية       وزارة المالية : الدولة ليس من دورها إدارة الأصول العقارية       أخبار سارة للموظفين.. المالية تعلن تبكير صرف مرتبات شهر يوليو 2024       بالأرقام الرسمية .. إصدار 32.5 مليون قرار علاج على نفقة الدولة       وزارة العمل تُحذر المواطنين بعدم التعامل مع الشركات والصفحات وأرقام الهواتف الوهمية       إطلاق دورى رياضى لأبناء الأسر في قرى ( حياة كريمة ) تحت شعار ( أنت اقوى من المخدرات )       أخبار سارة : مصر تستهدف إنتاج 800 ألف أوقية ذهب عام 2030  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

د.محمد صالح يكتب   2022-08-10T18:49:56+02:00

كيف تستفيد مصر إقتصادياً من الأزمة الصينية مع أمريكا وتايوان ؟!!

د.محمد أحمد صالح

 

يخطىء من يتصور أن التداعيات السياسية والإقتصادية  لزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان ، سوف تكون قاصرة على العلاقات بين الصين والولايات المتحدة  وتايون فقط ، بل ستتعدى آثارها الى مناطق كثيرة فى العام أجمع .

 

بداية نشير إلى أن الصين وجهت  احتجاجا شديدا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي لتايوان  ، وأعربت عنه من خلال بيان لخارجيتها وصفت فيه خطوة نانسي بيلوسي بالانتهاك لمبدأ الصين الواحدة الذي التزمت به الولايات المتحدة طيلة السنوات الماضية، وهو ما يفتح الباب أمام التساؤل حول ما إذا كان تغيرا في سياسة واشنطن تجاه هذا الملف رغم النفي الأمريكي أم أنها مجرد محاولات من الديموقراطيين لتسجيل أي نقطة لصالحهم قبل انتخابات التجديد النصفي بينما يشكك كثيرون في الفائدة التي قد تحققها إدارة بايدن من هذه الخطوة .

وهنا نتساءل : هل تقابل بكين التصعيد بتصعيد أكبر؟ أم أن مصالحها الاقتصادية مع واشنطن ستجعلها تكتفي بمناورات عسكرية محدودة؟ وأي تأثير لتداعيات الزيارة على العلاقة بين البلدين ؟ هذه التساؤلات ستجيب عنها الأسابيع القادمة .

 

أما الجانب الأبرز فى هذا المقال ، فهو مناقشة التداعيات التى حدثت مؤخراً  والتى كشفت عن أولى خطوات الحرب الإقتصادية الصينية

حيث قامت بفرض عقوبات اقتصادية على تايوان  وحظر أكثر من 2000 منتج غذائي من تايوان ردًا علي زيارة بيلوسي  .

ويؤكد الخبراء أنه رغم أن الصين هي أكبر سوق تصدير لتايوان وتمثل 42% من إجمالي صادراتها ، وبلغ حجم التجارة الثنائية بينهما العام الماضى 328.3 مليار دولار إلا إن الضرر ليس فى  الشراكة الغذائية ولكن الضرر الأكبر فى الشراكة التكنولوجية ، حيث قررت الصين حظر المؤسسات والشركات والأفراد الصينيين من التعامل مع الشركات التايوانية بما في ذلك :

"سبيد تيك إنيرجي" ، (Speedtech Energy) ، و"هاويب تكنولوجي"  ، ( Hyweb Technology)  .

 

أما الجانب الأخطر فهو قيام الصين بتعليق "تصدير الرمال الطبيعية" ، فالصين تعتبر هى المورد الرئيسى للرمل الطبيعي لجارتها تايوان وتعليق تصديره يمثل كارثة والكارثة الأكبر إن أمريكا لم تتعلم من دروس أزمة أوكرانيا .

ولمن لا يعلم فإن هذه الرمال الطبيعية هى المكون الاساسى لصناعة السليكون والذى يعد المكون الأساسى لصناعة "الرقائق الألكترونية وأشباه الموصلات " ، والتى تعتبر عصب الصناعات الحديثة والمكون الأساسى لصناعة جميع المنتجات الإلكترونية وتدخل في صناعة الطائرات التجارية والحربية وأنظمة التسليح المطورة والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر واللاب توب والتابلت وأجهزة الاستشعار في السيارات وغيرها الكثير والتى تشكل أهمية كبيرة فى الإقتصاد التايوانى ، لأن تايوان تعتبر مركز عالمى ورئيسى لإنتاجها بل إنها تحتكر توريدها لكثير من دول العالم من خلال شركتها العملاقة ( Taiwan Semiconductor Manufacturing Company) والمسئولة عن 92% من صادرات الرقائق الإلكترونية في العالم وتليها شركة سامسونج أقرب منافس لها فى  الـ8% الباقية  ، والتى تقوم بتصنيع 60 % من أشباه الموصلات في العالم

وبتطور صناعات جديدة تسمح بزيادة استخدام أشباه الموصلات ضمن الشرائح الإلكترونية وتعمل مصانعها بكامل طاقتها لتخفيف النقص العالمي.

وتهيمن الشركة التايوانية على سوق أشباه الموصلات العالمي

وتمثل الشريان الرئيسي لصناعة التكنولوجيا حيث تمد شركات

مثل:-

 آبل Apple  و كوالكوم Qualcomm وميديا تيك Mediatek  ونيفيديا Nvidia 

وإنتل Intel  وAMD و سونى SONY.... وغيرها من شركات تصنيع الهواتف الذكية وأجهزة التابلت واللاب توب في جميع أنحاء العالم .

وتعتبر هي الشركة العاشرة الأكثر قيمة في العالم بناءً على القيمة السوقية

ويؤكد الخبراء أن تعليق تصدير الرمال الطبيعية معناه أن أكبر مصنع للرقائق الألكترونية فى العالم أصبح "غير قابل للتشغيل".

وبالتالى سيؤدى لخلل ونقص فى جميع الصناعات الألكترونية الحديثة  ونجد أن شركة آبل تحذر قائلة :

أن الحرب بين تايوان والصين ستجعل الجميع خاسرين مما سيؤدي بالضرورة إلى اضطراب اقتصادي وإنهيار سوق الأجهزة الإلكترونية عالميا

ونلاقى رئيس شركة (TSMC)

مارك ليو بيقول إن :"مصنع إنتاج الرقائق لن يكون قادرا على العمل وسيؤدي ذلك إلى أزمة في سلسلة التوريد قد تمتد إلى مناطق بعيدة مثل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان ، وإلى وقف الإتصال بالعالم الخارجى ووقف التوريد من المواد الكيميائية إلى قطع الغيار إلى البرامج الهندسية والتشخيص" .

وهكذا نرى أن زيارة بيلوسى تهدد العالم الحديث وتضرب فى مقتل السوق التجارى للتكنولوجيا ما سيؤدى حتماً إلى كارثة كبرى تهدد عرش شركات التكنولوجيا العالمية الأمر الذى قد يؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار مثلما حدث فى سوق النفط والغاز  .

 

وفى رايى الخاص ، أن كافة الجهات المعنية فى مصر عليها أن تناقش وبأسرع وقت ممكن هذا الملف الخطير للغاية ،  لأنه فى حال التعامل معه بشكل متميز فسو يمكننا  من الاعتماد علي مواردنا الذاتية ونستفيد من خروج بلد مثل تايوان ونوطن هذه الصناعات في مص وليكن  ذلك في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس .

وفى النهاية أؤكد على أن مصر بحاجة ماسة للتعامل بأفكار ورؤى خارج الصندوق حتى نتمكن من الإستفادة من هذه الأزمات العالمية بأقصى درجة ممكنة وعلى كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والتكنولوجية .

 


مقالات مشتركة