لم يعد سراً أو خافياً على أحد ، أن منظومة التعليم
تنزلق بقوة نحو الهاوية ، فكل شئ صار مّباح فى ظل السياسات الفاشلة، التى سيدفع
المجتمع ثمنها فادحاً
، وما يجرى فى إدارة المطرية التعليمية،
يظل النموزج الصارخ و الدليل القاطع على
العبث بأهم مفردات الأمن القومي فى هذه البلد ، وهو ما يدفع للصراخ فى وجه اى مسؤول ، مهما علا أو قل
شأنه ، لكى يفيق من غفوته الارادية ، أو يعود الى فهم المعنى العميق لمفهوم المسئولية
الوطنية، وأعني فى هذا السياق ، رئيس الحكومة ووزير التربية والتعليم ، ومحافظ
القاهرة ووكيل وزارة التعليم ومدير عام المطرية التى تعيش فى برج عادي، وبالمناسبة
هى علمت لكنها التزمت الخرس .
هناك الكثير من الفضائح جرت وما زالت تجرى فى بعض
المدارس ، و قطعاً ستتنامى وتيرة القبح بصورة مرعبة، فى تلك المنطقة الشعبية
الحيوية، ان لم تكن هناك وقفة حقيقية، لكن يبدو أن شيئاً من هذا لن يحدث ابدأ ، فى
ظل مناخ عنوانه الأبرز "انتش واجرى "، فما الذى حفز على الكتابة فى هذا
الشأن وفى هذا التوقيت ؟ ... ان الكتابة دعوة للصراخ باعلى صوت ، و يقيناً ،سيلحق
بنا فى طابور الصراخ كل من يدرك حجم
الكارثة .. ومفادها ، أن شكاوى عدة فى وقائع متنوعة ، يتم "الطرمخة "عليها
جهاراً نهاراً ، فى تلك الادارة ، التى تحتاج الى تدخل عاجل من الاجهزة الرقابية،
لمنع نزيف الفضائح، لكننا سنتوقف أمام
نموذج منها ، يتعلق بسوء السلوك و تدنى الأخلاق ، وبدلاً من أن تنتفض الادارة
وتهتز اركانها ، لبشاعة الواقعة ، تم الاكتفاء
بنقل المدرس المتورط ، والمّدهش قيام
قيادى كبير فى الادارة التعليمية، بالتعتيم و التدليس ، لانقاذ صديقه
المدرس من فضيحة " التحرش ".. انا هنا لن اسرد محتوى التفاصيل الواردة فى عدد من الشكاوى ،
التى احتفظ بصور منها ، وتتعلق بانحرافات
شخص بعينه ، ولن اذكر اسم المدرسة ، فالتفاصيل مشينة ، والضحية ، يا سادة يا كرام
، طفلة ، آه والله طفلة فى المرحلة الابتدائية .
الرائحة تزكم الانوف ، و الأحاديث على المقاه لا تتوقف ، ولن تتوقف ،
لاننا قبل ان نفيق من صدى فضيحة ، تلاحقنا أخرى اشد مرارة ، والحكايات المتناثرة ،
تتراوح ما بين شهريات من مديرى المدارس الى الكبار للطرمخة على الفضائح المالية
والادارية .
عرفت كثيراً من الامور التى تصل حد الجرائم ، وعرفت
اكثر عن مافيا محترفة داخل قطاعات الوزارة ، تحمى منظومة الفساد ، بحكم مواقعها
الوظيفية والقيادية مما انعكس بالتبعية على مديرية القاهرة، و فى القلب منها ادارة
المطرية التعليمية ، أما الأخيرة فصار اسمها مرادف للفساد ، نعم ، مرادف للفساد ،
الذى تجاوز المالى والادارى وامتد الى ما هو أكثر
قسوة من هذا كله .
ان الحشائش المتسلقة والضارة ، راحت تنمو فى هذا الحقل ، وسوف تسئ للغالبية ، ممن يؤمنون
بسمو رسالتهم ، لكن المخيف هو تنامى تلك
الظاهرة ، مالم يتم اجتثاث الحشائش الضارة
من جزورها ، فهذه الفئة تجد من يساندها من مافيا باتت تحكم وتتحكم كاصحاب العزب
الخاصة ، ما دام كل مسؤول يحصل على نصيبه
من "الميغة" ، اما نحن فنؤكد ان الملف سيظل مفتوحاً .