صراعات الكبار فى مونديال قطر 2022

مقدمة:

سيكون عشاق الساحرة المستديرة على موعد مع نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم، والتي تقام نسختها الجديدة في دولة قطر خلال الفترة من 20 نوفمبر الجاري وحتى 18 ديسمبر المقبل، وهي النسخة الأولى التي تقام في موعد مختلف عن باقي النسخ الماضية والتي كان معتادًا إقامتها في الصيف، كما أن النسخة المنتظرة من المونديال هي الأخيرة التي تقام بمشاركة 32 منتخبًا حيث سيتم زيادة عدد المشاركين في كأس العالم إلى 48 منتخبًا بداية من مونديال 2026.

...............................

المجموعة الأولى..

طموح أسود السنغال وطواحين هولندا يهدد أحلام أصحاب الأرض

يستعد منتخب قطر لتسجيل ظهوره الأول في بطولة كأس العالم من بوابة المونديال المنتظر انطلاقه بعد أيام، والذي يقام على الأراضي القطرية كأول نسخة من بطولة كأس العالم تقام في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط عموما.

ويتطلع منتخب قطر لتقديم نفسه بشكل جيد في البطولة ومحاولة تخطي عقبة الدور الأول في أول ظهور رسمي له بالمونديال، لكن أحلام المنتخب العنابي ستصطدم بمنافسين من العيار الثقيل في المجموعة وهما منتخبي هولندا والسنغال، علما أن المجموعة كذلك تضم منتخب الإكوادور.

وتحقق الإنجاز الأكبر في تاريخ كرة القدم القطرية عام 2019 بعد التتويج بلقب كأس أسيا للمرة الأولى بعد هزيمة اليابان في المباراة النهائية بثلاثية.

ويتولى تدريب منتخب قطر حاليا المدرب الإسباني فيليكس سانشيز، والذي قاد العنابي في 68 مباراة من قبل، وحقق الفوز في 34 لقاء، وخسر في 21 مواجهة، وتعادل في 13 مناسبة.

ويبدو المنتخب الهولندي مرشحا بقوة لصدارة المجموعة على الرغم من غيابه عن النسخة الأخيرة في روسيا، مدعَّما بخبرة مدربه لويس فان جال الذي قاده إلى المركز الثالث في نسخة 2014 في البرازيل، وتشكيلة ذهبية بقيادة فيرجيل فان دايك وماتياس دي ليخت وفرينكي دي يونج وممفيس ديباي.

وسيكون المنتخب السنغالي، بطل القارة السمراء، ثاني أبرز المرشحين لتكرار إنجازه في مشاركته الأولى عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان عندما بلغ ربع النهائي، بعد أن فشل تخطي الدور الأول في النسخة الأخيرة في روسيا بسبب عدد البطاقات الصفراء بعد تساويه نقاطا وأهدافا مع اليابان، ويتسلح المنتخب السنغالي بالعديد من النجوم، على رأسهم ساديو ماني وكالديو كوليبالي والحارس إدوارد ميندي.

وفي مشاركتها الرابعة في تاريخها، ستلعب الإكوادور بقيادة هدافها إينير فالنسيا، دور الحصان الأسود في هذه المجموعة.

وتأمل الإكوادور التي تعرضت لانتقادات أثناء استعدادها للعرس العالمي بخصوص التشكيك في أهلية جنسية لاعبها بايرون كاستيو، في تكرار أفضل إنجازاتها في المونديال عندما بلغت ثمن النهائي عام 2006 في ألمانيا.

..........................................

المجموعة الثانية..

كيروش يبحث عن خطة إنقاذ إيران من مفرمة إنجلترا وأمريكا

تضم المجموعة الثانية ببطولة كأس العالم منتخبات إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران وويلز، وتضم تلك المجموعة مدرب ارتبط مؤخرًا بالكرة المصرية لفترة وهو البرتغالي كارلوس كيروش مدرب منتخب إيران.

ويخوض منتخب إيران منافسات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي تحت قيادة كارلوس كيروش، الذي حل بدلا من الصربي دراجان سكوشيتش.

وشارك منتخب إيران في كأس العالم 5 مرات سابقة، حيث يستعد المنتخب الفارسي للظهور الثالث على التوالي في مونديال قطر.

ولم ينجح منتخب إيران طوال تاريخه في تخطي الدور الأول من منافسات كأس العالم، وكانت أفضل حصيلة لمنتخب إيران في كأس العالم عندما جمع 4 نقاط من الفوز على المغرب والتعادل مع البرتغال في النسخة الأخيرة (روسيا 2018).

ويسعى كيروش لقيادة منتخب إيران لتحقيق إنجاز مميز بتخطي عقبة الدور الأول لكن تحقيق هذا الهدف يصطدم بتطلعات منتخبي إنجلتراو أمريكا.

وبالرغم من أن إنجلترا هي مهد كرة القدم، فإن المنتخب الإنجليزي لم يحقق أي ألقاب كبيرة على مدار تاريخه الطويل سوى كأس العالم 1966 على أرضه.

ورغم التقدم الذي حققه المدرب جاريث ساوثجيت مع منتخب إنجلترا، لكن ربما يكون مونديال قطر فرصته الأخيرة لإنقاذ رأسه، بعدما فشل بشكل واضح في دوري الأمم الأوروبية هذا الموسم، حيث احتل المركز الأخير في مجموعة تضم إيطاليا وألمانيا والمجر.

واعتاد منتخب إنجلترا على إصابة لاعبيه الأساسيين في المواعيد الكبيرة، لكن حجم الإصابات الضخم هذه المرة يشكل صداعا في رأس جاريث ساوثجيت، مدرب "الأسود الثلاثة" قبل انطلاق مونديال قطر.

وفي مشاركته الـ11 في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، يتطلع منتخب الولايات المتحدة الأميركية إلى تحقيق نتائج إيجابية في كأس العالم 2022 وتكرار الإنجاز الذي حققه في أول نسخة للمونديال والتي شهدت وصوله للدور نصف النهائي.

ورغم تعدد مشاركاته القارية والعالمية، فإن المنتخب الأميركي لا يملك تاريخا كبيرا في كرة القدم، ولم يبرز في صفوفه الكثير من اللاعبين في الأندية العالمية، وقد يكون ذلك نتيجة أن الولايات المتحدة الأميركية تعد من البلدان القلائل التي لا تمثل كرة القدم الرياضة الشعبية الأولى فيها، حيث تأتي بعد كرة السلة وكرة القدم الأميركية في سلم الشعبية.

وسيشهد مونديال قطر المشاركة الثانية في التاريخ لمنتخب ويلز في النهائيات العالمية والأولى منذ 64 عاما، عندما خاض ويلز مشاركته الوحيدة في كأس العالم خلال نسخة السويد 1958.

المنتخب الويلزي المعروف بلقب "التنين الأحمر" سيكون مطالبا بتأكيد التطور الكبير الذي عرفته كرة القدم في البلاد خلال السنوات الأخيرة وخصوصا بعد المشاركة في كأس أمم أوروبا في نسختي 2016 و2020.

.........................................

المجموعة الثالثة..

أحلام الأخضر السعودي تصطدم بنجوم الأرجنتين ورفاق ليفاندوفسكي

سيكون المنتخب السعودي الشهير بـ الأخضر على موعد مع اختبار صعب في دور المجموعات بمونديال قطر، حيث يخوض منافسات الدور الأول للبطولة ضمن مجموعة تضم إلى جواره كل من الأرجنتين وبولندا والمكسيك.

وصل المنتخب السعودي إلى كأس العالم 5 مرات سابقة منها 4 مشاركات متتالية منذ صعوده الأول في 1994 وحتي نسخة 2006، ثم انقطع الأخضر عن التأهل للمونديال حتى ظهوره الأخير في نهائيات نسخة 2018 في روسيا.

ولا يمتلك المنتخب السعودي، أي تاريخ كبير ضد المنتخبات الثلاث في المجموعة الثالثة سواء الأرجنتين أو المكسيك أو بولندا.

وفشل المنتخب السعودي في فك شفرة المباريات الافتتاحية خلال مشاركاته السابقة في كأس العالم، حيث خسر في 4 مباريات وتعادل في واحدة.

ومتسلحًا بسجل مرعب لأى منافس ممثل فى عدم الخسارة خلال 35 مباراة على التوالى فى الأعوام الثلاثة الماضية، سيكون منتخب الأرجنتين مرشحاً فوق العادة لاكتساح المجموعة الثالثة .

وسيكون الرهان على البرغوث ميسى كالعادة من جانب الجماهير الأرجنتينية، ويدرك فتى باريس سان جيرمان المدلل أن قطر 2022 هى فرصته الأخيرة لمحاولة اقتناص كأس العالم بعد 4 مشاركات سابقة فشل فيها فى تحقيق حلمه، وإن دنا كثيراً منه فى 2014 حين وصل للمباراة النهائية لكنه خسرها أمام المنتخب الألمانى حينذاك بهدف قاتل.

ويدخل المنتخب الأرجنتينى مونديال 2022 كونه واحدا من المنتخبات التى ستنافس بقوة على التتويج بلقب البطولة فى قطر، عقب العروض المميزة التى قدمها على امتداد عامى 2021 و2022 عندما توج بلقب «كوبا أمريكا»، ومحافظته على مسيرة من دون هزيمة ممتدة منذ 35 مباراة.

فى المقابل بات منتخب المكسيك أحد ضيوف دور الـ 16 الدائمين فى المونديال منذ بطولة 1994 ومن ثمّ سيكون مرشحاً بقوة للتأهل، فيما تراهن بولندا على السفاح ليفاندوفسكى هدّاف الليجا الإسبانية وفتى برشلونة الأول، ويبقى المنتخب السعودى متشبثاً بأمل مناطحة هذا الثلاثى معتمدا على الدعم الجماهيرى الكبير الذى سيلقاه من الجماهير العربية فى قطر.

....................................

المجموعة الرابعة..

ديوك فرنسا تسعى لكسر عقدة حامل اللقب من بوابة مونديال قطر

تدخل فرنسا كأس العالم 2022 بطموحات كبيرة من أجل الدفاع عن اللقب الثاني في تاريخها، والذي حققته في نسخة روسيا 2018 قبل نحو 4 سنوات.

وتوجت فرنسا مرتين من قبل بكأس العالم، أولاهما على أرضها عام 1998 بعد الفوز على البرازيل في النهائي 3-0، والثانية في روسيا 2018 بعد الفوز على كرواتيا 4-2.

ويبدأ منتخب الديوك الفرنسية مشوار الدفاع عن لقبه في مونديال روسيا 2018، باللعب  في المجموعة الرابعة، التي تضم منتخبات: الدنمارك، وأستراليا، وتونس.

ويتخوف ديديه ديشامب مدرب منتخب فرنسا من عقدة أزلية تهدد حامل لقب كأس العالم في آخر 20 عامًا، ففي آخر 6 نسخ من كأس العالم، عانى بطل العالم من عقدة الخروج المبكر في البطولة التالية، وهي اللعنة التي يتطلع منتخب الديوك الفرنسية لكسرها من بوابة مونديال قطر 2022.

ويعد المنتخب التونسي من المنتخبات العربية الأكثر حضورا في كأس العالم، إذ يتساوى مع المنتخبين المغربي والسعودي بـ5 مشاركات، قبل خوضه كأس العالم قطر 2022، لكنه عجز -خلال مشاركاته السابقة- عن تخطي الدور الأول.

ويتسلح منتخب تونس -الذي يحتل المركز 30 في آخر تصنيف للفيفا للمنتخبات- بمجموعة من اللاعبين المحترفين بأوروبا وبعض الدوريات العربية، فضلا عن عدد قليل من لاعبي الدوري التونسي.

لا تملك كرة القدم الدانماركية تاريخا يذكر في نهائيات كأس العالم، لكنها شهدت على مدى آخر 20 عامًا تطورا في نتائج المنتخب الدانماركي، الذي تأهل في 5 مناسبات للمونديال من بين آخر 7 مونديالات آخرها في روسيا 2018.

وبعد الإنجاز القاري الوحيد في تاريخ منتخب الدانمارك في أمم أوروبا نسخة يورو 92، ويطمح الدانماركيون إلى تحقيق نتائج في مونديال قطر 2022 أفضل من تلك التي صنعوها في مونديال فرنسا 1998 عندما بلغوا ربع النهائي.

في انتظار مشاركته السابعة في قطر 2022، سجل منتخب الدانمارك حضوره في النهائيات في 6 مناسبات، لكن ظهوره للمرة الأولى عالميا كان متأخرا، إذ انتظر النسخة 13 في المكسيك عام 1986 ليشارك للمرة الأولى، وغادر وقتها المسابقة من الدور ثمن النهائي.

وفي المقابل لم يكن منتخب أستراليا يملك تاريخا بكأس العالم، خلال فترة تمثيله قارة أوقيانوسيا، إذ اكتفى بالتأهل مرة واحدة إلى المونديال.

لكن بعد الانضمام إلى الاتحاد الآسيوي، أظهر المنتخب الأسترالي وجها مغايرا، وزاحم منتخبات القارة الصفراء، بل انتزع بطاقة التأهل في جميع النسخ منذ عام 2006 حتى 2022.

وتأهل منتخب أستراليا لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم، في نسخة ألمانيا عام 1974، وفيها ودع المنافسة من دور المجموعات.

وكان الظهور الأفضل للأستراليين في كأس العالم في مونديال ألمانيا، حين بلغوا الدور ثمن النهائي، ثم ودعوا أمام إيطاليا، بطلة تلك النسخة.

.....................................................