الحكومة: الخميس 25 يوليو إجازة رسمية بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو       خطة حكومية لزيادة الاستفادة من العلماء والباحثين المصريين في الخارج       بالأرقام الرسمية .. 50 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية ضمن مبادرة دعم صحة المرأة       اللجنة الخاصة المشكلة بمجلس النواب لدراسة برنامج الحكومة الجديدة تختتم أعمالها اليوم       تفاصيل مشاركة الأهلى فى أعمال الجمعية العمومية لرابطة الأندية الأوروبية       وزارة المالية : الدولة ليس من دورها إدارة الأصول العقارية       أخبار سارة للموظفين.. المالية تعلن تبكير صرف مرتبات شهر يوليو 2024       بالأرقام الرسمية .. إصدار 32.5 مليون قرار علاج على نفقة الدولة       وزارة العمل تُحذر المواطنين بعدم التعامل مع الشركات والصفحات وأرقام الهواتف الوهمية       إطلاق دورى رياضى لأبناء الأسر في قرى ( حياة كريمة ) تحت شعار ( أنت اقوى من المخدرات )       أخبار سارة : مصر تستهدف إنتاج 800 ألف أوقية ذهب عام 2030  
جريدة صوت الملايين
رئيس مجلس الإدارة
سيد سعيد
نائب رئيس مجلس الإدارة
د. محمد أحمد صالح
رئيس التحرير
محمد طرابية

سيد سعيد يكتب   2022-11-14T15:09:58+02:00

المصريون يتصدون لدعوات التخريب ويرفضون سياسات الحكومة

لم تتوقف الدعوات الرامية للتخريب والفوضى، ولن تتوقف، فالدعوات تتجدد من وقت لآخر، حسب مؤشر ترمومتر علاقات الدولة المصرية بحكومات إقليمية وعالمية، صعوداً وهبوطاً، ففى كل مرة يبتكرون الأسباب وينسجون الروايات المشحونة بالمزاعم، وفى كل مرة يلاحقهم الفشل.. ومن فشل لفشل أشد قسوة، لم يدرك دعاة الفوضى وعى المصريين وقدرتهم على فرز الغث من الثمين، حتى أن القوى المـُحركة لدعاة الإثارة، فشلوا فى فك شفرات كتالوج الشخصية المصرية، وموروثها الحضارى والثقافى، فلم تفلح كل محاولاتهم، والغريب أن دعوات التظاهر والنزول إلى الميادين فى 11 – 11 – 2022، لم تختلف عن الدعوات السابقة، وإن تعددت أسباب التحريض على التخريب، ومجملها يدور فى استغلال الأوضاع الناتجة عن تداعيات الأحداث العالمية والأزمات الداخلية.. نعم توجد أزمة اقتصادية.. نعم، هناك أنين مسموع من الأعباء الثقيلة على ملايين الأسر فى بر مصر.. نعم، هناك انتقادات لسياسات الحكومة، التى لم تراع البعد الاجتماعى كأولوية أكثر أهمية، بل يفوق فى أهميته أى شىء آخر، لكن هذا المواطن المصرى يتحول بقدرة قادر إلى ديناصور شرس، قادر على التهام كل من يعبث باستقرار بلده، أو المساس بمؤسساته الصلبة، يختلف مع السياسات، لكنه جندى يقف فى الصفوف الأولى للمواجهة والتاريخ شاهد، وفى هذا السياق سأدلل بصلابة الجبهة الداخلية، أثناء حرب السادس من أكتوبر 1973.

 

يخطئ من يظن أن عدم النزول للشوارع تلبية لدعاة الفوضى بسبب التواجد الأمنى، ويخطئ كثيرا من يتصور أن المصريين شعب من السذج، يمكن حشدهم وتوجيهم على الهوى، أو اللعب على عواطفهم باستغلال أزماتهم، فالوعى لدى هذا الشعب يفوق قدرة الأجهزة والحكومات والتنظيمات على استيعاب أو فهم مكنونه الوطنى، لذا فإن أهم الأسباب التى أدت إلى فشل 11-11 ودعوة الإخوان للمظاهرات، يكمن فى خوفهم من زعزعة الاستقرار، وخوفهم من مصير مجهول ومستقبل غامض، فلم ينس هذا الشعب، ولن ينسى على الاطلاق، أن بلده مر بعاصفة من الفوضى، جعلته يدخل نفقًا مظلما،ً حيث تم خطفه جهاراً نهاراً فى أعقاب موجة من التخريب وتعطيل المؤسسات فى 2011، وما تبعها من انفلات أمنى، وانفلات أخلاقى وانفلات إعلامى، وتاهت المفاهيم عندما تحول مصطلح الفوضى إلى حرية، ولم تعد هناك فروق واضحة بين الأشياء، السباب والشتائم، حرية رأى، والتخريب حق للمواطن فى التظاهر و.. و.. الخ.. ناهيك عن أمور أخرى لازال المجتمع يدفع ثمنها إلى الآن.

 

 وأضف إلى كل ماسبق جزء مهم وأصيل، ترسخ فى الوعى الجمعى والوجدان الشعبى، هو التصدى لسيناريوهات بموجبها جرى هدم دول الجوار، وحولتها من بلدان مستقرة، إلى دول فاشلة، تدور فيها الصراعات والحروب الطاحنة بين أبناء الوطن الواحد، جميعها جرى تخريبها وتدميرها واستنزاف قدراتها الاقتصادية والعسكرية، مثلما حدث فى سوريا وليبيا واليمن.. تمزق العراق ولازالت السودان تتأرجح بين الهدوء المؤقت والصراعات الدامية والتظاهرات المستمرة.. انهيار ليبيا وخراب سوريا والصراع الإقليمى على اليمن.. كلها أسباب أدت، فى تقديرى إلى كره المصريين لما يُسمى بالثورات، رغم مطالبهم المشروعة لسلطات الدولة بأمور كثيرة، لعل أبرزها فتح نوافذ التعبير، وإتاحة الفرصة أمام المعارضة الوطنية، خاصة بعد أن خطت الدولة خطوات واسعة نحو النهوض، لأن الواقع يؤكد على تنوع المطالب بحسب الفئات، هناك شرائح مجتمعية تريد تخفيف الأعباء لكى تستطيع مواصلة العيش الكريم، وهناك شرائح تريد المشاركة فى العملية السياسية، لذا على الحكومة أن تضع تلك الأولويات محل الاهتمام، فهذه النقاط تحديداً، يتم استغلالها من قبل أعداء الدولة والتحريض على رئيس الجمهورية، وتحميله أخطاء الحكومة التى تعيش فى معزل عن الواقع، خاصة إذا علمنا أن الإعلام سقط سقوطاً ذريعاً فى مواجهة الاعلام المعادى، والمثير للدهشة أن شريحة من الرافضين للنزول، يتعاملون بالسباب والشتائم والسخرية، والمزايدات الغبية، وجميعها يثير الاشمئزاز.

 

إن عزوف المصريين عن التجاوب مع الدعوات التخريبية يحتاج إلى ترجمة حقيقية فى وسائل الإعلام، ترجمة تحشد الصفوف ولا تنفر من شكل التناول، بما يعنى أن هناك ضرورة على التناغم مع مشكلات المواطن الحياتية، ولا نشغل الرأى العام بتفاهات أزمة شيرين وحسام، أو عامل النظافة ومحل الكشرى، فهذا يؤكد على سطحية بعض المتصدرين للمشهد الإعلامى، أيضاً لا تترك لمثل هذه النوعية الضحلة من الهواة وعديمى الخبرة، ممن لا يجيدون سوى الردح الحديث نيابة عن الحكومة، فهناك ضرورة لإبراز الأسباب التى أدت إلى تماسك المصريين خلف قيادتهم وتعزيز مفهوم الدولة ودعم مؤسساتها، والاستعداد للتضحية والتصدى لكل دعوات التخريب، وأنا هنا لا أريد الإشادة بدور المواطنين، وإن كانوا يستحقونها، إنما أريد أن تضعهم الدولة فى بؤرة الاهتمام، وأن يفرد الإعلام مساحات لطمأنته باحترافية ومعلومات، وليس بطريقة «هو كده واللى مش عاجبه يشرب من المجارى».  لم تكن دعوة المخابيل للنزول إلى الشوارع هى الأولى بهدف إزاحة نظام الحكم، فقد حدث ذلك فى سبتمبر 2019 و11نوفمبر 2016، ومرات ومرات، وفى كل مرة يؤكدون فى دعواتهم ما تضمره وتتمناه نفوسهم الموبوءة وعقولهم المريضة، بأن هناك انقساماً فى مؤسسات الدولة، وأن مجرد النزول سينهى حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى، وسيم الافراج عن السجناء، وأن الرخاء سيعم البلاد، والأمر متوقف على النزول، فالملايين تنتظر اللحظة الحاسمة، وهكذا، لكن جميع تلك الدعوات قوبلت بتجاهل تام وسخرية من الداعين لها وانتهت بالفشل، بل تحطمت كلها لأسباب عدة أهمها، تكاتف الشعب المصرى خلف قيادته السياسية لتحقيق الأمن والاستقرار.

 

لا يدع أعداء الدولة المصرية فرصة، ولو ضئيلة، إلا وراحوا يستغلونها بشتى الوسائل، فى محاولات بائسة ويائسة لتشويه صورة البلد، تارة عبر تقارير زائفة، يعدها ويرسلها الممولون من أجهزة مخابرات وحكومات وجهات معادية معلومة، لديهم مخططات استراتيجية لتخريب البلد الأهم والأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، فهؤلاء المُمولون يصنعون الحدث وينفخون فيه، ويضيفون إليه بهارات محبوكة بدقة شديدة، معجونة بالأكاذيب والشائعات، ثم نشرها عبر كتائب إلكترونية مُدربة على التعامل بمهارة مع السوشيال ميديا بتنوع مواقعها» اليوتيوب صفحات الفيسبوك تويتر وبقية مواقع التواصل» وجميعها يلقى رواجاً فى المجتمعات الشرقية، فى ظل غياب اعلام توعوى، قادر على التأثير، ناهيك عن المنابر الإعلامية الموجهة، والهادفة إثارة البلبلة بالعزف على وتر الحريات والحقوق، وهى نغمة ظاهرها منطقى وموضوعى، وباطنها يرمى لخلط الأوراق، بهدف ترسيخ مفاهيم مغلوطة، بزعم أن المحكوم عليهم فى قضايا جنائية وإرهابية معتقلو رأى.

 

علينا التأكيد على أن أمنيات المارقين عن الصف الوطنى ودعاة التخريب من باعة الأوطان، تحطمت جميعها على صخرة الوعى الشعبى والضمير الوطنى، فانكشاف الكذب المتكرر، وحالة الاستقرار بعد سنوات الفوضى والحرب على الإرهاب، من أهم أسباب فشل الدعوات المتكررة، فقد عانى المصريون بعد 2011 من الفوضى والانفلات الأمنى، وانتشرت الجرائم فى ربوع البلاد، وعانت أجهزة الأمن خلال مواجهتها للإرهاب، وكان الثمن هو أن فقد الوطن مئات الشهداء من أبناء الشعب، لإسقاط مخططات هدم الدولة وإرباك المجتمع، فالمساعى لتحقيق هذا الهدف تعددت وتنوعت، بهدف التحريض ضد نظام الحكومة، تارة باطلاق الشائعات، وتارة أخرى بالتشويه وتلفيق الاتهامات ذات اليمين وذات اليسار، حتى أن تلك الأساليب جرى فهم مراميها لتكرارها والنفخ فيها بطريقة بائسة، فضلاً عن الأمور لا تتوقف عند رأس الدولة، لكنها تنال من المعارضين لتوجهاتهم وأساليبهم القميئة فى التعاطى مع القضايا الوطنية، حيث يتم تشويه إقدام الدولة على شراء أسلحة وتنوع مصادرها، على الفور يدبجون المقالات والتغريدات، ويصنعون البرامج الفضائية، لتشويه هذا الفعل الذى يثلج صدور المصريين، فيقولون، لماذا الانفاق على التسليح، وليه من الدولة الفلانية بالذات، وماذا سنفعل بهذا السلاح، ما حاجتنا للغواصات، وما حاجتنا لحاملات الطائرات، ولماذا نشترى الرافال، وفى كل مرة يتم خلالها الإعلان عن إحدى الصفقات، تجدهم يتحدثون، وكأنهم عالمون بما يدور فى كواليس الصفقات، واحنا أخدنا أكثر من ثمنها، وهكذا، ربما لهذه الأسباب وغيرها يؤمن المصريون بأن هؤلاء لا يريدون الوطن قوياً، بل يريدونه ممزقاً هشاً لا يقوى على الدفاع عن حدوده، هذه النغمة وما يشبهها تخرج على العلن وتصبح مادة دسمة للتناول الإعلامى، بطريقة ممزوجة بالتشويه، بهدف توصيل رسالة خبيثة للمواطن الذى يتلقى مثل هذه الهرتلات، أما الأهم فهو تنفيذ أجندة لصالح تحالفات خفية بين حكومات وأجهزة دولية، تنفذ نفس النهج للتحريض ضد الدولة المصرية، حيث يتم تناول الواقعة من حيث الشكل، باعتبارها واقعة حقيقية، ثم تفنيدها، وإبرازها فى صورة أخطاء كارثية، ثم يتم توظيف المشكلات والأزمات فى سياق التأليب والتحريض، وإلصاق الاتهامات، لكى يحرك مشاعر الغضب لدى المواطنين، ويقارنون بين أوضاعهم وما يتم تناوله بصورة بغيضة، ومن هذه الزاوية يتم حشد الرافضين ومن ثم إشعال الغضب والانفعال، لكن الوعى الفطرى والغيرة على الوطن يدهسان أى محاولة للتخريب، لذا فإن الرهان على وعى المواطن المصرى دائماً يكون فى محله، لأنه بالسليقة يدرك ويفهم ما يحاك ضد بلده من مخططات فصار حائط صد وصخرة صلبة تتحطم عليها محاولات التشكيك والتشويه، وهذه الميزة التى تميز المصرى عن سائر شعوب الأرض تجعله على طول الخط، خط دفاع ضد محاولات التضليل. فى النهاية لا يفوتنا التأكيد مرة أخرى على بعض الأمور الجوهرية، التى لا يمكن إغفالها بأى حال من الأحوال، ومضمونها يدور فى نقاط محددة فى مقدمتها، يجب على الحكومة عدم تجاهل رغبات المواطن، بما يعنى أن فشل المظاهرات أو الدعوات الرامية للتخريب، يشعر الحكومة بالانتشاء والاستمرار فى نهجها وسياستها وتجاهل الاهتمام بقضاياه، وعلى رأسها تفعيل دور الرقابة على الأسعار المنفلتة بدون ضابط أو رابط، كما أن الحكومة عليها أن تعترف بمعاناة المواطن والتأثيرات السلبية على حياته، نعم هى ناتجة عن أزمات دولية، ونحن جزء من العالم نتأثر بكل ما يجرى على الكوكب، لكن لابد من إيجاد حلول عاجلة وسريعة، حتى لا تتركه فريسة بين أنياب باعة الأوطان جراء» الزن على الودان»، كما أسلفنا رافضى الدعوات فئتان الأولى وهى الأكبر والأكثر عدداً، تحتاج الرعاية المجتمعية، وهذا الجانب أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة، أما الجانب الثانى أو الفئة الثانية، فهم النخبويون من المثقفين وأصحاب الأقلام، هؤلاء لا بد من توسيع هامش التعبير لهم، من دون أن تنطلق عليهم جحافل الهجوميين والذين يسيرون على ذات نهج الجماعات المارقة، وهؤلاء متهمون بأنهم لجان وانتهازيون ومنتفعون، لأن هذه النوعية لو كانت تعانى مثل بقية المجتمع أو بتعبير أدق غالبية المجتمع، ما استطاعت أن تردح وتهلل لكل من ينتقد سياسة الحكومة، خاصة فيما يتعلق بالبعد الاجتماعى، يعنى تعترف بوجود أزمة وتسعى للحل، لا أن تستسهل وتقول كله تمام، فالرئيس بنفسه يواجه ويقول ويتأثر بمعاناة الناس، والحكومة وإعلامييها يعيشون فى واد آخر.
مقالات مشتركة